حَمَلْتُ ابنتي مسرعاً نحو المستشفى لكي أعالجها نتيجة حرارة شديدة أصابتها بعد اسهال ومغص في البطن... قال الطبيب أن ابنتي حلا قد تناولت طعاماً تاريخ صلاحيته منتهياً، أصابها بـ "نَزْلَةٍ معوية" .... أعطى الطبيب الدواء لحلا، وعدت مسرعاً إلى البيت.... فتَّشْتُ جميع ما يُؤْكَل في البيت من معلبات، وبسكويت، وعصير، في المطبخ وتحت السرير، وبين الرفوف... وجدت كرتونة بسكويت تاريخ صلاحيتها منتهياً منذ شهرٍ ونصف. وحين "عَرَفْتُ السَّبَبْ بَطَلَ العَجَبْ"... يا الله ...أنا مستغرب... كرتونة بسكويتٍ منتهيةِ الصلاحية كادت أن تقتل ابنتي الصغيرة حلا، ووطن بأكمله وبكل أجزائه في الداخل والخارج من رئيسه ورئيس وزرائه، ومنظمة تحريره، ومجلسه الوطني، ومجلسه الغير وطني، وسفاراته، وأقل نائب في التشريعي فيه، منتهى الصلاحية منذ سنوات طويلة، والاشكالية الكل ينادي بالإصلاح وعودة الصلاحية.. من أعلى الأبراج في أرقى الأماكن، حتى أضيق الشوارع في المخيمات المزدحمة بالبشر، يعاني الوطن من انتهاء الصلاحية.... مياهه مسروقة وملوثة، تسبب مليار نزلة معوية... حتى الاحتلال نعلم أنه في طريقه لانتهاء الصلاحية... لكني في الأُولَى عرفت السبب فأَبْدَلْتُ البسكويت بغيرها، وفي الثانية السبب معروف، لدى الجميع فمتى ستدخل تحسينات الجودة على مجالسنا الوطنية ومنظماتنا التحريرية وتشريعنا ورِئَاسَتِنَا؟! لنعالج ما في الوطن من قُرْحَة –على الأقل قُرْحَة انقسامنا- أم أننا سنبقى تحت خط الصلاحية المنتهية حتى يموت ما تبقى من الوطن ؟! [title] _وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق_[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.