30.55°القدس
30.08°رام الله
29.42°الخليل
31.39°غزة
30.55° القدس
رام الله30.08°
الخليل29.42°
غزة31.39°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

أفرج عنهما إلى غزة ..

خبر: غزة تحتضن قائدين انتقما للياسين والرنتيسي

قبل أكثر من سبع سنوات وتحديدا بتاريخ 31/8/2004 م ، فجر الاستشهاديان القساميان: أحمد القواسمي ونسيم الجعبري، نفسيهْما في عملية استشهادية مزدوجة داخل حافلتي ركاب تابعة لشركة "دان"، لدى مرورهما أمام مبنى البلدية في مدينة بئر السبع المحتلة ، كرد على اغتيال مؤسس حماس أحمد ياسين والقيادي البارز عبد العزيز الرنتيسي. كان الانفجار الأول الساعة 12:45 ظهراً، وبعد خمس دقائق مباشرة كان الانفجار الثاني ، وقد أسفر الهجوم الاستشهادي المزدوج عن مقتل (17) صهيونياً وجرح نحو (100) آخرين. بعد ذلك تمكن العدو الصهيوني من اعتقال الخلية التي تقف وراء التخطيط والإعداد للعملية ، برز اسم "محمود علي القواسمي " اعتقل 26/10/2004 وحكم(20 عاماً) و" مصعب إسماعيل محمد هشلمون" اعتقل 9/9/2004 ، وحكم عليهما بالمؤبد. وبعد أقل من عشر سنوات على اعتقالهما ، شاءت الأقدار أن يكونا من بين الأسرى المفرج عنهم مع الإبعاد إلى غزة ضمن اتفاق تبادل الأسرى الذي تمّ بموجبه إطلاق "شاليط" لقاء( 1027 أسير وأسيرة) بينهم (300 ) من أصحاب المؤبدات ، مع العلم أن فترة إبعاد القواسمي ثلاث سنوات فقط. وأكّد رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" ، أن الأسرى عادوا إلى غزة وهي جزء من الوطن ومن جاءوا إليها من الضفة هم بين أهلهم وشعبهم ، معلنا عن تشكيل. لجنة خاصة لترتيب أوضاعهم في غزة. [title]رواية العملية كما يرويها الأسير القسامي "محمود القواسمي" قبل تحرره لموقع أحرار ولدنا:[/title] جاء فيها:" بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين -رضي الله عنه- أصبح هنالك توجّه عام لدى القسام بضرورة الرد السريع على هذه الجريمة وذلك بعملية استشهادية ترقى إلى مستوى الحدث، حيث اتفقنا على ضرورة الرد بالسرعة والقوة الموجعة" . وأوضح :" اجتمعنا بالمجموعة واتفقنا بأن يبحث كل منا عن خط عسكري ميداني متقدم، وكنّا قد شكلنا بداية الأمر خلية عسكرية تعمل من داخل الكيان مكونة من إخوة مقدسيين". تمّ الاتفاق على رصد الأهداف وإيصال الاستشهاديين إليها، لكن مشاكل إدارية ميدانية حالت دون نجاح المجموعة حيث تمكن "مصعب الهشلمون" من فتح خط مع استشهاديين جاهزين لتنفيذ عملية والهدف جاهز في مدينة بئر السبع التي كان يعمل فيها أحدهما . وفي إحدى الجُمع المباركة خرج "مصعب الهشلمون" برفقة "نسيم الجعبري" من المسجد، وبدأ نقاش طبيعي كالذي يحصل بين أيّ اثنين. قال نسيم:" لماذا لا تثأر حماس للشيخ ياسين؟"، فرد عليه مصعب وقتها:" لماذا لا تثأر أنت للشيخ ؟"