28.33°القدس
27.97°رام الله
27.19°الخليل
30.55°غزة
28.33° القدس
رام الله27.97°
الخليل27.19°
غزة30.55°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

خبر: اللون الأخضر "عقدة" أمن فتح بالضفة

بمجرد رؤية عناصر حركة فتح وأجهزتها الأمنية لأصغر راية خضراء ترفرف فوق سطح أحد المنازل أو على أعمدة الكهرباء حتى يصابون بحالة من الهوس والهستيريا غير الطبيعية، قد تصل إلى حد الهيجان.. كالثور في حلبة المصارعة، ما إن يرى المصارع يهز له بقطعة قماش حمراء حتى يثور ويهوج ويهجم غير مستدرك لعواقب الأمور. ومع أن العلم أثبت أن الثور مصاب بعمى الألوان، ولا يفرق الأحمر عن غيره، وأن ما يثيره هي حركات المصارع لا أكثر، إلا أنه وللأسف الشديد فإن عناصر حركة فتح وأجهزتها الأمنية ومندوبيها يتمتعون بقدرة فائقة على رؤية اللون الأخضر من مسافات شاسعة، فيهوجون ويموجون وتحضر القوات بقدها وقديها وتحاصر المنطقة وكأن حرب قد تقع خلال دقائق.. كل هذا من أجل راية او علم صغير مرفوع فوق بيت أو مئذنة مسجد أو عمود كهرباء.. فلم تكن الحرب الضروسة التي تتعرض لها حركة حماس في الضفة الغربية منذ حزيران 2007 وحتى الآن، تقتصر على عناصرها ومؤسساتها وحسب، بل وكل ما يمت لها بصلة من قريب أو بعيد. وعلى رأس ذلك كله الأشكال الدعائية والإعلانية للحركة من يافطات وبيارق ورايات وأعلام ملونة باللون الأخضر، وهو الذي يميزها عن بقية الفصائل الفاعلة على الساحة الفلسطينية. لذا فكل شعار أو علامة تحمل هذا اللون تخضع لقانون الاجتثاث، ويتعرض حاملها ورافعها لعقوبة لن تقل عن "استضافته" في فنادق الخمسة نجوم التي تشرف عليها أجهزة المخابرات والوقائي، وإكرام وفادته بوجبات سريعة ودسمة من التعذيب والشبح والإذلال على جريمته النكراء برفع شارة حمساوية. للعلم فقط، فالحملة على إعلانات حماس كانت تشتد خلال مرحلة الهدوء النسبي ووجود مؤشرات على المصالحة والوحدة وعودة الأمور لما كانت عليه سابقا مع حركة فتح، وهو ما يدل دلالة قاطعة على أن لأجهزة امن الضفة بمسمياتها المتنوعة أجندة مختلفة وقرارات حاسمة لا رجعة عنها بعدم السماح بعودة حماس للعمل في الضفة تحت أي ذريعة كانت.. مصالحة، وحدة، إفراج عن أسير، تهنئة بإطلاق سراح معتقل... ولو تمثلت هذه العودة بمظهر بسيط لا يزيد عن رفع بيرق أو راية صغيرة هنا أو هناك. [title]أسئلة وردود[/title] بعض القراء قد يرى في ذلك مبالغة كبيرة، فهل من المعقول أن الأجهزة الأمنية "تحط رأسها برأس راية" كما يقولون في اللغة العامية الدارجة، وتقتحم بيتا آمنا لتجبر أصحابه على إنزالها ولو بالقوة، وفي حال رفضوا ذلك ينفذون هذه المهمة السامية بأنفسهم؟؟ وإن كانت تفعل ذلك سابقا، هل ما زالت على ذات الشاكلة والشعب الفلسطيني بكبيره وصغيره وذكره وأنثاه يحتفل بنجاح صفقة "وفاء الأحرار" وبعودة 477 أسيرا وأسيرة بعد طول غياب إلى أحضان عائلاتهم؟؟ وهل لدينا أدلة على ما ذهبنا إليه!!.. بكل تأكيد.. فبالنسبة للسؤال الأول، نقول:" إن النهج في سبيل القضاء على حماس وصل لجد منع وملاحقة أمور أبسط بكثير من رفع راية أو علم.. والشواهد لا تنقطع. والرد على السؤال الثاني، فكما ذكرنا ان هذه الحملات الشرسة بحق حماس ورموزها ومؤسساتها ونشاطاتها ولو كانت على مستوى ضيق تتصاعد مع كل مناسبة وطنية أو إسلامية. أما الأدلة التي نرد بها على التساؤل الثالث، فلا تحتاج على بحث وتمحيص طويل،، لا سيما أنه وخلال الساعات الـ48 الماضية فقط أجبرت أجهزة فتح في مدينة نابلس عائلة الأسير "طه الشخشير" على إنزال رايات حركة حماس من منزل العائلة المعد لاستقباله. فلم تشفع لطه الشخشير المعتقل منذ العام 1992 في سجون الاحتلال، سنوات سجنه الـ19... لتترك لأسرته أن تحتفل بعودته بالطريقة التي ترتأيها.. فكان لا بد من أن تنغص عليها فرحتها، ما يدلل على أن تلك الأجهزة لا تحترم المناضلين وتضرب بتضحياتهم عرض الحائط في سبيل تدعيم وجودها وسيطرتها. لكن، هل يمكن ان نصل لهذا الحكم من حادثة واحدة فقط، قد تكون فردية لا أكثر ولا أقل!!؟؟ طبعا لا، ليست حالة فردية أو استثنائية، بل هي المرة الثانية التي تقوم بها الأجهزة بتهديد عائلات أسرى بمنع احتفالهم باستقبال أبنائهم في حال رفع رايات حماس. ففي محافظة الخليل داهمت أجهزة السلطة منزل الأسير أحمد عواد من بلدة إذنا وهو محكوم 30 عام قضى 16 عاما –ومن المتوقع أن يتم الإفراج عنه في الصفقة- وهددت عائلته من رفع رايات حماس أو القيام بأية مظاهر للأفراح تتسم "بالحمساوية" على حد وصفها. في قرية "عقربا" جنوبي نابلس قامت حركة حماس بتعليق يافطات وبوسترات استعداداً لإحياء الاحتفالات لاستقبال ابن البلدة الأسير جهاد بني جامع الذي قضى في سجون الاحتلال مدة 22 عاماً، ومن المقرر الإفراج عنه يوم غداً ضمن الصفقة. وما إن ألقت حماس بيانها وهي حادثة تقع لأول مرة منذ 4 سنوات حتى داهمتها عناصر كبيرة من جهاز المخابرات واختطفت الشيخ سامي بني فضل (55) عاماً، كما اقتحمت منزل الشاب "محمد خاطر" في محاولة منها لاعتقاله دون أن تتمكن من ذلك .