لاقى قرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عدم إقامة مهرجان ذكرى انطلاقتها الـ26 هذا العام، وتحويل أمواله لصالح مشاريع خدماتية تخفف عن كاهل المواطنين، والاكتفاء بإقامة مهرجانات فرعية في محافظات القطاع، ترحيباً واسعاً ورضاً كبيراً بين أوساط الغزيين، رغم رغبة المؤيدين للحركة بإقامته. واعتبر أغلبهم أن قرار الحركة كان صائباً وحكيماً، وفيه مراعاة للظروف الصعبة التي يمر بها القطاع من اشتداد الحصار في الآونة الأخيرة. "حماس" التي انطلقت في 14 ديسمبر/ كانون الأول 1987، اعتادت على الاحتفال بذكرى انطلاقتها السنوية، بإقامة مهرجان جماهيري يحضره مئات آلاف المواطنين، وقادة الحركة، وبمشاركة الفصائل الأخرى، على غرار المهرجان الذي أقامته العام الماضي، وشارك فيه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، غير أن الحركة ارتأت عدم إقامته هذه المرة. محمد ياسين وصف القرار بالموفق، ورأى أنه يعبر عن قرب الحركة من نبض الشارع الفلسطيني، ويدل على حكمة تميز قياداتها. وأضاف في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن القرار يعكس مدى حرص الحركة على التخفيف من معاناة المواطنين". ودعا إلى أن يتحول هذا الأمر لتقليد لدى بقية الفصائل، حيث أن مفهوم العمل الفصائل يقوم على خدمة المواطنين وتعزيز صموده، وباتت مهرجانات الانطلاقة استعراضية أكثر من أي شيء آخر" يقول ياسين ويضيف "لذا طبيعة المرحلة والظرف تحتم تغيير آليات وأدوات العمل التنظيمي بشكل عام، باعتبار أن المجتمع الفلسطيني دخل مرحلة جديدة تختلف عن المراحل السابقة بشكل كبير". أما المهندس حسام منصور، فرأى أن فكرة إلغاء المهرجان جميلة من حيث المبدأ، مستدركاً "الناس لن تشكر الحركة كثيرًا على إلغاء الانطلاقة، ولكنها بالتأكيد ستلعنها ألف لعنة لو قامت بالإنفاق على انطلاقتها في ظل حصار مرير على القطاع". [title]"قرار صائب من قيادة حكيمة" [/title] من جهته، أعرب الشاب أحمد فروانة عن سعادته بالقرار واصفاً إياه (قرار عدم إقامته) بالحكيم والصائب(..)القيادة ترى ما لا يره الغير وتهتم بمعاناة شعبها، وما يمر به من ضائقه فى كثير من مجالات الحياة" يقول فروانة، مثمناً "أصحاب هذا القرار. يحيى اليعقوبي كتب على صفحته أن هذا القرار يعبر عن تلاحم الحركة بهموم الوطن، وتقديرها للظروف الحالية. وأشار إلى أن الحركة تخلت عن حدث كبير يترقبه العالم بأسره في هذا اليوم(..) "هي حركة كبيرة وقدوة لجميع التنظيمات وسباقة في خدمة الوطن والدفاع عن ثوابته". ويرى اليعقوبي أن الحركة تعيش في حصار وقوى داخلية وخارجية قوية تفرض عليها العيش بأزمات مستمرة، لكنها تخرج من كل أزمة بنجاح، لديها جيش قوي. واستطرد "رغم ذلك في عام واحد عندما وجدت ثغرة واحدة طورت قطاع غزة تطويرا كاملا ( الثغرة هي الأنفاق التي أدخلت من خلالها مواد البناء ما بين عامي 2011-2012) ماذا كانت النتائج نصف شوارع غزة تم تعبيدها، مئات آلاف المساعدات، الوقود لا ينقطع، وكذلك المواد الغذائية". وأردف قائلاُ "من الظلم إلقاء اللوم عليها، لكن يجب لوم الشقيقة مصر التي أغلقت تلك الثغرة". ودعا "الفصائل بالاقتياد بموقف حركة حماس وإلغاء جميع مهرجاناتها واحتفالاتها، ورعاية أنشطة خدماتية وتقديم مساعدات للمواطنين وذلك بثمن التكلفة المالية لتلك الاحتفالات". من جهته، هنّأ وزير النقل والمواصلات "حماس" بانطلاقتها و"بشعبيتها وقراراتها الشورية"، قائلاً: "رغم علمي بإيجابيات إقامة المهرجان المركزي لانطلاقة حماس، وأن العديد كانوا مؤيدين لإقامته، ولهم مبرراتهم المقنعة، لكن جاء هذا القرار (عدم إقامته) ليؤكد أن الحركة هي حركة شورية مؤسساتية على قلب رجل واحد". وتابع العيسوي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بحمد الله " وفق قادة حماس في أخذ هذا القرار الصعب بإلغاء المهرجان"، متمنيًّا "أن يكتب الله لها النجاح والتوفيق في كل أمورها". [title]رسائل "حماس"[/title] وكان مسؤول دائرة العمل الجماهيري في حماس أشرف أبو زايد، قد أعلن إلغاء الحركة إقامة مهرجان ذكرى انطلاقتها هذا العام، والاكتفاء بـ"إقامة مهرجانات فرعية في المحافظات الخمس، مراعاةً لظروف الحصار التي يمر بها شعبنا الفلسطيني". وقال أبو زايد في بيان صحافي وصل [color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "سيتم تحويل أموال المهرجان لصالح مشاريع خدماتية للتخفيف عن كاهل المواطنين"، موضحًا في نفس الوقت أن فعاليات المهرجانات الفرعية ستبدأ في الثالث من الشهر المقبل، بمؤتمر صحفي يتم عقده أمام بيت الشيخ ياسين، أو المسجد الذي استشهد بقربه. واعتبر أن "ذكرى انطلاقة حماس هذا العام تأتي في ظل الحصار المطبق على القطاع، والمؤامرات المتتالية الكبرى التي تحاك ضد مشروع المقاومة الفلسطينية، وضد غزة، والحكومة"، مشيرًا إلى أن "حماس سترسل من خلال احتفالاتها الفرعية بالانطلاقة رسائل مختلفة لأبناء شعبنا الأبي وأمتنا العربية والإسلامية، كما إلى العدو الإسرائيلي". وأوضح أبو زايد مفاد الرسالة، "أننا ماضون في طريقنا لن يضرنا من خالفنا ولا ما أصابنا، وسنمضي على بركة الله حتى تحقيق كامل أهدافنا وتحرير كافة مدننا وقرانا، وتحقيق السيادة الفلسطينية على كامل ترابنا"، مجددًا تأكيد موقف حركته بعدم التخلي "عن شبر واحد من فلسطين". كما تمم مسؤول دائرة العمل الجماهيري في حماس، بـأن حركته "جاءت لتشكل صمام أمان للثوابت الفلسطينية، ولحقوق شعبنا ولقضيتنا الفلسطينية".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.