قالت صحيفة "هآرتس" ان جنود الاحتلال اعتقلوا رعاة فلسطينيين بشكل عابث ونكلوا بهم. وذكرت الصحيفة أن النيابة العسكرية العامة والشرطة العسكرية فتحت تحقيقا في حالتين اعتقل فيهما جنود من لواء (كفير) رعاة أغنام فلسطينيين في منطقة قرية التواني جنوب جبل الخليل وأبعدوهم عن قطعانهم وأماكن المرعى لساعات طويلة. وقال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي للصحيفة - ردا على سؤال حول شريط متوفر لدى "هآرتس" وصوره ناشط دولي كان حاضرا في المكان - إن الجنود اعتقلوا الراعي في الحالة الاولى وفقا لتعليمات مباشرة من مسؤول الأمن العسكري في مستوطنة ماعون، وفي الحالة الثانية ادعى القائد بأن رعاية الأغنام ممنوعة بسبب قربها من بؤرة (متسبيه افيغيل) الاستيطانية. وقالت الصحيفة إنه قبل نحو أسبوعين وصلت سيارة عسكرية فيها ثلاثة جنود ومجندة بعد وقت قصير من وصول مسؤول الأمن في مستوطنة ماعون إلى المكان الذي يرعى فيه محمد شواهين (31 عاما) الذي سعى لمغادرة المكان إلا أن مجندة صرخت عليه وقالت له "أنت لن تذهب إلى أي مكان! لدي سلاح.. أنت ستبقى هنا". وأضافت الصحيفة "أبلغ مسؤول الأمن المجندين بأنه ليس لدى الراعي هوية، فسأل العريف: ماذا تريد أن نفعل؟ فأجابه مسئول الأمن: هو كان هنا أمس أيضا، أطلب أن توقفوا الرجل واقترح شواهين أن يعود إلى بيته على مسافة بضع مئات الأمتار ليجلب هويته ولكن القائد قرر اعتقاله وتكبيل يديه، وأخذ شواهين في سيارة الجيب إلى معسكر الجيش في مستوطنة سوسية وبعد نحو ساعة ونصف نقل إلى منطقة مستوطنة شمعة على مسافة نحو 17 كم من مكان اعتقاله وعاد إلى بيته سيرا على الأقدام بعد نحو سبع ساعات من اعتقاله". وفي الحادثة الأخرى، وصلت سيارة جيب مع جنود آخرين على طريق مجاور لأرض خاصة يرعى فيها نائل أبو عرام (26 عاما) قطيعه وهو من قرية قواويس، وحسب شهادة أبو عرام فقد تناول أحد الجنود أنبوبا وبدأ يشتت الخراف بالضربات وأُخذ أبو عرام إلى الجيب وهو مكبل ومعصوب العينين وأبقي نحو ساعتين أو ثلاث في القاعدة العسكرية في سوسيا هناك حيث نكلوا به. لكن المتحدث باسم جيش الاحتلال قال "كل حالة ستفحص من الجهات المختصة لمعرفة الملابسات. جنود الجيش يعملون حسب أوامر القادة في الميدان وليسوا تابعين لتعليمات مسؤولي الأمن في المستوطنات"، وفق الصحيفة.