عندما تنظر إلى محطات الوقود في طريقك لأي مكان تقصده تجدها خاوية فارغة من السيارات إلا القليل منها، ولترى أيضا عشرات المواطنين على جوانب الطرقات ينتظرون لأوقات طويلة من يقلهم ليبلغوا مصالحهم، حتى يبدو أنهم أصبحوا لن يبلغوها إلا بشق الأنفس. مراسل وكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] سلّط الضوء على ضعف حركة السير بسبب شح الوقود وغلاء ثمنه في ظل تشديد حصار الأنفاق وإغلاق المعابر. [title]محطات خاوية[/title] عندما توجهت لإحدى محطات الوقود وجدت صاحبها الحاج عودة حجازي جالساً في محطته لا عمل له إلا شرب الشاي مع من حوله، فمحطته كانت فارغة وكأنها خاوية على عروشها. خلال لقاء وكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] مع حجازي كان يشير بيده لكل سائق يريد التزود بالوقود من محطته بعدم جدوى مجيئه لأن المحطة فارغة. الحاج حجازي الذي يعمل منذ عام 1993م في مدينة رفح بتعبئة الوقود، أكد أن عدم وجود السولار هو سبب توقف المحطة عن العمل، موضحاً أن غلاء البنزين الإسرائيلي جعل الإقبال على شرائه "ضعيف جداً". وقال:" ثمن الوقود الذي أضعه في المولد لتشغيل المحطة يزيد على الوارد من شراء السائقين"، مضيفاً "يزيد علينا في هذه الأزمة عبء العمال ومتطلبات الكهرباء". وأفاد حجازي أن المحطات التي تعمل الآن في هذه الأزمة تعمل بنظام الكوبونات للحكومة أو للتنظيمات، معتبراً أن "المحطات التي لا ارتباط لها بنظام الكوبونات تتوقف عن العمل". من ناحيته، أكد أحد العمال في محطة "طباسي" للوقود أن حركة تعبئة السيارات قليلة بسبب غلاء الوقود الإسرائيلي، موضحاً أن المحطة تقوم بتعبئة الوقود المصري بنظام الكوبونات. [title]في موقف السيارات.. هموم![/title] في موقف سيارات رفح كان لقاء وكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] مع السائقين، أحدهم كان يلعب "الطرنيب" على طاولة في الموقف ليقول: "لا يوجد سولار للعمل"، وقال آخر: "سنة كاملة لم أعمل"، هكذا هو الحال مع هذه الشريحة في المجتمع خاصة سائقي سيارات الأجرة. غلاء أسعار الوقود وتكاليف التصليح وضعف الحركة والحالة المعيشية الصعبة للسائق، كل تلك الأسباب كان لها دورٌ في ضعف حركة السيارات. السائق يحيى أبو جزر الذي يعمل سائقاً لسيارة أجرة منذ 14 عاماً قال: "سيارات البنزين توقفت عن العمل وسيارات السولار تعمل ولكن ثمنه غالي جداً". وتابع "14 سنة لم أتقدم خطوة للأمام في الحياة، ونحن نخدم الشعب ولا أحد يخدمنا". وأضاف "كثير من الناس يقف على الطرقات ينتظر السيارات لوقت طويل، وبعض المواطنين يصعدون معنا ولا يملكون الأجر". من جانبه، عزا منسق حركة السيارات في موقف رفح ضعف حركة السيارات إلى إغلاق معبر رفح البري وهدم الأنفاق، وقال: "السائق مرتبط الآن بالموظفين فقط بخلاف السابق في نشاط المعبر والأنفاق". وأضاف "كثير من السائقين توقفوا عن العمل، والواجب على أجهزة الأمن أن تجعل سيارات الأجرة تملئ خزاناتها بالوقود قبل الملاكي في طوابير التعبئة أمام المحطات". وتابع "السائق لا يحقق إلا 20% في ظل الوضع القائم بسبب غلاء ثمن الوقود، وإذا احتاجت سيارته إلى تصليح يصبح مديوناً". أحد السائقين الذين ينقلون الركاب من رفح إلى المنطقة الوسطى يتحدث عن حصاد عمله في هذه الأوضاع ويوضح أنه "كان نتاج عمله في اليوم 200 شيكل، وقد ملأ سيارته بالوقود بقيمة 180 شيكل ودفع تذاكر للموقف 20 شيكل واشترى 10 شيكل طعامه و16 شيكل علبة سجائر"، ليكون بذلك مديوناً. وفيما يتعلق بكوبونة المواصلات، أفاد أحد السائقين أنه حصل على كوبونة من وزارة المواصلات بقيمة 48 لتر ولكنه قال:" لا أملك ثمن شرائه". [title]فروقات التسعيرة وثمن الوقود[/title] وفي مقارنة بين ثمن الوقود في السابق وأجر السائق قال السائق أبو جزر: "كان ثمن الوقود في السابق 8 قروش والآن أصبح المصري ب 4 شيكل والإسرائيلي 7 شيكل والأجار هو نفسه لم يتغير"، معتبراً أن ذلك يثقل على كاهل السائق. وأشار أن المواطن يرضى بغلاء المواد الأساسية من دقيق وغيرها دون اعتراض وعند ارتفاع الأجار 1 شيكل يعترض ويتذمر. بدوره، قال حجازي صاحب إحدى محطات الوقود أنه لو تم رفع الأجار في ظل ارتفاع سعر الوقود لكان هناك حل للأزمة. شح الوقود خاصة المصري ونفاده من المحطات، وغلاء المتوفر منه على السائق، والحالة المعيشية الصعبة للمواطن الغزي، معطيات حدت من حركة السيارات وأوقفت عدد من السائقين عن العمل، وكدست المواطنين على الطرقات في انتظار من يقلهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.