تتجه أنظار العالم اليوم إلى مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة حيث من المقرر محاكمة محمد مرسي ، أول رئيس منتخب في تاريخ مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بـ"كنز إسرائيل الاستراتيجي" حسني مبارك بعد حكم للبلاد دام ثلاثة عقود ونيف. الرئيس مرسي الذي حكم مصر عاما واحدا قبل أن يطيح به العسكر بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو ، سيمثل أمام القضاء للمرة الأولى بعد أكثر من 120 يوم على تغييه القسري في مكان سري وذلك في نفس مكان محاكمة سلفه المخلوع مبارك في اشارة خداع أخرى، من القائمين على حكم مصر الآن أن "الرجلين يحاسبان على نفس الجرم".وهو قتل المتظاهرين. وظل مبارك يرفل في "نعيم" بدعوى مرضه، بل إنه لم يحال إلى المحاكمة إلا تحت ضغط الشوارع والميادين ولولا ذلك لظل في منتجعه السياحي بـ"شرم الشيخ" حرا طليقا وإلى الآن، على عكس مرسي الذي التقت به وفود ووزراء في محبسه المجهول قبل أن يتهم بقضايا هي أقرب للنكتة منها "التخابر مع حماس في غزة" وجيئ به سريعا إلى "قفص المساءلة" للخروج من مأزق وضغوط الخارج المطالب بإطلاق سراحه. و حسب ما تقول التايم الأمريكية فإنه "كلما طالت فترة احتجاز مرسي دون تهم، كلما زاد احتمال اعتبار الأوساط الدولية الرجل الذي كان أول رئيس منتخب ديمقراطياً لرئاسة الدولة سجيناً سياسياً – بل وحتى سجين ضمير – وهو أمر لا بد أن الحكومة المؤقتة المصرية الجديدة تحاول تجنبه. وينظر المصريون الأحرار إلى محاكمة مرسي على أنها محاكمة للثورة التي أعادت للشعب حريته وكرامته، بينما يعتبرها "شعب تسلم الأيادي "جنائية بقضايا قتل ، وهو بهذا لن يحاكم على "التنازل عن سيناء" أو "بيع قناة السويس" كما اتهمه بذلك الاعلام ، بل سيحاكم على قضايا قتل فيها أنصاره ومؤيدوه . في مقابل ذلك نال مبارك الذي "أفسد البلاد والعباد" براءته ورموز نظامه ضمن "مهرجان البراءات" الذي شهدته مصر منذ الاطاحة به وعودة نظامه بوجه قمعي جديد بعد انقلاب 3 يوليو. [title]لهذا يحاكم مرسي[/title] المستشار والخبير القانوني وليد شرابي، سخر من التهمة الموجهة للرئيس مرسي، مشيرا إلى أن القتلى الذين سقطوا أمام قصر "الاتحادية" هم من أنصاره "لذلك فلا يمكن أن نصدق أن يحاكم الرئيس (مرسي) على قتل هؤلاء. وقال على صفحة الفيسبوك الخاصة به ، إن الرئيس مرسي يحاكم "لأنه أراد أن يحرر هذا الوطن ليمتلك الغذاء والدواء والسلاح.. يحاكم لأنه صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم من على منصة الأمم المتحدة، وأعلن أنه يعادى من يعاديه.. يحاكم لأن هدفه كان أمن فلسطين ولم يعنيه أمن إسرائيل..يحاكم لأنه لم يبيع قناة السويس للإمارات...يحاكم لأنه حارب الفساد في كل مؤسسات الدولة فكادت أن تطهر هذه المؤسسات مما هي فيه الآن. وأضاف أن مرسي يحاكم لأن مصر في هذا العام لم تكن تابع ذليل للولايات المتحدة الأمريكي..يحاكم لأنه لم يجعل الصهاينة حليفا إستراتيجيا لمصر..يحاكم لأنه فتح للمصريين أبواب الحريات فلم يغلق قناة أو صحيفة ولم يعاقب كاتب أو إعلامي عن رأيه...