كعادتها، لا تقيم السلطة وأجهزتها الأمنية وزنا لمناسبة دينية أو وطنية، وتواصل عملها في قمع الحريات وملاحقة المقاومين والتضييق على كافة شرائح المجتمع. وفي هذا الاطار، اعتقلت الأجهزة الأمنية عددا من عناصر حماس في الضفة الغربية خلال عيد الأضحى المبارك، فيما يواصل طلبة الكتلة الإسلامية في جامعة بولتيكنك الخليل اعتصامهم ضد الاعتقال السياسي. فقد اعتقلت ناشطاً شبابياً في طولكرم وداهمت مسجداً في قطنة، كما منعت عائلة أحد المعتقلين من زيارته، في حين اعتقلت قوات الاحتلال اثنين من المحررين من سجونها في طولكرم ورام الله. ففي طولكرم، اعتقل جهاز "المخابرات العامة" ليلة العيد الناشط الشبابي القسام رياض بدير نجل الشهيد الشيخ رياض بدير أحد قادة معركة مخيم جنين عام 2002، أثناء تواجده في محل للبيع العطور يعود لشقيقه. واستهجنت عائلة الشيخ بدير اعتقال القسام عشية العيد معتبرةً اعتقاله إهانةً لتضحيات عائلته ووالده الشهيد، ومؤكدةً أن الاعتقال حرم والدته من ابنها الوحيد الذي يقيم معها في المنزل في أيام العيد. وفي رام الله، اقتحم جهاز "الأمن الوقائي" مسجد أبو ذر الغفاري في بلدة قطنة ليلة العيد بحثاً عن رايات التوحيد، وقام عناصر القوة بمصادرة الأوشحة الخضراء العائدة لمركز الإسراء لتحفيظ القرآن الكريم. هذا ومنع جهاز الوقائي عائلة المعتقل السياسي همام سمرين من زيارته والاطمئنان على أحواله مع حلول عيد الأضحى المبارك وذلك للمرة الثانية على التوالي. وضمن سياسة الباب الدوار القائم على التنسيق الأمني وتبادل الأدوار مع أجهزة السلطة، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر إيهاب الزقلة من منزله في ضاحية شويكة شمال طولكرم وهو معتقلٌ سياسيٌ سابقٌ لدى أجهزة السلطة. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت لقيا واعتقلت الشاب إسلام دار موسى بعد ٣ أيام من الإفراج عنه من سجون مخابرات السلطه التي أمضى فيها 3 أشهر من الاعتقال، وهو نجل الأسير القسامي الشيخ صالح دار موسى. [title]اعتصام الجامعة[/title] وعلى صعيد مشابه، يواصل العديد من نشطاء وأنصار الكتلة الإسلامية في جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل اعتصامهم لليوم العاشر على التوالي، احتجاجاً على مواصلة جهازي المخابرات والوقائي اعتقال 13 من زملائهم على خلفية سياسية. وفي أول أيام العيد زارت عائلات الطلبة المعتصمين أبناءهم في مكان اعتصامهم داخل الجامعة، وهنأوهم بحلول عيد الاضحى المبارك، مؤكدين على شرعية مطالبهم وضرورة الإفراج الفوري عن زملائهم من سجون الأجهزة. من جهتها أعربت الكتلة الإسلامية عن شكرها الكبير لكل من وقف معها وساندها، معبرةً عن بالغ تقديرها لإدارة الجامعة ممثلة برئيسها الدكتور ابراهيم المصري الذي زار اعتصامهم اليوم وهنأهم بحلول العيد، وذلك على تفهمهم لمطالب المعتصمين، وعلى التسهيلات التي تقدمها إدارة الجامعة للاعتصام ووفود المتضامنين. كما زار الطلبة المعتصمين أمس النائب في المجلس التشريعي الشيخ نايف الرجوب، الذي أعرب عن تضامنه الكامل مع مطالب الطلبة المعتصمين، مؤكداً على أنّ الاعتقال السياسي يضر بوحدة شعبنا ولا يخدم إلا الاحتلال الذي يوصعد اعتداءاته ضد كافة أبناء شعبنا والمقدسات. من جهته وصف والد الطالب المعتقل بشار الهشلمون أجواء العيد في المنزل بالحزينة جداً والكئيبة، وذلك بسبب مواصلة اعتقال جهاز الوقائي لابنه الذي يغيب عن المنزل للمرة الأولى في حياته، مؤكداً على أن اعتقال ابنه جاء على خلفية سياسية. يشار إلى أن العديد من الوفود والشخصيات كانوا قد زاروا الطلبة المعتصمين داخل الجامعة، وأعلنوا جميعاً رفضهم للاعتقال وتضامنهم السياسي الكامل مع مطالب الطلبة المعتصمين. [title]استهجان للخطوة[/title] واستهجن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حسين أبو كويك مواصلة أجهزة السلطة حملاتها المحمومة ضد أبناء الحركة الإسلامية بشكل عام وعناصر الكتل الإسلامية في جامعات الضفة الغربية بشكل خاص. جاء ذلك ضمن ردود الأفعال الغاضبة التي تشهدها الضفة الغربية حيال قيام أجهزة السلطة في الخليل باعتقال 20 من أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة البوليتكنك ومداهمة منازل عددٍ من الطلبة واستدعاء آخرين. وقال أبو كويك في تصريح صحفي إنّ هذه الممارسات تعد انتهاكاً صارخاً للحريات الإنسانية والنقابية، متهماً أجهزة السلطة بإعاقة وتشويش الحياة الطلابية والتعليمية وازعاج وتنغيص حياة عائلات الطلاب في أجواء عيد الأضحى المبارك. وطالب أبو كويك السلطة وأجهزتها بالكف الفوري عن ملاحقة حماة الديار وأهل العفاف والتقوى من الشباب المسلم الملتزم، ودعاها إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين خاصة على أعتاب عيد الأضحى المبارك. كما طالب الشخصيات الوطنية وأعضاء المجلس التشريعي ومنظمات حقوق الانسان واللجان المنبثقة عن اتفاقيات المصالحة بالتدخل العاجل لتأمين الإفراج عن كافة المعتقلين السياسين والطلبة من سجون السلطة.