في أيلول سبتمبر من كل عام ، ينشط الصيادون في رحلة صيد قصيرة، ينصبون شباكهم على امتداد ساحل بحر قطاع غزة، انتظاراً لطائر السمان أو " الفر" البري الزائر لبلادنا قادماً من بلاد ما وراء البحر، بحثاً عن بيات شتوي يتكاثر فيه من جديد على أمل العودة مرة أخرى إلى حيث أتى. غير أن حلم عودة طائر "الفر" إلى بلده الأول ينتهي عند شاطئ بحر غزة، هذا الطائر الذي يقطع مسافات طويلة من فوق البحار يصل منهكاً إلى سواحل البلاد الباردة في الأشهر القادمة ومنها فلسطين، حيث يطير على ارتفاع منخفض ما يجعل صيده أمراً سهلاً عبر شباك يتم نسجها من خيوط وعقد وتنصب على طول شاطئ البحر. [title]موسم خفيف[/title] أبو مأمون، أحد هؤلاء الصيادين ، يبدأ رحلة الصيد من فجر اليوم وحتى الضحى ، يقول [color=red]لفلسطين الآن[/color] ، إن طائر الفر يهاجر عصراً من تلك البلاد ويصلنا في ساعات الفجر. مضيفاً أن موسم الصيد هذا العام خفيف مقارنة بالأعوام السابقة. وبينما أنا جالس بصحبته أحاوره، إذ بشبكة الصيد الخاصة به والتي تمتد على طول 50 مترا ، تهتز على وقع صيد أحدها، حاول الطائر جاهدا تخليص نفسه من الأسر إلا أن يد أبو مأمون كانت أسرع منه. بدت أسارير الفرح ترتسم على وجه الصياد وهو يقول "الحمد لله"، وأفصح لنا أنه منذ بداية الموسم قبل أسبوع لم يصطاد إلى عدد محدود من طائر الفر. ولم يكن أبو محمد ، بأحسن حال، كان يجلس على تلة صغيرة من كثبان رملية، قبالة شبكة الصيد الخاصة به، قابلته مع ساعات الصبح الأولى مبتسما، أخبرني أنه منذ الفجر جالساً ينتظر رزقه من طائر الموسم . قال إن أغلب الصيادين هواة، يصطادون الطائر لأجل الأكل وما يزيد عن الحاجة يبيعونه، موضحاً أن "حبة" الطائر الواحد يصل سعرها من (15-20) شيقل. وبيّن أن أكله يقتصر على "طبخه وشربه مع مرقة" ، مشيرا إلى أن اللحم فيه قليل وهو أشبه "بزغاليل الحمام لكن لحمه مختلف في الطعم".حسب قوله. [title]صيد عشوائي[/title] أما الشاب أبو العبد ، لقيته وهو يتفقد شباكه ويشدها عبر أعمدة خشب مثبتة في الأرض، أكد على ما قاله زملاؤه من قبل أن موسم الصيد هذا العام خفيف، مرجعاً السبب إلى أن كثير منه يسقط غريقاً في البحر على إثر تعب السفر الطويل، إضافة إلى أن أعداد أخرى تتجه للبيات في سيناء المجاورة لغزة حسب الرياح التي توجهه. ورأى أن سبب لا يمكن تجاهله يسبب ندرة الطائر، وهو أن الصيد عشوائياً إذ أن كثرة الصيد يقلل من الأعداد خاصة أننا نتحدث عن طائر يأتي للتكاثر تم يحاول العودة إلى حيث أتى ليكمل دورته السنوية، وبحسبه فإن سلطة البيئة مطالبة بالوقوف على هذا الأمر وإيجاد حلول عبر منع الصيد في أوقات، والسماح في أوقات أخرى. ونوه إلى أن الطائر موجود على مدار السنة في مزارع في غزة، موضحاً أن هناك تجار يبحثون علينا لشراء أنواع من هذه الطيور للتزاوج والتكاثر، غير أنه أوضح أن طائر الموسم أفضل لأنه بري يعتمد في أكله على العشب، على عكس طائر المزارع الذي قال إنه يكون" منفوخ من العلف الذي يأكله". وبحسب الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" فإن السمان أو السلوى طائر صغير من عائلة "فازيانيدي" وهو الوحيد من رتبة طيور الدجاجيات, وله المقدرة على الطيران والهجرة ويقضي فصل الصيف في أوروبا ويهاجر إلى أفريقيا في فصل الشتاء ثم يعود مرة أخرى إلى موطنه. وتعدّ فلسطين من أفضل الأماكن لمراقبة هجرة الطيور؛ بسبب موقعها الجغرافي المتميز بين قارتي أوروبا وإفريقيا، حيث أنها تمتد لمسافة طويلة على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط, لهذا فإن طيور شرق أوروبا تمر عادة فوقها وبكثافة عالية. [img=092013/view_1379146680.jpg]شباك على امتداد البحر[/img] [img=092013/view_1379146685.jpg]طائر في الشباك[/img] [img=092013/view_1379146702.jpg]تفقد الشباك[/img] [img=092013/view_1379146725.jpg]تفقد الشباك[/img] [img=092013/view_1379146730.jpg]امتداد الشباك[/img] [img=092013/view_1379146778.jpg]صياد يقترب من الطائر بعد صيده[/img] [img=092013/view_1379146714.jpg]طائر عالق بشباك الصياد[/img]