كل شيء هنا لا يخضع للمنطق، حتى المنطق لا يخضع لنفسه، ولو قال لك أحدهم أن أنثى حماره ولدت جملاً، لا عليك سوى التصديق، فهنا لا معايير محددة لأي شيئ، لأن عامل الاستقرار هو الضمان، والاستقرار غير موجود أصلاً، وكل شيء هنا "عالبَرَكَات"، رقابة ضعيفة تزيد من فعالية "السَّرِقَات". لن أستغرب من تساؤلات الاتحادالأوروبي عن اختفاء 2.5 مليار دولار تم تحويلها للسلطة الفلسطينية بين عامي 2008-2012..."الفُلُوسْ رَاحَتْ فين يا جِدْعَانْ"؟! من غرائب وطني أن الناس تتقاضى رواتبها من المساعدات فقط، ناس لا تعمل ومع ذلك تتقاضى رواتبها وهي "قَاعْدَة" في البيت.... وأناس غير موجودين، ليس لهم أي وجود على الخارطة، ولا في كشف الهَوَايَا، "وَهْمِيُّون" ومع ذلك يتقاضون رواتب....وأناس مرَّ عليها سنوات تتقاضى رواتب وهي لا تعلم ذلك، لأن من يستلم رواتبها أناسٌ آخرون... وأناس ميِّتون منذ معركة "ستالين جراد" وللآن يتقاضون رواتب، وأسماؤهم موجودة في كشوف الرواتب للسلطة... وأناس تبحث عن وظيفة كل يوم، معها من الشهادات العلمية ما يكفي لافتتاح جامعة، ومعها من تجربة التدريب ما يكفي لافتتاح معمل للحجر الصخري وسط سلاسل "إب" في اليمن، ومع ذلك تبحث عن وظيفة لتتقاضى منها راتب، ولا تجد..... والأدهَى والأمَرْ أن أناساً يتقاضون رواتب، موظفون رسميُّون، ومع ذلك يسْعَونَ ليل نهار لإثبات غير ذلك، من أجل الحصول على "كُوبُونِة" وكالة الغوث لتحرير وتشغيل وتطوير اللاجئين..... ما المساعدات إلَّا أفيون، لا تبنى وطناً، ولا تحقق تنميةً شاملةً ولا غير شاملةٍ.... فقط "مُخَدِّر" موضعي للموظفين، وكنْزْ استراتيجي للحرامية، وبعض صناع القرار، يأخذون منها بلا حسيب أو رقيب، على حساب تنمية الوطن، والوطن أعور أعرج من كثرة مشاريع التنمية.... أصبحت المساعدات شغلنا الشاغل، والرواتب همنا الكبير، وبدأنا ننتظر تصريحات الوزير والرئيس والغفير حول وقت الرواتب بالضبط، حتى الكبار، وأصحاب جّنْيِ الأموال، في مواسمها الشتوية والصيفية ينتظرونها على أحر من الجمر، فكم من "الهَبَرَاتْ" ستكون من نصيبهم، مقابل تنازلات سياسية وأمنية خطيرة للغاية ... وهيك حالنا. [title]طيب وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.