11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.09°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.09°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: بين الزنزانة والفندق.. مفارقات للأسرى المحررين

إنه يوم الثلاثاء الثامن عشر من تشرين الأول الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً لم أعرف طعم النوم لقد اعتدت على النوم في الزنزانة وسرير أحد أصدقائي فوقي .. تعودت على أن أستيقظ على صوته يقفز من السرير إلى الأرض لأنه لا يوجد حتى سلالم للسرير..اعتدت على رائحة الغُرف الضيقة.. على العزل الانفرادي .. على ظلمة الزنزانة. كُلها كانت كوابيس تدور في رأس المحرر إبراهيم عليان الذي أمضى 23 عاماً من عمره داخل زنازين الاحتلال، لم يرَ فيها نور الشمس ولا حتى نسمة هواء عليل تبرد حر صيفه، فكانت المقارنة صعبة جداً بين فندق "5 نجوم" وبين زنزانة الاحتلال.. "فلسطين" رسمت صورة لتلك الزنازين التي عاش فيها بعض الأسرى ربع قرن وأكثر .. [title]فارق كبير[/title] يقول عليان بعد أن تنهد تنهيدة طويلة تذكر فيها معاناة 25 عاما مضت من حياته:"هناك قوانين خاصة تحكمنا داخل السجن تمنعنا من الحركة تحصرنا في غرف ضيقة جداً", لافتاً إلى أن هذه الغرف يقبع فيها 8 أو 12 أسيرا. ويصف الأسرّة التي ينام عليها الأسرى:"الأسرة عِبارة عن طابقين، لا يوجد حرية في النوم إذا استفاق الشخص الذي فوقك تستيقظ أنت على صوت نزوله , حتى إن المساحة بين الأسرة لا تتجاوز النصف متر", متابعاً:"باب الزنزانة يغلق في ساعة محددة ولا يوجد مجال للتهوية, ناهيك عن حرارة الصيف وبرودة الشتاء". وزاد:"في بعض الأحيان كنا نستخدم "الكرتون" للتهوية وفي الشتاء نبقى ملتفين باللحاف حتى لا نشعر بالبرد". أما عن الفارق بين الزنزانة التي كان يعيش فيها والفندق المقيم فيه الآن تحدث عليان عن بعض المواقف التي واجه صعوبة فيها بعد وصوله لغزة، فيقول:"خرجت من الفندق لأتمشى لكنني تهت في الطريق لأنني اعتدت في السجن على المشي في منطقة معينة", مضيفاً:"حتى الآن لا أعرف كيف أستخدم "ماسورة" المياه". ومن المواقف الطريفة التي حدثت معه أنه عندما ذهب ليستحم في "البانيو" كاد يغرق! لأنه لم يعتد على الاستحمام بهذه الطريقة, قائلاً:"حتى عندما أهاتف أهلي وأصدقائي ويسألونني "أين أنت؟" أجيبهم "أنا في السجن" بدلاً من الفندق، وأقول عن الطابق قسم كما اعتدتُ". وتابع قوله:"لا أصدق أنني الآن أستطيع فتح الأبواب بسهولة أمشي في الشارع دون رقيب، أشعر حتى الآن أنني في حلم". [title]تدوين التجربة[/title] لم تختلف حال المحرر عليان عن حال الأسير طلال أبو الكباش الذي قرر في أول يوم أتى فيه إلى غزة أن ينام على الأرض بدلاً من السرير؛ لأنه لم يعتد عليه أبداً, فيقول:"لا يوجد أية مقارنة بين حياة الأسر وحياة الحرية التي أعيشها الآن , كنا نعيش في زنازين كما إسطبلات الخيل", مضيفاً:"قضيت في السجن 27 عاما منذ كان الأسرى ينامون على فرشات لا تصلح للنوم عليها البتة". وتابع:"حتى الشرب كان في أكواب بلاستيكية لا يتم غسلها بعد الشرب فيها حتى تغير لونها وأصبح شكلها لا يُطاق", موضحاً أن السجانين كان يَعدون الأسرى أكثر من 3 مرات في اليوم. وأضاف:"من يوم أفرج عني حتى الآن لم أذق طعم النوم لا أصدق هل أنا في حلم أم في حقيقة؟!", متابعاً:"المكان هنا يختلف يكفي صورة البحر الذي لم نره أبداً وأشكال الغرف وأكواب الشرب.. الطعام.. الكراسي كلها قُلبت ألف درجة عن حياة السجن". وطالب أبو الكباش بتدوين تجربة الأسرى من معاناتهم التي عاشوها طيلة سنوات سجنهم حتى لا تضيع هذه المعاناة من تاريخ الشعب الفلسطيني, مؤكداً على ضرورة تدريس هذه المواد للطلبة لينشؤوا جيلاً يعرف معنى الأسر. [title]لا تقدر بثمن[/title] أما الأسير أحمد التكروري الذي كان يجد صعوبة في استخدامه للهاتف النقال حتى الآن لأنه لم يعتد على حمله في السجن, أكد أن حياة السجن كانت خالية تماماً من كافة الوسائل المتقدمة الموجودة في كل منزل الآن, لافتاً إلى أن الشروط التي تفرضها إدارة السجن على الأسرى كانت قاسية جداً. وقال:"كنا نعيش 8 أفراد في غرفة ضيقة لا تتسع في الحقيقة إلا لأربعة أشخاص فقط", مضيفاً:"الأدوات الصحية التي نستخدمها الآن تختلف كثيراً عن الموجودة في السجن حتى السرائر والبلاط، والهواء الموجود هنا معدوم تماماً في السجن، الآن نعيش بحرية لا تقدر بثمن". وتابع:"حتى الآن لم أتأقلم مع التطور الموجود في الفندق، كثير من الأشياء أجد صعوبة في التعامل معها، لكنني أشعر أنني ولدت من جديد على أرض غزة".