32.21°القدس
31.51°رام الله
31.08°الخليل
30.18°غزة
32.21° القدس
رام الله31.51°
الخليل31.08°
غزة30.18°
الجمعة 28 يونيو 2024
4.75جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.75
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.76

خبر: أبرز قادة حماس الذين اغتالتهم "إسرائيل"

26 عاماً مضت منذ أن أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن بيان نشأتها الأول في الثامن من ديسمبر عام 1987 في أول يوم انطلقت فيه شرارة انتفاضة الحجارة الأولى، معلنة ميلاد حركة فلسطينية جديدة شقّت طريقها في زمن قصير حتى أضحت أكثر الحركات الفلسطينية تأييداً جماهيريّاً وقدرة عسكريّة، إلى أن اعتلت سُدّة الحكم بعد فوزها الكاسح في انتخابات عام 2006.

وفور صدور بيان حركة حماس الأول، أعلن الاحتلال الإسرائيلي حرباً ضروساً لا هوادة فيها على كل من انتمي وينتمي لهذه الحركة، فاعتقل الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس وعدد من رفاقه القادة، كما قتل عماد عقل القيادي العسكري في حماس، واغتال يحيى عياش العقل المدبّر للعمليات الاستشهادية الفلسطينية التي أشعلتها حماس، كما أبعد المئات من قادة حماس إلى مرج الزهور.

الحرب بين حماس والاحتلال الإسرائيلي لم تتوقف لحظة، وتصاعدت حدّتها يوماً وراء يوم بعد أن وجد العدو الإسرائيلي عناداً وإصراراً في قادة الحركة لا مثيل له، فصدرت الأوامر من رأس الهرم السياسي الإسرائيلي إلى قيادة الجيش باغتيال وتصفية قادة حركة حماس.

محاولة اغتيال مشعل

في 25 سبتمبر عام 1997 استهدف الموساد الإسرائيلي بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجهاز الأمني الإسرائيلي التابع لرئيس الوزراء خالد مشعل، الذي كان يشغل رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس بعد اعتقال الاحتلال للشيخ أحمد ياسين.

فقد قام 10 عناصر من جهاز الموساد بالدخول إلى الأردن بجوازات سفر مزورة حيث كان يقيم خالد مشعل، وتمّ حقنه بمادة سامة، إلا أن مرافقه انتبه للأمر وسرعان ما ألقى القبض على المنفذين وسلّمهم لأجهزة الأمن الأردنية، وطلب الملك الراحل حسين بن طل من رئيس الوزراء الإسرائيلي المصل المضاد للمادة السامة الذي قام بتسليمها وأطلق سراح الشيخ أحمد ياسين من السجن، مقابل إطلاق السلطات الأردنية سراح عملاء الموساد الذين تمّ اعتقالهم.

اغتيال "الجمالين"

وبعد عام من اندلاع انتفاضة الأقصى المبارك، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال القياديين البارزين في حركة حماس بالضفة الغربية المحتلّة، وهما جمال منصور وجمال سليم.

ففي 31/07/2001 قصفت طائرة أباتشي إسرائيلية مكتباً لحركة حماس في مدينة نابلس كان يتواجد فيه القيادي جمال منصور والقيادي جمال سليم، ما أدى لاستشهادهما وستة من أبناء حماس كانوا يتواجدون داخل المكتب، فيما يمكن اعتباره أول عملية اغتيال إسرائيلية ناجحة لقادة سياسيين بارزين في حركة حماس.

اغتيال قائد القسام

وفي 23 تموز (يوليو) عام 2002 ألقت طائرات الـF16 الحربية الإسرائيلية قنبلة تزن طنّاً على بناية سكنية في حيّ الدرج المكتظّ بالسكان في مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد قائد كتائب الشهيد عزّ الدين القسام صلاح شحادة، واستشهاد 18 فلسطينياً آخرين، بينهم 8 أطفال.

اغتيال المُفَكّرْ المُنَظّرْ

مع اشتداد المواجهات بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس عقب عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقادة حماس، وردّ كتائب القسام بتنفيذ عمليات استشهادية انتقاماً لاغتيال قادتها، واصل العدو الإسرائيلي تصفيته لقادة حماس، واختار الشيخ إبراهيم المقادمة، الذي يعدّ المفكّر والمنظّر الأبرز لفكر وفلسفة حركة حماس.

ففي صباح يوم السبت الموافق 8 مارس 2003 قصفت طائرات الأباتشي الإسرائيلية سيارة كان يستقلّها الشيخ إبراهيم المقادمة ومرافقيه الثلاثة، ما أدى لاستشهادهم وطفلة صغيرة كانت تمرّ في الطريق.

اغتيال المهندس

لم تمضِ أشهر خمس على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقيادي المقادمة، حتى أقدم مرة أخرى على اغتيال قيادي بارز في حماس، تتهمه "إسرائيل" بالوقوف وراء تخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية واستشهادية ضدها، وكان على علاقات واتصالات مع قيادة حماس في الضفة الغربية المحتلّة.

