تدافع الأطفال والنسوة على باب جمعية خيرية طلباً لحصص لهم في لحوم الأضاحي التي توزع كل عام في ثاني أيام العيد، غالبيتهم من عائلات فقيرة تنتظر عيد الأضحى لتأكل اللحوم. يقف الطفل "يامن" البالغ من العمر 12 عاماً قريباً من البوابة الضيقة وفي يده "كوبون" يتسلم بموجبه كيلوغرام من لحوم الأضاحي حصل عليه من لجنة زكاة منطقته، ويتدافع من خلفه ومحيطه عشرات الأطفال مع نسوة بعضهم كبار السن، فيما يقف الرجال على بوابة أخرى بدور أكثر انتظاماً . يقول يامن الذي يلبس بدلة ينقصها ربطة العنق أن لحوم الأضاحي التي سيحصل عليها ستقوم أمه بطهيها في اليوم التالي، لافتاً أنه لم يذق اللحم منذ شهر رمضان . وخلال ذلك ينادي مسؤول الباب الملقب بـ"أبو عمر" على اسمه ليدخل ويستلم حصته من أضاحي معلقة في ساحة الجمعية، وبعضها داخل أكياس سوداء مقسمة إلى ثلاثة فئات حسب الوزن . أبو عمر الذي يعمل حارساً يقول أن ثاني وثالث يوم في عيد الأضحى تكتظ أبواب المؤسسة بالقادمين للحصول على حصصهم، ولكن التدافع يفسد فرصة البعض في الوصول للحصول على حصة، لكنه ينتقد العائلات التي ترسل أطفالها للحصول على أكثر من حصة خلافا للعدل . ويشير أن هناك أناس محتاجة لا تطلب وهي عفيفة معروفة يتم إرسال الحصص لها، ويقر أن الكميات محدودة لكنه يشير أن "قليل موجود أفضل من كثير موعود" . وفي ذات المكان ترفع "يافا" بطاقتها للدخول، في محاولة لإظهارها للحارس، فعمرها وطولها جعلاها مختفية بين المتدافعين، وهي طالبة في الصف الخامس حضرت برفقة أمها، تقول " إن ما أخذنا لحمة اليوم ما بنتغدى بكرة" . وتشير الأرقام والإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الأسر المحتاجة يزيد بشكل ملفت سنوياً من خلال الحالات الاجتماعية المسجلة رسمياً في وزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسات والجمعيات الخيرية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.