لا يزال هاجس إغلاق معبر رفح يراود سكان قطاع غزة على وجه العموم، وطلاب غزة بالجامعات الخارجية على وجه الخصوص. وبعد إغلاق الجانب المصري لمعبر رفح لمدى سبعة أيام على التوالي وإعلانه عن فتحه لساعات قليلة، تنفس طلاب غزة الصعداء، وتوجهوا للسفر عبر المعبر، لكن الأعداد الكبيرة حالت دون ذلك. ولا يزال معبر رفح يعمل ضمن خطة طوارئ منذ الثلاثين من شهر يونيو من العام الجاري، حيث لا يتعدى عدد المسافرين عبره في اليوم الواحد الـ 400 شخص في أحسن الأحوال، على عكس ما كان عليه الوضع قبل التاريخ السابق، والذي كان يتجاوز الـ 1000 مسافر في اليوم. [title]طلاب على مقاعد المعبر[/title] والمتابع لملف معبر رفح، والمتصفح لمواقع لتواصل الاجتماعي، يدرك التكدس الكبير والهائل في أعداد المسافرين، الذين ينتظرون السفر بفارغ الصبر. وتماشياً مع أزمة المعبر تعمل إدارة معبر رفح بخطة طوارئ، لا تسمح من خلالها بالسفر إلا للطلاب والمرضى وأصحاب الإقامات، غير أن الأزمة أكبر من كل الخطط، حيث وصلت أعداد المنتظرين للسفر ما يزيد عن 10آلاف مسافر مسجلين للسفر بشهر سبتمبر الحالي، علاوة على إغلاق باب الحجز حتى الانتهاء من الكشوفات الحالية. ولعل الحاضر الأبرز في هذه الأزمة طوابير الطلاب المتواجدة بشكل يومي في الصالة الخارجية لمعبر رفح، على أمل بالعبور والسفر من أجل الالتحاق بمقاعد دراستهم بالجامعات والمعاهد العربية والأجنبية. الطالب أحمد محمد أشار خلال حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن[/color]" إلى أن دراسته ستبدأ خلال أيام، وأنه مضطر للسفر من أجل الالتحاق بكلية الطب بجامعة القاهرة، مشدداً على أن المحاضرات تحتاج إلى متابعة بشكل مستمر منذ البداية، حيث أنها مرتبطة بشكل تتابع. وفي ذات السياق دعا الطالب خالد جبر السلطات المصرية إلى فتح المعبر بشكل كامل، والسماح للطلبة بالالتحاق بجامعاتهم ومعاهدهم، وأضاف: "مستقبلنا يضيع، مستقبلنا بضيع". [title]حلول تتماشى مع الواقع[/title] إدارة معبر رفح من جانبها أعدت كشوفات جديدة بأسماء الطلاب من أجل وضعهم على أولويات السفر في المرحلة الحالية، حيث أعلنت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" أن السفر سيكون ابتداءً من يوم السبت القادم حتى الاثنين بمعدل 100 طالب كل يوم ستنشر أسمائهم على الانترنت. وأعربت إدارة المعبر عن تفهمها لظروف الطلاب، معربة عن أملها بفتح المعبر بشكل كامل، وتسهيل الأمور من وإلى قطاع غزة. وبين إغلاق المعبر وفتحه، طلاب تبدل بهم المكان، فبدل من أن يجلسوا على مقاعد الدراسة يتابعون دروسهم، جلسوا على مقاعد المعبر يترقبون السماح لهم بالسفر، وبين المشهدين، جيل متخوف، وأحلام تترنح، ودعوات بالفرج القريب.