في الوقت الذي وصل فيه الأسرى المقدسيين المحررين المدخل الشرقي لبلدة العيسوية شرقي القدس المحتلة، حتى صدحت مآذن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك بعد أذان الظهر، بتكبيرات خاصة ابتهاجا بتحرير مجموعة من الأسرى الفلسطينيين رغم الإجراءات والقيود الاحتلالية التي حاولت تنغيص هذه الفرحة. وأفاد مراسلنا، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي بالقدس حاولت منع أي احتفالات لعائلات أسرى القدس ممن أفرج عنهم ووصلوا إلى المدينة. مشيراً بان سيارة شرطية رافقت جميع القوافل التي أقلت الأسرى المفرج عنهم وأجبرت القوافل للذهاب إلى منازل عائلات الأسرى دون السماح لهم بالاحتفال. لكن المقدسيين رغم إجراءات الإحتلال إلا أنهم عبروا عن فرحتهم بتحرير ستة عشر أسيرا وأسيرة مقدسية.وقال أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي أسرى القدس إن السلطات الإسرائيلية حاولت مصادرة فرحة الأسرى وعائلاتهم، بامتناعها عن إطلاقهم من مكان واحد وفي دفعة واحدة، كي لا تتحول لحظات استقبالهم إلى فرحة جماهيرية عارمة. وجابت مسيرة ضخمة حي رأس العمود احتفاء بتحرر الأسير المقدسي، عدنان مراغة في وقت اعتلت مجموعة من المستوطنين أسطح بنايات التجمع الاستيطاني معاليه هزيتيم، وهي ترفع صور الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وأعلاما إسرائيلية. ولم يخف الأسير مراغه شعور الفرح بالتحرر من قيد الاحتلال، متمنيا أن يتحرر الأسرى جميعهم من السجون الإسرائيلية. أما والدته التي جلست إلى جواره في طريق عودته إلى منزله بعد غياب طويل، فعبرت عن شعور بالفرح يغالبه شعور آخر بالحزن على من ظل في الأسر وترفض إسرائيل إطلاق سراحه. في حين اختار الأسير المحرر علاء البازيان أن يبدأ مسيرة العودة إلى منزله في حي المولوية بالبلدة القديمة بزيارة المسجد الأقصى، وسط مواكبة جماهيرية حاشدة أحاطت منزله، وملأ الفرح زقاق البلدة القديمة وحارتها، رغم الانتشار الشرطي المكثف عند محاور الطرق المؤدية إليه واعتبر ناصر قوس رئيس نادي الأسير في القدس، تحرر 46 من الأسرى المقدسيين حدثا مهما، رغم أنه تم إبعاد 17 إلى غزة و13 إلى مصر وعاد 16 إلى منازلهم، وأضاف:" من بين الأسرى الستة عشر الذين وصلوا إلى منازل عائلاتهم في القدس هناك أسيرتان : سناء شحادة، وابتسام العيساوي، إضافة إلى مجموعة بارزة من ذوي الأحكام العالية المؤبدة: علاء البازيان، عدنان مراغة، جمال أبو صالح، عصام جندل، إبراهيم مشعل، اسماعيل حجازي، احمد عميرة، خالد محيسن، سامر العيساوي، داود شاويش، رجب الطحان، ناصر عبد ربه، وعلي المسلماني". وكانت لجان أحياء المدينة المقدسة إنشغلت منذ ساعات صباح اليوم بتزيين الشوارع والطرقات والحواري والبلدات والأحياء ورفع صور الأسرى المحررين وصور غيرهم من الأسرى الذين ما زالوا خلف قضبان أسر الاحتلال، بالإضافة إلى رفع عشرات الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية المختلفة ولافتات الترحيب وأخرى تؤكد على الوحدة الوطنية الفلسطينية بين أبناء الشعب الواحد.