كشف مصدر مطلع النقاب عن مبادرة قدمها البروفيسور عبد الستار قاسم لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية تهدف لإنهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي وإنجاز الوحدة. وقال المصدر لـ[color=red]"وكالة فلسطين الآن"[/color] إن قاسم أجرى أمس الأحد اتصالا بهنية قدم له من خلاله مبادرته وشرح له تفاصيلها، فيما لم يكشف المصدر فيما إذا وصلت نسخة مكتوبة عن تلك المبادرة لغزة. المبادرة تقوم على عدة نقاط من أبرزها تشكيل هيئة مدنية لإدارة السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة تمثل كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، بحيث تتمتع بالاستقلالية والنزاهة والقدرة على إصدار القرارات التي تحمي الشعب الفلسطيني وتصون كرامته. يلي تلك الخطوة البحث في إعادة هيكلية وترتيب منظمة التحرير الفلسطينية وفق أسس مشتركة تصون الحق الفلسطيني وترفض التنازل عن الثوابت، حتى تتمكن من إعادة صياغة الميثاق الوطني الفلسطيني برمته. ولفت المصدر إلى أن هنية أعرب عن تقديره لجهود بروفيسور قاسم وحرصه على تقريب وجهات النظر، مشيرا إلى أن الحكومة في غزة وحركة حماس ستدرسان المبادرة بقلب مفتوح ونية صادقة من أجل وضع حد للانقسام الذي أساء للشعب الفلسطيني وتضحياته وصورته المشرقة أمام العالم أجمع. كما أشار المصدر إلى ان تقديم قاسم لتلك المبادرة يأتي متزامنا مع مقالة كتبها حول خطاب هنية الأخير والأمور الجديدة التي تضمنها، حيث ذكر انه ألقى خطابا مكتوبا، "الأمر الذي غالبا ما يعني أن الخطاب مؤسسي وليس مجرد رؤية قائد فرد أو زعيم بعينه. أي أن الخطاب مدروس من مؤسسة التي قد تكون حركة حماس أو حكومة غزة، وهذا أمر مهم لأن الساحة الفلسطينية تفتقر إلى المؤسسية إلى حد بعيد". وأشار قاسم إلى أن هنية خاطب العقل الفلسطيني، ولم يلجأ إلى التهويش والتضليل والكذب والعبارات الحماسية النارية التي لا فائدة منها. وخلا الخطاب من الشعارات البائسة الكاذبة، وبقي في حدود مخاطبة العقل. كما أنه استعمل لغة خطابية متناسبة مع القدرات التي يعرف هو حدودها. ولم يدخل في سياسة الأفواه الكبيرة والعضلات الصغيرة. ولفت قاسم إلى أن هنية ركز على المقاومة وذكرها حوالي ثلاثين مرة، وهذا شيء يعبر عن قناعته بأن قضية فلسطين تحتاج إلى أقوياء وليس إلى مستجدين ومتسولين. كما طمأن الناس بأن هناك من يعمل تحت الأرض من أجل راحتهم. وتقديري -والحديث لقاسم- "أنه كان يعني أن سواعد المقاومين مستمرة في الإعداد والاستعداد، وأن الجهود هذه لن تضيع هباء وستظهر يوم اللقاء. لكن كان من المهم أن يعطي هذا الأمر مساحة أوسع بهدف رفع معنويات الناس الذين باتوا يظنون أن حل قضية فلسطين بأيدي الآخرين وليس بأيدي فلسطينية". غير أن قاسم أخذ على هنية أنه لم يركز على وحدة المقاومة في المنطقة العربية الإسلامية في مواجهة "إسرائيل" والمشاريع الأمريكية الغربية في المنطقة. وختم بقوله "كان السيد هنية واضحا في العلاقات مع مصر، وفي الموقف مما يجري في مصر. مصر لم تستطع حتى الآن تقديم دليل واحد عم تورط مقاومين فلسطينيين في قتال الجيش المصري، والإعلام المصري، أو جزء منه، وحده ينسج اتهامات لا تدعمها الحقائق. حماس انحازت إعلاميا وسياسيا لفريق دون فريق، لكنها لم تقم بأعمال ميدانية لتغليب هذا على ذاك، وإذا أقدم فلسطينيون على التدخل فإن تدخلهم كان فرديا لا يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.