ففي يوم الخميس 21/08/2003 قصفت طائرة عسكرية إسرائيلية سيارة كان يستقلّها القيادي في حماس المهندس إسماعيل أبو شنب، ما أدى لاستشهاده وثلاثة من مرافقيه، ما دفع حماس لإلغاء "الهدنة" بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي وإعادة تنفيذ عمليات عسكرية ضدّ الأهداف الإسرائيلية.

اغتيال شيخ فلسطين

وضع الاحتلال الإسرائيلي كافة قادة حماس على قائمة أهدافه، دون مراعاة لظروفهم الصحيّة أو سنوات عمرهم، كما في حالة الشيخ المجاهد أحمد ياسين، الذي كان مقعداً أسير كرسي متحرّك.

وفجر يوم الاثنين 22/03/2004 شنّت طائرة إسرائيلية غارة استهدفت الشيخ أحمد ياسين أثناء خروجه من مسجد المجمّع الإسلامي بغزة بعد أن صلى الفجر جماعة وجلس يقرأ ورده اليومي من القرآن الكريم، وكانت عملية الاغتيال بإشراف مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون.

واستشهد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس والأب الروحي لها، والذي يعدّ علماً من أعلام الدعوة الإسلامية في فلسطين. رحل الشيخ المقعد وترك خلفه حركة عظيمة وجيشاً جباراً ليأخذ بثأره ويحقّق حلمه بتحرير فلسطين كاملة من الاحتلال الإسرائيلي. 

اغتيال أسد فلسطين

بعد أيام من اغتيال قائد حركة حماس والأب الروحي لها الشيخ أحمد ياسين، بايع أبناء وقادة حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ليكون قائداً جديداً للحركة خلفاً للشهيد ياسين، وقد عرف الرنتيسي بتصريحاته ومواقفه القويّة ضدّ الاحتلال ودعوته للجهاد المسلّح معتبراً إياه السبيل لتحرير فلسطين، حتى أُطلق عليه لقب "أسد فلسطين".

وفي مساء يوم 17/04/2004، أقدمت طائرة حربية إسرائيلية على استهداف سيارة كان يستقلّها قائد حماس الجديد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ما أدى لاستشهاده ومرافقه.

اغتيال العالم المجاهد

تواصلت صولات وجولات المواجهة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وتنوّعت أساليب المقامة الفلسطينية التي أضحت قويّة أكثر من أي وقت مضى، وصارت تشكّل مصدر قلق كبير لـ"إسرائيل".

ورغم اغتيال الاحتلال لقادة حماس المؤسسين والبارزين، إلا أن الحركة ازدادت قوّة وامتدّت شعبيتها بشكل كبير، ولاقت احتضاناً جماهيرياً فلسطينياً مشهوداً.

وفي السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 2008 شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة بهدف احتلال القطاع وإسقاط حكم حركة حماس، واستمر العدوان 22 يوماً، إلا أنه باء بفشل ذريع ولم يحصد سوى مزيداً من أرواح الأطفال والمدنيين الفلسطينيين.

وفي 01/01/2009، أي في اليوم الخامس من أيام بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بتدمير منزل القيادي في حركة حماس الشيخ الدكتور العالم نزار ريان، ما أدى لاستشهاد وزوجاته الأربع وتسعة من أبنائه وأحفاده.

اغتيال الشيخ صيام

اشتدّت دموية وحدّة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عملية "الرصاص المصبوب"، ودمّرت وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي أهدافاً على طول وعرض قطاع غزة، دون مراعاة للمناطق المأهولة بالسكان والمدنيين.

وفي يوم الخامس عشر من يناير عام 2009، قصفت طائرة حربية إسرائيلية منزلاً في حيّ اليرموك بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد القائد البارز في حركة حماس سعيد صيام، وشقيقه وزوجته ونجلهما، ومواطن آخر.

اغتيال قائد أركان المقاومة

في مساء يوم الأربعاء 14/11/2012، أقدمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال القيادي البارز في كتائب الشهيد عزّ الدين القسام الجناح المسلّح لحركة حماس، الشهيد أحمد الجعبري.

وقد وصف الشهيد الجعبري بأنه "قائد أركان المقاومة في فلسطين"، إذ أنه كان المسؤول عن صفقة وفاء الأحرار التي تمّ بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إفراج كتائب القسام عن الجندي الإسرائيلي المعتقل لديها جلعاد شاليط. وقد أعقب هذا العدوان الإسرائيلي مواجهة مشتعلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام التي تمكّنت لأول مرّة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من قصف مدينتي "تل أبيب" والقدس المحتلّة.

معركة متواصلة

ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي برغم عشرات عمليات الاغتيال التي نفّذها بحقّ قادة حماس، لم يفهم بعد أن هذه الحركة ليست قائمة على فكر وعقل شخص واحد، فمهما اغتال من قادتها ستبقى شامخة لا تنكسر، والجميع يدرك أنها تخرج بعد كل ضربة توجّه لها أشدّ قوّة وأحدّ بأساً.

واليوم بعد 26 عاماً من انطلاقتها تقف حماس على أرضية جماهيرية واسعة، ومن خلفها جيش يحسب العدو الإسرائيلي ألف حساب قبل الإقدام على أي عدوان.