29.43°القدس
28.68°رام الله
28.3°الخليل
30.7°غزة
29.43° القدس
رام الله28.68°
الخليل28.3°
غزة30.7°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: غزة الرابح الأكبر من "وفاء الاحرار"

ليس المقصود هنا حركة حماس التي تقود قطاع غزة من نصر إلى نصر، فهي وكل الشعب الفلسطيني ربح وفاز فوزا عظيما من نجاح صفقة "وفاء الاحرار" بخروج مئات الاسرى والاسيرات من اصحاب المؤبدات والاحكام العالية. لكن سمعة القطاع وصورته في أذهان المواطنين الفلسطينيين أينما وجدوا وخاصة سكان الضفة الغربية هي المقصودة بالأمر. يقول الاسير المحرر جاسر إسماعيل البرغوثي الذي ابعد إلى غزة "‎لم أتخيل غزة ولو للحظة أن تكون بهذه الشكل من الحب والجمال والطيبة والكرم والجود".. البرغوثي لم يكن يعلم أن سنوات العزلة والحرمان التي قضاها في سجون الاحتلال ستختتم بإبعاده عن بيته في مدينة رام الله إلى حيث الشق الآخر من وطنه قطاع غزة، فهو كان متخوفاً من هذه اللحظة, لكنه وجد من أهلها عجباً في الكرم والتكريم. [title]رأينا العجب[/title] يشاركه الرأي احمد ابو عوض من مخيم عين بيت الماء في مدينة نابلس وهو والد الاسير المحرر المبعد إلى غزة محمد أبو عوض الذي كان محكوما بالسجن 25 عاما قضى منها 9 سنين في سجون الاحتلال. أبو عوض سافر برفقة زوجته -والدة الاسير- وشقيقه إلى هناك ليلتقوا بابنهم محمد، وفوجئوا مما شاهدوه. يقول لـ"فلسطين الآن": "لا شك أن فرحتي بتحرر نجلي لا يضاهيها شيء، فكل التقدير لمن ساهم في ذلك.. إلا أن إيعاده لغزة نغص علينا فرحتنا وكنا نتساءل كيف سيعيش هناك؟". وعن مغزى سؤاله قال "لا اخفيكم، فالصورة عن الوضع العام بغزة لا تسر، كنّا نعتقد انها تعيش في وضع مزر للغاية في جميع المجالات.. الفقر وسوء الخدمات والاكتظاظ والهدم والدمار في كل مكان.. هذه الصورة عززها في ذهننا الاعلام وما ينقله من صور عن مآسي المواطنين.. فكان الخوف عندنا كيف ستكون حياة ابننا وإخوانه المحررين .. ماذا سيأكلون ويشربون وأين سيبيتون؟". وتابع "ما دعم هذا التخوف أن الكيان الصهيوني إذا اراد أن يعاقب أحدا، فإنه يقوم بإبعاده إلى غزة وكأنه يرسله إلى الجحيم". [title]لكن ما الذي رآه هذا الرجل وبقية المبعدين وذويهم الذين زاروا غزة!!.[/title] يقول "مجرد دخولنا للقطاع، تفاجئنا بما رأينا. الحياة منظمة والامن مستتب. والأوضاع العامة صعبة بسبب استمرار الحصار لكنها مقبولة ولا تختلف كثيرا عن بقية المدن الفلسطينية". أكثر من هذا فطبيعة الاستقبال والترحيب الذي حظيت به الاسرة وتوفير مكان خاص لها اقامت فيه طيلة مدة وجودها في غزة وما سمعوه من ابنهم المحرر .. كل ذلك ساهم في تغيير الصورة النمطية وجعلهم يتاكدون ان ابنهم أرسل الى الجنة وليس الى الجحيم. [title]خدعونا بغزة[/title] وبعد نشر تعليقات الاسرى المحررين عن غزة وما لاقوه من ترحيب ورعاية واهتمام فاق التوقعات، عقبت قالت إحدى الفلسطينيات قائلة: "خدعونا سنين طويلة وجعلونا نخاف من شيء اسمه غزة، لكن أثبتت الأيام أننا على خطأ وأن مقولتهم باطلة وغزة هي حقا أرض العزة والكرامة والحرية نحن صغار أمامكم يا عمالقة غزة، فالكل الآن يتمنى أن يزور غزة. فكيف من يعيشون فيها. نحن نغبطكم يا أهل غزة فقد أكرمكم الله بالعيش في أرض مباركة طاهرة حرة أبية". الشاب مأمون صلاح الدين -30 عاما- قال "أنا ايضا كنت مخطئ في توقعاتي عن غزة. كنت اتوقع ان الحياة فيها قاسية جدا لا تطاق، وأن الوضع مأساوي لا يمكن تحمله. وانهم لا يفهمون سوى لغة القتال والحروب. لكنني وبعد ان تابعت فرحة الافراج عن اخواننا المحررين وسمعت المقابلات التي اجريت معهم ومع ذويهم .. انقلبت عندي الاية 100%، فهم أبطال يكرمون الضيف ويقدرون التضحيات، لانهم أكثر من ضحى. كما انهم لا يفرقون بين الناس على اساس انتمائتهم". وأضاف "ما دفعني لقول ذلك، صديقي، فهو من عائلة الاسير المحرر المبعد لغزة أمير ذوقان الذي كان يقود كتائب شهداء الاقصى في نابلس وحكم بالسجن المؤبد.. حدثني كيف ان امير يعيش كالملك هناك، ويحظى بكل الاحترام من الجميع أسوة بكافة المبعدين من كل الفصائل". [title]انعدام التواصل[/title] المختصون الاجتماعيون نوهوا إلى ان انعدام الاحتكاك والتواصل بين المواطنين في طرفي الوطن بسبب الحواجز الصهيونية ساهم في تكوين صورة نمطية غير دقيقة عن طريقة تفكير ومعيشة أهالي غزة. يقول لؤي عطا الله الذي يحمل رسالة الماجستير في علم النفس إن "عدم الاختلاط بين الناس يجعلهم بعيدين عن بعضهم، ويحملون صورة سلبية في الغالب. كما ان الظروف السياسية التي مرت بها الاراضي الفلسطيني واحداث الانقسام عززت ذلك". وتابع "من يشاهد فضائية فلسطين يعتقد أن اهل غزة وحوش، ولا يقيمون وزنا للإنسان وكرامته. ويقتنع انهم متعصبون دينيا ولا يقبلون الرأي الاخر.. كما ان الاعلام الحمساوي يتعمد اظهار وتضخيم بعض المظاهر الاجتماعية السلبية في الضفة ليقول إن السلطة تعزز الفساد الاخلاقي وتدعمه.. وهذا امر خطير جدا على النسيج الاجتماعي الفلسطيني". ويمضي عطا الله قائلا: "لا شك أن التصور اختلف بصورة كبيرة جدا لدى سكان الضفة الغربية عن غزة. حتى المخالفين لتوجه حماس تغيرت بعض قناعتهم بشأنها وشأن الحياة بعموميتها هناك". ويوصي عطا الله المواطنين بمزيد من الانفتاح وتقبل الاخر والتحري عما يشاع هنا وهناك. معربا عن شكره للصفقة التي جعلت من غزة "الرابح الاكبر".