حذر نشطاء سوريون من أن الآلاف يتعرضون لخطر الموت جوعا بسبب الحصار الذي يفرضه النظام السوري على مناطق مختلفة في البلاد، وعلى رأسها الغوطة الشرقية القريبة من العاصمة دمشق، وهو ما تحذر منه باستمرار مؤسسات إغاثية أممية. ففي الغوطة الشرقية هناك أكثر من 15 ألفا محرومين من الحصول على المواد الغذائية الأساسية مع دخول الحصار شهره الثالث. وقال أحد نشطاء "لجان التنسيق المحلية" ويدعى محمد الدماوي في ضاحية دوما بدمشق لوكالة الأنباء الألمانية إن "الكثير من القرى نفد منها الخبز والإمدادات الغذائية المعلبة قبل شهر". وأضاف "يموت الناس الآن من الجوع وبالحصار الذي يفرضه النظام، وكل ما يمكن فعله هو المشاهدة". ويقول السكان المحليون بمنطقة الغوطة الشرقية إنهم استنفدوا الإمدادات الغذائية، حيث إن نقاط التفتيش التي يفرضها النظام وحملات القصف ما زالت تمنع القوافل الإنسانية والشحنات التجارية من الوصول إلى مناطق واسعة من المنطقة التي تقطنها أغلبية معارضة للنظام. وهو ما أكده أسعد الزعبي، وهو أحد قادة الجيش السوري الحر، قائلا إن مئات المدنيين في الغوطة -التي تعرضت لهجوم كيميائي راح فيه أكثر من 1400 شخص وفق الولايات المتحدة الأميركية- وغيرها يتضورون جوعا. [title]تحذيرات أممية [/title]وكانت منظمات إغاثية دولية قد حذرت في وقت سابق من صعوبة وصول المساعدات إلى المحاصرين من قبل النظام، والنازحين، وقالت إن كارثة إنسانية تهدد أطفال سوريا. وقبل أيام، طالبت مديرة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إرثارين كوسين، المجتمع الدولي بالضغط على مجلس الأمن لفرض وقف إطلاق النار من أجل السماح لدخول عمال الإغاثة إلى المناطق التي لا يستطيعون الوصول إليها. وأضافت أن هدف البرنامج وصول مساعدات لأربعة ملايين نازح في الداخل و1.5 مليون لاجئ، بنهاية أكتوبر/تشرين الأول. وحذرت من قدوم فصل الشتاء قائلة إن آلاف النساء والأطفال والشيوخ بحاجة إلى الغذاء والدواء والأغطية والمساعدات الإغاثية الأخرى، مؤكدة على ضرورة مطالبة جميع الأطراف في سوريا بالمساعدة في وصول المساعدات. وتزامن ذلك أيضا مع تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من عواقب استمرار العنف على الأطفال داخل سوريا. وقالت المنظمة إن "شبح المجاعة يلوح في الأفق في ظل وجود أكثر من مليونين تحت الحصار". وكان الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية قد اتهم نظام الرئيس بشار الأسد بـ"محاصرة الشعب السوري وتجويعه حتى الموت" في الغوطة بالقرب من دمشق. وقد سبق أن وصفت مسؤولة العمليات الانسانية بالأمم المتحدة فاليري أموس النظام السوري بأنه "شديد العداء" لدخول أي مساعدات خاصة من المناطق الشمالية المتاخمة لتركيا، "لأنه يعتبر أن هذه المنطقة الحدودية خاضعة لسيطرة المعارضة". [title]معاناة النازحين [/title]أما النازحون الذين يحاولون أن يقطنوا الأماكن التي تسيطر عليها قوات النظام، فمعاناتهم من نوع مختلف تتمثل في استهدافهم عند نقاط التفتيش بالاعتقال والتعذيب والاستجواب. وتعتبر مشكلة السكن وارتفاع أسعاره ليست سوى أحدث فصول معاناتهم، فيجبرون من قبل الحكومة على الحصول على تصاريح خاصة للإقامة وفق النازح أبو باسم الذي تحدث عن مشاكل النازحين لوكالة رويترز.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.