يحاكم لأنه لم يخون الله فينا" على حد تعبيره. [title]محاكمة شعب[/title] أما الصحفية والناشطة المصرية هبة زكريا اعتبرت أن كل ما جرى ويجري هو محاكمة لشعب رفع رأسه من تحت وطأة العبودية وقيود وكلاء الاستعمار ،" بدءا من حالة التوحد والتكاتف بين القوى السياسية المتنوعة، وبين المسلمين والمسيحين، وبين الشباب والشيوخ.. ومروا برمزية ميدان التحرير نفسه الذي حرصوا أن يبقى مقرا للبلطجية والراقصين، وانتهاء بجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر العامل المحفز في معادلة ثورة يناير". وقالت في تصريح [color=red]لفلسطين الآن[/color] إن سلطة الانقلاب تريد محاكمة" حلم مصر في شخص مرسي، وطهر مصر في عفة مرسي ونقاء سجله المشرف، وعظمة مصر في ثبات مرسي وصموده ورجولته ومروءته وتمسكه بمبادئه في وجه العواصف العاتية داخليا وإقليميا ودوليا". ورأت أن المحاكمة " تعني بكل تأكيد فشل محاولات الانقلابيين لاستجداء أي فرصة للتفاوض تمكنهم من إيجاد مخرج يتخلصون فيه من كرة النار التي اختطفوها وظنوها تخبو بعد قليل فإذا بها تزداد كل يوم تأججا". مشيرة إلى أن الانقلابيين "أيقنوا أن الثوار مصرين هذه المرة على استكمل الطريق لنهايته، ليس فقط لكسر الانقلاب، ولكن أيضا لمحاسبة القتلة والمجرمين، وتطهير الوطن من أذناب الفساد الذي عشش في أركانه. وحذرت الصحفية المصرية من أن "القادم قد يكون أصعب وأكثر جنونا ووحشية"، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمصر وإعلانه أن بلاده مع الانقلاب بعد فشله في اقناع مرسي بالتنحي، رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن الانقلاب انتهى ويخسر بمرور الوقت. لكنها أكدت أنه "كلما زاد الانقلابيون في بطشهم، كلما سقطت جدران الخوف في النفوس، ومن ثم خسر أهم سلاح لديه ضد الثورة والثوار، حسب قولها. [title]مادة دسمة للاعلام[/title] وشكلت محاكمة رأس "هرم الثورة المصرية" مادة دسمة للإعلام المصري "الرسمي والشعبي" وهو الذي أدان الرئيس مرسي وجرمه قبل القضاء "الشامخ النزيه" بنظرهم، وحاول الاعلاميون الذين مهدوا للانقلاب العسكري التقليل من شأن القضية واعتبار يوم مقاضاة مرسي يوماً عادياً، فلا مؤيدين للرئيس ولا محبين له على الرغم من أن أكثر من 20 ألف رجل أمن وشرطة وعسكر وعشرات العربات العسكرية سيؤمنون محاكمة "الرئيس اللقيط" كما صوروه. وبين تهديد ووعيد وزير داخلية الانقلاب محمد إبراهيم بالتصدي لأي تظاهرات مناصرة لمرسي ، دعا النشطاء وأحزاب تأييد الشرعية وحماية الثورة إلى انتفاضة شعبية رفضا لمحاكمة الإرادة الشعبية. وما زال صمود مرسي وتمسكه بشرعيته الدستورية ، يمثل صمام الأمان "للثورة" في ظل استمرار المظاهرات المليونية وعقبة أساسية أمام اقناع دول الخارج -غير الدول التي يحكمها آل سعود وآل النهيان- بأن انقلابهم "ثورة"، الأمر الذي دفع مدير شبكة رصد الاخبارية عمر فراج إلى التحذير من اغتيال مرسي أثناء نقله للمحاكمة . خاتمة القول إن اعتقد الانقلابيون"أنهم بمحاكمة الرئيس سجهضون الثورة، أو صور لهم غباءهم أنهم يستفزون الثوار ويستدرجونهم إلى ما لا تحمد عقباه.. فهم واهمون... القضية وطن.. ودماء سالت.. وأعراض انتهكت... وغد ينتظر قلوب تشبثت به وأياد تتعلق السماء للوصول إليه".والكلام للناشطة المصرية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.