عاد الفراق يلف عائلة الحنبلي من مدينة نابلس التي لم تجف دمعتها بعد على استشهاد نجلها محمد المهندس الخامس في كتائب القسام بالضفة الغربية، بعد اعتقال شقيقه الأكبر عمر، ليتركوا والدهم الدكتور عبد الرحيم الحنبلي الذي ناهز السبعين من عمره وحيدا. فقد أعاد الاحتلال اعتقال عمر الحنبلي (42 عاماً)، يوم 12/5/2013، وهو أسير سابق أمضى في سجون الاحتلال 30 شهراً، منها 24 شهراً في الاعتقال الإداري. الأسير عمر الذي يبحث عن ساعة استقرار تجمعه بعائلته التي قدمت الشهيد محمد، والتي لا يتوقف الاحتلال عن استهدافها، فرغم تقدم سن والدهم إلا أن ذلك لم يحل دون اعتقاله لعدة أشهر وتغريمه بمبلغ مالي ضخم، فاق 100 ألف شيكل. أم عبد الرحيم، زوجة الأسير عمر الحنبلي توضح أن زوجها الذي يعمل صيدلانياً في نابلس اعتقل بعد اقتحام منزلهم في منتصف الليل، مشيرة إلى ان سبب اعتقاله غير معروف، لكنه ربما الانتقام والحقد الدفين على العائلة. الزوجة باتت الآن تحمل على عاتقها همّ البيت والأبناء، إلا أن اعتقال عمر لايزال الهم الأكبر الذي تحمله، آملة بأن يكون حكمه مخففاً وألا تطول فترة غيابه عنهم، وأن تنزاح عنهم غيمة الاعتقال تلك، التي انعكس ظلامها ولا يزال على جميع عوائل الأسرى الفلسطينيين. أما أبناء الأسير الحنبلي، عبد الرحيم (8 أعوام)، ومحمد (6 أعوام)، فلا تغادر أعينهم النظر إلى صورة الأب الأسير، ويرافق ذلك سؤال الأم في كل حين: "أين أبي؟ لماذا أخذوه؟ متى سيعود إلينا؟ متى سنخرج سوياً؟ هل ستطول غيبته؟؟.. أسئلة تصعب الإجابة عليها من الأم التي لا تعرف هي إجابتها!! من جهته، قال فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار" إن الاحتلال يتعمد اعتقال الشخصيات الفاعلة في المجتمع الفلسطيني، فالأسير عمر صيدلاني ويدير مصنع أدوية، وهو شخصية اجتماعية لها حضور يريد الاحتلال ان يبعده عن وسطه ومجتمعه من خلال اعتقاله.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.