انطلقنا فرحين، تراقصنا بالسيوف مع "بوش"... وتسابقنا في انتاج مشروعنا النووي الخاص..... أجْمل "ناقة" ب2 مليون دولار، وأروع "غَنَمَة" -ماعز - بـ100 مليون ريال، وأجمل مغني في عرب آيدول مع "البقرة" أحلام، وأكبر "قُرُصْ" فلافل في موسوعة جينس، وتسابق اعلامنا اللعين في أحقر العناوين ... افتتح الرئيس، انفسخ الرئيس، قصَّ الملك شعرهُ، طار الملك، تزوجت بنت الملك، تحمَّمَ الملك؟!!! وكان الايرانيون يعملون بصمت، كل يوم يعلنون عن منظومة جديدة، وبقيت المفاوضات مستمرة... حتى نالوا اعترافاً ببرنامجهم النووي، ورفعاً للحصار عنهم، تفاوضوا مع أمريكا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين القوى العظمى في العالم، وكان لهم تحالف قوي ليسوا بلهاء معهم الصين وروسيا كورقة ضغط، لم يكونوا عبيداً بل كانوا يتبادلون المصالح... استفادوا من تجربة العراق والسودان وأفغانستان في الحصار. كان الإيرانيون يكثرون الحديث عن مهاجمة "إسرائيل"، ودورها الخطير في المنطقة، ومعاداتها... كانوا يخاطبون الجمهور العربي بأكمله، بأن عدوكم عدونا.... وكان قادتنا "فرضاً وطوعاً" يتحدثون عن مباردة السلام العربية, وخطر الاخوان المسلمين، وخطر إيران والشيعة، ونحن نذبح كل يوم في دُوَلِنَا على أيدي أنظمتنا.... متناسِيِن "إسرائيل" وأمريكا الخطر الأكبر والأهم على الجميع، يشتَّتون عدونا والإيرانيين يركزون على "إسرائيل".. علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا كعرب، لدينا قواسم مشتركة كاللغة والثقافة والدين، ولدينا مصالح مشتركة، وأعداء مشتركون.... ولكننا لازلنا ننظر أسفل أقدامنا كمن "يبيع التُّرْمُسْ أمام بيته"، لو فكَّرنا جميعاً من الخليج إلى المحيط أن نصبح قوة لأصبحنا، ولكن لكل منا مصالحه الخاصة، وتحالفاته الخاصة تكفينا أن نبقى منقسمين حتى نصف قرن آخر، والمثقَّفون بيننا كلٌّ يغني على ليلاه، ويتلو بيانات الزعماء حرفياً... ويكفي أن تجمعنا قضية فلسطين لوحدها. لقد وصل الإيرانيون إلى السماء بأقمارهم الصناعية، وفاوضوا الدول الكبرى ببرنامجهم النووي.... وأما نحن فلا زلنا نحلق أخر الشعرات الشاذة من وجه ناقتنا لكي نفتح لها قناة اعلامية خاصة وجديدة تعرض طول اليوم سباق الحمير، وأغاني الجِمَالْ الشعبية.