كان المقام يتَّسع لحديث طويل، طويل جداً أطول من سور الصين العظيم، وأجمل من قوس قزح، بدأ خلاله المدَّاحون ومسَّاحو الأحذية على أرصفة المقامات العالية يقولون في الوطن شعراً... حرٌ عظيم، موحَّد متين، الجَلَال والجمال, والبهاء والرخاء في رباه، أكثرهم مصداقية اقترح استبدال كتاب التربية الوطنية للمرحلة الابتدائية والاعدادية بكتاب الوحدة الوطنية في غزة والداخل والضفة الغربية على قارعة الجلسة كان أصدقٌنَا الذي تحدَّث بحكمة الأربعيني فقال: وضع البلد لوز، لا زلنا نردد الشعارات منذ أربعين عام، الثورة، المحتل، الدولة، فلسطين عربية، أسرانا يزيدون، ودولتنا بدون ديون، والقدس بطَّلت في العيون فقد انقسمت لشرقية وغربية، وصار بدهُم الشَّرقية، ولا زلنا نطلب رواتب الموظفين آخر الشهر، وآخر العام جميعنا يصرُخْ، وكالة الغوث، والحكومة، ومؤسسات المجتمع المدني "فلَّسْناَ" نحتاج لدعم جديد يبقينا مستقرِّين، على وظيفة أو كيس طحين، أو كرت تموين. أصدقنا كان يتحدث بحكمة فقال ما لم يقله جميع الحاضرون: أيها المبَعْثرون هل تنتظرون بطالة جديدة أول العام لمدة 3 شهور أخرى، وتقولون: بعدها بحلها ألف حلَّال.. برْدً الشِّتاء القارس ضيف عزيز على بيوتكم المغلقة، فهي أكثر برودة من الثلاجة... أرجوكم لا تفكروا في شقَّة سكنية داخل أحد الأبراج تشبه "علبة التونة" تماماً فكِّروا في وطن تعيشون تحت مظلًّته جميعاً...
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.