، وقف نسيم قليلاً ليحلل الحدث، وبدأنا السؤال والبحث وجمع المعلومات وكانت المجموعة تضم: مصعب الهشلمون، وباسل الهيموني، ومحمد القواسمي. انطلق مصعب إلى نسيم وأخبره أنه من طرف الكتائب وعرض عليه العمل الاستشهادي، فوافق نسيم على الفور وانتظر الأوامر لتنفيذ العملية. طلب أحمد القواسمي من صديقه ، نسيم أن ينظّمه معه في العمل وقال له :"إن لديه هدفاً جاهزاً في مدينة بئر السبع التي يعمل فيها" . رجع نسيم وأخبر مصعب بما حدث فوافقنا على ذلك بعد مراجعة ودراسة مستفيضة . [title] لحظة الانطلاق للعملية[/title] في يوم الاثنين 30/8 /2004م، الساعة (11) مساءً في شارع "مستشفى الأهلي" القديم كانت نقطة استلام الاستشهاديين ليتم تصويرهما في إحدى الشقق السكنية التي أعدّت لذلك. يقول الأسير محمود القواسمي:" دخلنا الشقة ملثمين، وكانت معنا قطعة من السلاح من نوع أم 16 ومسدس وقنبلة يدوية كي تظهر مع الاستشهاديين أثناء تصوير الوصية. ويضيف:" وهنا أذكر موقفاً حصل أثناء التصوير، فقد تلعثم نسيم أثناء قراءته للوصية واضطررنا لإعادتها أكثر من مرة فضحك الأخوة من ذلك ومازحوا نسيم فرد عليهم " مش الدور على اللي بحكي، الدور على إلي يفعل ... وغداً تعرف الرجال ... وبالفعل عرفناهم !! وفي يوم الثاني -الثلاثاء 31/ 8/ 2004 م، الساعة (8 ) صباحاً -حضر الاستشهاديان إلى النقطة الميتة كي يستلموا الأحزمة ونقوم باجتماع أخير للتأكّد من الخطة والمحاذير. يتذكر "محمود" أنه أثناء الاجتماع تقرّر إعطاء الاستشهاديين مبلغ (1000) شيكل لأيّ طارئ قد يحصل على الطريق فقرأ الآية ( يا أيها الذين آمنوا جاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) فرفضوا المبلغ وأصروا أن يكون على حسابهم الخاص. ويضيف:" ودّعناهم الساعة 8:15 بعد توصيتهم بالشفاعة لنا وأن يسلموا على أحبتنا من الشهداء وأخذنا ننتظر خبر العملية. [title]خبر العملية[/title] بعد أن ودعنا الاستشهاديين وسلّمنا الأمر وأخذنا قراراً بإخلاء منازلنا خشية أيّ خطأ يؤدي للوصول إلينا وأخذنا ندعو ونبتهل إلى الله ، يقول "محمود" واصفاً اللحظات الأخيرة قبل العملية. "خرجنا إلى الخلاء وأخّذنا جهاز راديو كي نسمع الأخبار من الإذاعات الصهيونية التي أوردت خبراً مفاده أن الجيش ألقى القبض على استشهادي على معبر إيرز، وقتها ظننا أن الخبر يخصنا وأنه قد موه استخبارياً. افترق محمود عن مصعب ثم عاد إليه، وبعد فترة إذا بمصعبٍ جالس في سيارة وينادي على محمود ويكاد يبكي من الفرح وهو يقول ( محمود .. عملية في بئر السبع). يقول محمود:" لقد شعرنا بعزة خالد بن الوليد بعد الظفر والانتصار .. لم أملك نفسي إلا البكاء والتكبير ثم اقتربت من مصعب وعانقته . لم أجد نفسي إلا متوجهاً إلى البيت مباشرة لأشاهد صور العملية وأخبارها". ويضيف:" هنا حصل حدث فريد إذ أن الشهيد أخي مراد كان مسئولي في العمل وعلى إطلاع على كل ما نقوم به، فرجع مثلي إلى البيت ليشاهد الصور وجلست وإياه على التلفاز لا أنا أعلم أنه مسؤولي ولا هو يعلم أني في المجموعة، وبدأنا نحلل الأخبار حول العملية فمرة أقول: إني أتوقع أن يكون مصدرها سيناء، وكلام من هذا القبيل" . في هذه اللحظة كبّـرت ودعوت للشهداء بالقبول والرحمة وإن يحفظ الله من أشرفوا على العملية. ويضيف:" انطلقت بعدها إلى ( نقطة ميتة ) في مقبرة مسجد الرباط لأصنع شريط فيديو أبين فيه العملية، فوق قبور الشهداء: فادي الفاخوري وحازم القواسمي وسفيان احريز الذين أقسمت الكتائب أن تنتصر لهم. وبعد نصف ساعة كان يذاع على القنوات الإخبارية خبر عاجل: تتبنى الكتائب العملية وتعلن عن أسماء فرسانها.. نسيم الجعبري وأحمد القواسمي.