لم يكن خطاب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الأول منذ توليه منصبه عام 2006، لكن قد يكون الخطاب الأكثر تفاعلا وتناولا على صفحات التواصل الاجتماعي (فيسبوك ، تويتر) من قبل النشطاء الشباب خاصة، فضلا عن المحللين السياسيين وذوي الاختصاص. واعتمد النشطاء هاشتاق (#خطاب_هنية)، كان بمثابة نقطة تجميع لكل الآراء والتحليلات التي تناولت الخطاب سواء بالإيجاب أو بالسلب أو حتى بالسخرية. وبعد انتهاء الخطاب الذي ألقاه هنية صباح السبت ، كان عدد التغريدات على شبكة تويتر فقط 55,608 تغريدة فيما تفاعل مع الموضوع 73,867 مغرد ، الأمر الذي يعكس أهمية الحدث ودرجة الاهتمام به. وتشير الاحصائيات الرسمية إلى أن عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" في فلسطين زاد عن مليون مشترك وهو الرقم الأكبر عالميا بالقياس بعدد سكان البلاد. وإن كان خطاب هنية قد حظي بالقبول وتصفيق الأيادي خاصة من الجالسين أمامه، لم يكن الأمر كذلك عند من كان يستمع بأذنيه للخطاب ويراقب حركات الملقي ثم يحرك أصابعه على "أزرار الكيبورد" مغردا بوجهة نظره التي تصل إلى متابعيه ليبدأ صراع الرأي والرأي الآخر. [title]صراع فيسبوكي[/title] هذا الصراع دفع" Ramzi Essa " إلى القول إن "خطاب هنية أطلق العنان لجولة جديدة من الملاسنات الإعلامية الحزبية التي ستهدر الطاقات ، دون التقدم قيد أصبع نحو الفكرة المركزية". النتيجة التي خرج بها " Ramzi Essa " تبدو صحيحة لو سلمنا بحقيقة أن هناك من "يصر على وضع نفسه في خانة "خالف تعرف"، لا يرى من الأمور إلا أضيقها ، ويقيم بناء على ما طبع في مخيلته مسبقا ، حتى وإن التبس عليه الأمر لا يتعب نفسه بأن يقرأ أو يسمع لرأي الآخرين من ذوي الاختصاص خاصة فيخرج بنظرة متوازنة ، حاله كحال أبو لهب لما جمعهم رسول الله لخطاب تاريخي مفصلي قال "تبا لك ألهذا جمعتنا" حسب ما يقول "Mohamed abu albraa" لكن الشيء الذي لا جدال فيه "أنا رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب والعكس صحيح" واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية " وهو ما ميز كثير من نشطاء الفيسبوك الذين تناولوا الخطاب نقدا ونقاشا بعيدا عن الجدال العقيم. "حازم قاسم" قال على صفحته "إن #خطاب_هنية حمل نبرة تحدي واضحة.. فيه دعوة للمقاومة المسلحة وخطف جنود... لو اشتمل خطاب للرئيس عباس على عشر هذه النبرة لصنعت بعض وسائل الاعلام والمحللين وقادة فصائل بطلاً قومياً !!! أضاف: سألني صديقي من حركة فتح،ومن مؤيدي أوسلو ... كيف يقول #خطاب_هنية أن علينا الخروج من أوسلو وحماس دخلت الانتخابات التشريعية الثانية ضمن أوسلو لذا فهي ملتزمة بها... قلت له وهل من التزام حماس بأوسلو أن تقوم بخطف جندي اسرائيلي والاحتفاظ به خمس سنوات؟؟!!.. وهل من ضمن أوسلو أن تقوم #حماس بضرب تل أبيب بالصواريخ؟؟!!... وهل من ضمن ترتيبات أوسلو الامنية أن تقوم حماس بأرسال الاف من عناصرها للمرابطة على الحدود بين قطاع غزة و #إسرائيل بشكل يومي للتصدي لأي توغل لجيش الإحتلال؟؟!!. أما" Fahmi Ajjour" يقول "جميل ما جاء في #خطاب_هنية وهو تجميع لما جاء في تصريحات سابقة له ، تأكيد على الثوابت ، ورسائل قوية للعدو وللأصدقاء ، وتاكيد على المصالحة وأهميتها ، كنت فقط أتمنى أن تحتوي على نقطتين :الحديث عن الامور الحياتية الداخلية في غزة ومبادرة سياسية جديدة .. في المقابل ما غرد به " Mohammad Y. Hasna "يعكس غير ما توقع من الخطاب ، وفق كثير كما يقول Hassan Ostaz "على سبيل الأمل الناس متوهمة بالخطاب اللي هيطلع فيه ابو العبد". Mohammad Y. Hasna" قال "من رفع سقف توقعات الشعب والمتابعين يتحمل مسؤولية الخذلان والنقد اللاذع للخطاب، لو كان الحديث أن الخطاب سيؤكد على الثوابت ويجدد مواقف قديمة لما نقده أحدـ أما أن يتم الحديث عن أن الخطاب سيكون تاريخي، ولا يكون الخطاب سوى عبارة عن تأكيد مواقف دون تطرق للاشكالات الحقيقة والأزمات التي يمر بها الشعب الفلسطيني فالمستشارون والمعدون والمروجون من يتحملون ما يحدث الآن، وموقف شخصي أول وأخر مرة أحضر خطاب. ونبه إلى أن "إشادة السيد اسماعيل عبد السلام هنية "أبو العبد" بالشباب والمبادرات الشبابية يجب أن تنعكس ايجاباً على الميدان وعلى واقع التعاطي مع الشباب خصوصاً من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية. غير أن" ahmed ali " كان أكثر واقعية عندما غرد "أن من يعتقد أن خطاب هنية يمكن أن يحل كل أزماتنا كأنه يمسك عصا سحرية هو واهم ما أشيع أنه خطاب سياسي ، فمن المستبعد أن يعلن عن عمل لكل عاطل وزوجة لكل عازب". [title]رأي السياسيين[/title] أما عن رأي السياسيين ، فيقول الكاتب فايز أبو شمالة : لو اقتصر خطاب رئيس الوزراء إسماعيل هنية على فقرة المقاومة، ولم يزد شيئاً، لقلت: كفّى الرجل وأوفى. وفسر رأيه بالقول "لأن أصل القضية الفلسطينية هو المقاومة، ولا قضية للفلسطينيين دون المقاومة، فكل ما يحتاجه شعبنا العربي الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة من السياسة هو التأكيد على حقنا في المقاومة، لأن من يتمسك بالمقاومة يؤكد على تفريطه باتفاقية أوسلو؛ التي حرمت شعبنا من رفع يده إلا للتوقيع على الاتفاقيات مع اليهود. وأجمع الكتاب والمعلقون المؤيدون لسلطة فتح في رام الله، أجمعوا في كتاباتهم وأحاديثهم أن خطاب هنية، لا يحمل جديداً، وأنه كلام لا يمت للواقع بشيء، حتى عاب البعض علىه بلاغته، وفصاحته، واعتبر البعض حديثه استعراضاً لغويا، وفق ما يقول الكاتب أبو شمالة. وشذ عنهم وزير الأسرى السابق القيادي بفتح سفيان أبو زايدة، و نظر لخطاب رئيس الوزراء بعين العقل والمسئولية: وقال كلمة حق، لم يجرؤ عليها غيره، وهو يستحث السيد عباس على الاستجابة، وأن يمد يده لمصافحة اليد الوطنية الممتدة إليه". هذا الارتباك في الردود الفتحاوية ، كما رأته حركة حماس، دفع الناشط" Tholfikar Swairjo "وهو أحد رفقاء الجبهة الشعبية للقول عبر صفحته "كلمة يجب على كل العقلاء من فتح ومن حماس ادراك معناها يجب ان تتوافق المواقف مع خطاب السيد ابو العبد هنية لا ان تتناقض مع الخطاب افهموها وحللوها ويسلملنا الي حكاها".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.