وسط حراك شعبي متصاعد أفرز حالة سخط وغصب شديدتين على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، يجدد جهاز المخابرات الإسرائيلي اللعب بورقة الاعتقالات التي يعدها خنجرًا يغرزه متى شاء في خاصرة الضفة الغربية المحتلة. هي حكاية طالت أجزاؤها وامتدت، ولها تاريخ عريق يعرفه القاصي والداني، بين "عشب أخضر" يافع، أصله ثابت وفرعه في السماء، وبين مجزّة تحاول بكل طاقتها قص ذاك العشب قبل أن يثمر. الاعتقالات الإسرائيلية لم تنقطع يومًا، هكذا يقول أبناء حركة حماس في الضفة المحتلة، مؤكدين أن استهدافهم من الاحتلال لم يتوقف يومًا، ولن يتوقف مادام الاحتلال الذي أطلق على عمليات اعتقالهم إسم "قص العشب الأخضر" قائماً، وما دامت الحركة تحتفظ بموقعها كرأس الحربة متمسكة بسلاح المقاومة وبكلمتها. [title]طلبة الجامعات[/title] وشهد الأسبوع الأخير من شهر تشرين أول الماضي تصعيداً إسرائيلياً كبيراً في حملة الاعتقالات بحق أبناء حماس، وأبطال المرحلة هذه المرة، كانوا رواد العلم، الطلبة الإسلاميين المنتمين للكتلة الإسلامية في الجامعات، الذين حملوا راية حركة حماس في الضفة الغربية، وأعلنوها صراحة، أن لا للسكوت بعد اليوم، بعد أن غُيّبت الراية الخضراء عن الضفة سنوات عدة. وترجح الكتلة الإسلامية أن يكون وضع أبنائها في رأس قائمة الاستهداف نابعٌ من إدراك الاحتلال لأهمية الدور الذي قام به طلبة الجامعات وما زالوا يمارسونه، في إعادة الحركة الإسلامية إلى حيويتها ونشاطها في مدن وقرى الضفة، لكن ما لا يدركه، هو أن اعتقال أولئك يعد من أهم مراحل الإعداد والصقل الفكري والتنظيمي لهم داخل السجون. وحشدت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية التي طالت الحملة مؤخراً 11 ناشطاً من أبنائها طاقات الجامعة في وقفةٍ تضامنيةٍ مع المعتقلين، حضرها نشطاء الكتل الطلابية الأخرى وممثلون عن مجلس الطلبة في وقفةٍ وحدويةٍ غابت لسنواتٍ طويلةٍ عن الحركة الطلابية الفلسطينية. وأكّدت الكتلة الإسلامية في الضفة الغربية أنّ حملة الاعتقالات التي شنّتها قوات الاحتلال ضد قادتها ونشطائها لن توقف مسيرتها، بل ستزيدها قوةً وإصراراً على المواصلة، معتبرة أن الاحتلال يحاول عبثاً ضرب الحركة الطلابية الفلسطينية، فيما وجه أحد المتحدثين في النجاح رسالةً للاحتلال قال فيها إن "الالتفاف حول فعالية التضامن مع المعتقلين يعكس فشل حملة "قص العشب". [title]استهداف القيادات[/title] وكما يدرك جهاز الشاباك الإسرائيلي أهمية الشباب وطلبة الجامعات في هذه المرحلة، فإنه يوقن بأن للقيادات الدور الأبرز بالتوجيه والتأثير المباشر في تلك الطاقات الشابة. حملة الاعتقالات الأخيرة، طالت ثلاثة من أبرز قادة حركة حماس في مدينة رام الله، وهم جمال الطويل، وحسين أبو كويك، وفرج رمانة، الذين برز دورهم التعبوي الفاعل في الأشهر الأخيرة في إطار التأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بثوابته ومقاومته. كما لم تغب الحملة الإسرائيلية الشرسة عن ممثلي الشعب الفلسطيني ورموزه، الذين كانوا من أوائل دافعي ضريبة التمسك بالمقاومة وخيارها، حيث اعتقلت قوات الاحتلال النائبين ماهر بدر ونزار رمضان والدكتور عدنان أبو تبانة من مدينة الخليل المحتلة. النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي منى منصور، أكدت أن الاحتلال لم يتوقف يوماً عن جرائمه واعتداءاته بحق كل شيء فلسطيني، مشددة على أن الاحتلال تمادى في جرائمه لعدم وجود ما يردعه عنها. إذا هي حكاية لم ولن تنتهي، ما دام قلب الضفة المقاوم ينبض، وما دام أمثال قناص الخليل، والشهداء محمد عاصي ويونس ردايدة وأحمد طزازعة ورفاقهم، يسطرون تاريخ الضفة الناصع رغم السواد الذي يحاول البعض كسوته به.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.