11.35°القدس
10.59°رام الله
13.86°الخليل
20.75°غزة
11.35° القدس
رام الله10.59°
الخليل13.86°
غزة20.75°
الإثنين 21 أكتوبر 2024
4.85جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.85
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.72

خبر: الترامدول.. طريقُك إلى حياةِ الجحيم

يحاولُ الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه أن يزرعوا الموت للشباب الفلسطيني في قطاع غزة، لكي يسقطوا الروح الثورية والقتالية لدى الشباب، وتذهب بهم عقولهم إلى الهاوية والانتحار، لأن الأمة لا تنهض إلا بشبابِها الأقوياء. تؤثر المخدرات على كافة مناحي الحياة للمدمنين، فيرسب الطالب المدمن في دراسته ويفشلُ الموظف في عمله، ويعجز الأبُ عن إدارة مسئولية بيته، والمخزي في الأمر أنه يصبح إنساناً ديوثاً تجري الدياثة في دمه، فلا يخاف على عرض زوجته وأبنائه مقابل أن يحصل على المخدرات! [title]دمّر صحته وحياته الدراسية[/title] التقت [color=red]"فلسطين الآن"[/color] "شادي" الذي أنهى الثانوية العامة بنجاح بمعدل جيد، ليلتحق بإحدى الجامعاتِ الفلسطينية بغزة، وكان أمله وأمل عائلته في تخصص التجارةِ وأن يتوظف في إحدى الشركات الفلسطينية محاسباً، وكان سعيداً جداً بقبوله في تخصصه، وكان من أكثر زملائه جداً واجتهاداً وطلباً للعلم والتزاماً بالمحاضرات، إلى أن جاء ذلك اليوم .. كان شادي يقفُ على مفترق طرق، إما إلى الهاوية أو العلياء، بصحبة شلّة –كما يطلق عليها- شلة من الملتزمين أو شلة من المنفلتين أخلاقياً، ولكنه أحب في بداية دراسته أن يكون حراً حسب تعريفه للحرية أن يلف ويدور هنا وهناك ويتعرف على الفتيات ويتجول مع زملائه حسب وصفه، ولكنه لم يدرِ أنه اختار طريق جهنم ودرب الموت البطيء، وفي إحدى سهراته الليلة خاطب زميله قائلاً: "قرفان وزهقان الدنيا، بدي إشي يطيَر زهقي ويخليني عايش حياة ثانية"، لم يكد يكمل جملته حتى عرض عليه زميله حبة ترامدول 100 مليجرام، فتناولها بدون أن يسأل عن نوعها أو فاعليتها، وكانت بداية طريق الهلاك. وبعد أن أعطاه زميله حبة الترامدول بالمجان أول مرة، طالبه في المرة الثانية بثمن الحبة، فاشتراه شريطاً كاملاً، إلى أن وصل به الأمر أنه لم يستطع الاستغناء عنه، إلى أن وصل إلى خمس حبات من الحبوب الحمراء 225 مليجرام، فأصابته حالة تشنج وصرع، ونقله زملاؤه إلى أهله عبر سيارة أحد الزملاء، وعلى الرغم أنه علم بمدى خطورة الترامدول إلى أنه لم يتوقف عن تعاطيه، وظل يتعاطاه حتى أنه تشنج ثمان مرات، وأصيب بكسر في الجمجمة وخلع بالكتف بسبب السقوط المتكرر على رأسه. ولم يردعه ذلك عن مواصلة شرب الترامدول، ولكي يجلب ثمن الترامدول بدأ في السرقة من هنا وهناك، وبيع أشياء من البيت بدون علم أهله، وبدأ يتغيب عن المحاضرات ويؤجل الامتحانات إلى أن أصبحت حياته لا تُطاق، إلى أن وقف أهلُه معه، وأوصلوه إلى المصحة النفسية لتلقي العلاج، ووعد بأن يكون عند حسن ظنهم وأن يتلقى العلاج ويواصل تعليمه وحياته الطبيعية، بعد أن قضى سنوات عديدة من عمره ضاعت هباء منثوراً في أوكار المخدرات. ووجه شادي نصيحة إلى الشباب الفلسطيني، بألا يلتفتوا إلى مروجي الترامدول، لأن فيه هلاكُ للفرد يودي به إلى الموت والانتحار وتدمير حياته بشكل تام، متمنياً في الوقت ذاته أن يستمر في علاجه ويخرج أقوى مما كان ويندمج في المجتمع الفلسطيني ويعودُ إلى دراسته من جديد. [title]الشرف