25°القدس
24.66°رام الله
23.86°الخليل
26.02°غزة
25° القدس
رام الله24.66°
الخليل23.86°
غزة26.02°
الإثنين 28 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.34دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.34
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.79

خبر: الانسحابُ من القطاع.. أول الغيث غزة

في الثاني من شهر سبتمبر قبل ثماني سنوات من الآن، انسحبَ الجيشُ الإسرائيلي من قطاع غزة، تحت زخات رصاص المقاومة وتحت ضرباتها وقد مُرّغ أنفه في التراب، جاراً أذيال الخيبة والهزيمة، وكان لهذا القرار الإسرائيلي أبعاد سياسية وإستراتيجية كبيرة، ونقطة تحول في الصراع على أرض فلسطين، وتأثيرٌ كبيرٌ على المشروع الصهيوني. واضطرت "إسرائيل" بقيادة مجرم الحرب رئيس الوزراء آنذاك "أرئيل شارون" على أخذ قرار تفكيك المستوطنات دون قيد أو شرط، وهي سابقة تحصل لأول مرة على أرض فلسطين التاريخية والتي سعت "إسرائيل" إلى استيطانها واعتبارها أرض "إسرائيل" الكبرى التي يجب التمسك بها وعدم التخلي عنها. وجاء هذا القرار بعد الفشل في القضاء على المقاومة ومحاولة إخراج "إسرائيل" كلها، وليس جيشها فقط، من دائرة النزف والإنهاك اللذين تعانيان منهما منذ اندلاع الانتفاضة والمقاومة المسلحة مع بدء الانتفاضة المباركة . [title]وانتصرت المقاومة[/title] بدماءِ الشهداءِ الأبرار، وبتضحيات الشعب الفلسطيني الجسامِ، وبصبر العائلات الفلسطينية التي عانت على مدارِ أعوام طويلة من بطش الاحتلال وتعديه على الأراضي والبيوت بالقصف والموت والدمارِ، انتصرت المقاومة ودحرت الاحتلالَ الإسرائيلي بعدما علمته فنوناً في القتالِ وأرغمته على الانسحابِ صاغراً ذليلاً. وبهذا الانسحاب فإن مقاومة الشعب الفلسطيني تمكنت لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من كسر إستراتيجية الاستيطان الإسرائيلية على أرض فلسطين؛ بأن أسقطت سياسة الأمر الواقع الإسرائيلية القائمة على تشريد وتهجير الفلسطينيين، وإحلال المستوطنين مكانهم وتعزيز الاستيطان الذي ظل خطاً صاعداً حتى في ظل اتفاق أوسلو. لقد أصبحت الحقيقة ساطعة كالشمس فمشروع المقاومة، وخيار مقاومة الشعب الفلسطيني ينتصر على أرض فلسطين باعتراف الاحتلال نفسه وفي ظل ما يحكى عن الاحتلال في موازين القوى، لكنه اختلال في موازين قوى تقليدية من الناحية العسكرية. وهذا يعني بجلاء أن المقاومة المسلحة للشعوب، إذا ما امتلكت الإرادة والتصميم والإيمان بقضيتها العادلة والقيادة الحازمة والحكيمة والتي تتمتع ببعد النظر وتحسن إدارة المعركة والمواجهة مع الاحتلال، فإنها قادرة على تحقيق النصر على أعتى الجيوش في هذا العالم، وإجبارها على التراجع لأنها لم تعد قادرة على تحمل النزف والاستمرار قابعة في احتلال الأرض وهي في حالة من الإنهاك والتعب واليأس من الانتصار في معركة طويلة النفس على مقاومة شعب قرر عدم الرضوخ والاستسلام للمحتل والمستعمر. وأهمية انتصار خيار المقاومة في فلسطين في كونه أيضا يأتي في وقت اعتقد فيه البعض من الحكام وأنصاف المثقفين أن أميركا باتت قدراً يجب الاستسلام له وأن على الشعب الفلسطيني ومقاومته التسليم بهذا القدر والتوقف عن مقاتلة الاحتلال. [title]أول الغيث[/title] الانسحاب الإسرائيلي من غزة لم يكن سوى البداية في انطلاق مسيرة تحرير فلسطين، ذلك أن هذا الانسحاب أو الانكفاء الإسرائيلي إنما حصل تحت ضغط ضربات المقاومة وعملياتها النوعية، مما يعني تحرير بقعة من أرض فلسطين التاريخية بدون أي ثمن مقابل.. الأمر الذي جعل منها قاعدة محررة تحت حكومة المقاومة التي أنجزت التحرير ونقطة انطلاق جديدة لها من أجل استكمال مشروعها التحريري وفرض عودة أبناء الشعب الفلسطيني الذين شردوا من أرضهم وديارهم عام 1948م ، ومآلاً للمقاومة من أجل تجهيز نفسها لمعركة التحرير المقبلة بعد صمود أسطوري صنعته في حرب الفرقان، وتحت سنوات الحصار. فـ"إسرائيل" عندما خرجت مهزومة أمام المقاومة، فهذا يعني ليس فقط انتصاراً مدوياً لخيار المقاومة، بل يعني أيضا تعزيزاً له وتكريسه قناعة راسخة في عقول الجماهير الفلسطينية والعربية بأن المقاومة الفلسطينية تستطيع هزيمة الاحتلال . ولهذا فإن إجبار "إسرائيل" على الانسحاب الأحادي ليس سوى بداية الطريق نحو استكمال باقي أهداف الانتفاضة المباركة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني. [title]قالوا عن الانسحاب[/title] - القيادي في حركة حماس د.محمود الزهار: "المقاومة هي التي أخرجت الاحتلال من غزة". - الدكتور محمد الهندي: "الانسحاب من غزة نقطة تحول في الصراع وانكفاء للمشروع الإسرائيلي القائم على الاغتصاب". - شيمون بيريز: "أكبر خطأ ارتكبناه حكم كثافة سكانية لا نستطيع السيطرة عليها". - شارون مطمئناً الإسرائيليين على تبعات الانسحاب: "مغتصبات الضفة باقية ولا تفاوض حول القدس وعودة اللاجئين". - نتنياهو: "الانسحاب من غزة هروب وتهديد الصواريخ سيصل بسرعة كبيرة".