تحولت طرق الضفة الغربية التي تقطع أوصالها حواجز الاحتلال إلى معاناة جديدة قديمة، فباتت أزمات المرور وتعبيد الطرق القريبة منها بعدما تم إغلاق الطرق الأصلية واقعا مفروضا على المواطنين . وتشهد محيط حاجز "قلنديا" العسكري المقام على مدخل مدينة رام الله الجنوبي ومدخل القدس الشمالي أزمة مرورية خانقة تمتد لساعات بشكل يومي، ويتسبب بتأخير يدفع المواطن من راحته ووقته ومركبته الثمن، في ظل منع سلطات الاحتلال لأي إصلاحات على المدخل أو توسيعه، أو تنظيم لجان لتسهيل حركة آلاف السيارات يوميا . ويشتكي أصحاب المحال كما يقول المواطن عماد عبد ربه من أزمة مرورية يومية منذ سنوات فشلت كل حلول السلطة في إنهائها في ظل مراعاتها لواقع الاحتلال بوضع الحاجز العسكري، وما ينتج عنه من أزمة مرورية وسبب للمشاكل في المنطقة . ويقول :" كل محاولات أهالي وسكان المنطقة في الشارع أصبحوا يعانون من ضجيج السيارات وتلوث الطريق بشكل مستمر وتعطل حياتهم في الوصول لمنازلهم ". وتزيد المعاناة في ظل قيام قوات الاحتلال بمطاردة الشبان بحجة إلقاء الحجارة وإغلاق الطريق أمام المركبات ما يستدعي سلوكهم طرق وعرة وترابية طويلة للوصول إلى منطقة "دوار الرام" التي لا تبعد سوى كيلومتر فقط عن مدخل رام الله . وتحاول سلطات الاحتلال بالتعاون مع جهات أجنبية مانحة تعبيد طرق التفافية كانت مؤقتة لمرور المركبات الفلسطينية منها تحت الحواجز بدل إعادة فتح الطرق الاصلية التي كانت تعمل لتنقلهم وتم إغلاقها بقرارات عسكرية وحجج أمنية كاذبة . ورغم كل محاولات التجميل لطريق "وادي النار" الواصلة بين جنوب الضفة ووسطها، لكن ذلك لم يخفف من معاناة المواطنين على الحاجز المعروف باسم "وادي النار"، والذي تسبب قبل فترة وجيزة باستشهاد أحد المواطنين عليه برصاص الجنود . ويقول السائق عادل جبر أن كل محاولات تجميل الطريق الملتوية لن تقلل من معرفة الجميع أن الطريق التي كنا نسلكها قبل الإغلاق تختصر علينا ساعة على الأقل من رام الله إلى الخليل وبيت لحم . ويضيف :" يحاولون إقناعنا بالأمر الواقع وكأنه منحة منهم، للأسف وهناك عمليات وحفريات لطرق جديدة كلها تساعد على ترسيخ واقع جديد، وانهاء قضية الطريق الاصلية التي كانت قرب القدس ". وحسب إحصائيات منظمة "بيتسيلم" في شهر شباط 2013 وصل عدد الحواجز الثابتة في الضفة الغربية إلى 98 حاجزا من بينها 58 حاجزا داخليا منصوبة في داخل مدن الضفة الغربية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.