مقابل الترامدول [/title] ونقف هنا مع بعض القصص وما خفيَ كان أعظم مع تجارة المخدرات، رجلٌ أدمن المخدرات مع زوجته، وعندما أفلس من المال، عرض على زوجته أن يأتي بأشباه الرجال ليعاشروها معاشرة الأزواج مقابل 10 دولارات لكي يحصل على النقود ويشتري المخدرات له ولزوجته. وفتاة أدمنت على المخدرات، إلى أن انقطع بها السبل في الحصول عليه من زوجها الذي تخلى عنها، إلى أن طلبت من أحد السائقين توفير الترامدول لها مقابل شرفها وعرضها. [title]المكافحة.. عمل دؤوب[/title] أكد مدير مكافحة المخدرات بشمال القطاع الرائد إبراهيم تمراز في مقابلة مع [color=red]"فلسطين الآن"[/color]، أن مهمة المكافحة ليس عمل إجرائي جزائي بحت وأنهم ليسوا بجلادين، بل إن عملهم بالدرجة الأولى توجيه وعلاج وقائي يستهدف المجتمع الفلسطيني، ويستهدف فئات عمرية محددة، والشباب على وجه الخصوص لأنهم جيل الثورة، ويهدف المروجون إلى إسقاطهم وتدميرهم. وبيّن أن الحملة الماضية التي نظمتها مكافحة المخدرات، حققت نجاحات عديدة، والتي كان أهم أهدافها التوعية والإرشاد عبر المنشورات واللقاءات والمؤسسات التنموية، خلاف العمل المهني مثل الكمائن والضبطيات والتفتيش، مشيراً إلى أن المكافحة تلقت رسائل شكر من كافة الأطراف الفلسطينية. وعدّد الجهات المستفيدة من تدمير الشباب الفلسطيني والذين يُدخلون المواد المخدرة بطرق مختلفة عبر المعابر والبحر وطرق أخرى هم: العدو الإسرائيلي، والعملاء وبعض المتنفذين في التنظيمات الفلسطينية والهاربين من قطاع غزة. وحذر الشعب الفلسطيني عامة والشباب خاصة، من تعاطي الترامدول المدمر وأن حبة الترامدول الطبية تختلف تماماً عما تُباع في السوق السوداء التي تحتوي على مواد مسرطنة وتضرب الجهاز العصبي ويصاب متعاطيها بالتشنجات والفشل الكلوي، مؤكداً أن المكافحة مستمرة في خدمة الشعب الفلسطيني المجاهد والقضاء على المخدرات. [title]الجمعية الفلسطينية لمكافحة الإدمان[/title] الجمعية الفلسطينية لمكافحة المخدرات تأسست في 13/4/2012م، وهدُفها الرئيس معالجة الشباب المدمنين، والذين يأتون إليها طوعاً لا كرها، وتلقي العلاج المناسب فيها مقابل مبلغ زهيد من المال (300 شيكل) يساعدها على الاستمرار في عملها في ظل عجز مالي تعاني منه الجمعية. [color=red]"فلسطين الآن"[/color] تحدثت مع نائب مدير الجمعية الأستاذ غسان عوض، و الذي بين أن الجمعية الفلسطينية هي الأولى من نوعها على مستوى فلسطين، التي تسعى لتقديم الدعم بشتى أنواعه لمدمني المخدرات ومساعدتهم على الارتقاء بأنفسهم ومواصلة حياتهم الطبيعية في المجتمع الفلسطيني. وعن القدرة الاستيعابية قال: "نستوعب في الجمعية الفلسطينية 15 نزيلاً فقط حسب إمكانياتنا المتواضعة، ومن يتصل بعد ذلك، يُوضع في قائمة الانتظار لحين الانتهاء من علاج النزلاء". وواصل عوض حديثه: يوجد طبيباً واحداً وعدة ممرضين للعمل في الجمعية، وتقديم الخدمات الصحية للنزلاء، وخلال عام 2012 زار الجمعية قرابة 800 مدمن، تم علاج 300 فقط حسب قدرتنا الاستيعابية. ووضح عوض أن الجمعية تتمتع بالسرية التامة، وأنه ملف المدمن الذي يتلقى العلاج بالجمعية، لا يمكن أن يُفتح بعد علاجه إلا للأبحاث العلمية فقط. وناشد عوض الأطراف المعنية بتقديم الدعم المالي والعيني للجمعية، لكي تستوعب الجمعية أعداداً أكبر وتقدم خدمات أفضل للمدمنين، لكي يتخطوا مرحلة الإدمان ويندمجوا في المجتمع الفلسطينيين.