23.9°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
28.02°غزة
23.9° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة28.02°
الأحد 13 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

خبر: أبو رياض.. يلقي "ماله في البحر" ولا يجد منقذاً

أبو رياض ، رجل في الستين من عمره ، يعيش على "معاش" لا يزيد عن 1200 شيقل، ولداه في سن الزواج تخرجا من الجامعة أحدهما يعمل سائق أجرة والآخر في مختبر تحاليل، زوّج بناته إلا واحدة ، ورحلت زوجته التي يحتفظ بصورة لها في "حافظة جيبه" قبل أن ترى حلمه يتحقق. كل ما يحلم به "أبو رياض" هو أن يتملك "منزلاً" يستقر فيه ويتذوق طعم الراحة بدلاً من "الايجار" الذي أرهقه ، ويحفظ له ماله الذي يذهب لغيره كما يقول. استقر به الحال منذ ثلاث سنوات في أحد أبراج مدينة غزة ، يسكن الطابق الخامس وهو ما يزيد "الطين بلة " بالنسبة له إذ أنه لا يقدر على صعود الدرج في حال انقطاع الكهرباء حيث يتعطل "المصعد" ، فيضطر أحياناً إلى الجلوس ساعات عند صاحب "دكان" الحي حتى تعود الكهرباء فيرجع إلى مسكنه. قرابة نصف معاش أبو رياض يذهب "أجرة" للبيت المستأجر والخدمات ويعيش على النصف الآخر، يقول إنه محظوظ لأن بناته تزوجن في حين يعتمد أبناءه على نفسيهما في بناء حياتهما، فلا يجبر على مد يده لأحد لاعالته على قسوة الحياة في ظل غلاء الايجار والمعيشة. يفكر أبو رياض في مستقبل "الولدين" إن كان سيقضيان حياتهما في الايجار مثله ، متسائلاً بألم هل مكتوب علينا أن نتوارث الاستئجار في البيوت. أبو رياض، صاحب "نكتة" لا يترك مجلساً إلا ويرسم "الضحكة" على وجوه من فيه، لكن ما أن يفتح "سيرة الآجار" ومعاناته التي يبدو أنها لن تنتهي قريباً تتحول "الجلسة" إلى "غم" لا يجد الجالسون معه إلا الدعاء له بالفرج القريب. سألته إن كان "سجل" في المشاريع الإسكانية التي تطلقها الحكومة في غزة ، أجاب بأنه إن كان يضمن له نصيب فيها ما كان يتأخر لحظة، لكنه قال ساخراً "الضامن رب العالمين"، مضيفاً "لو لم أكن بحاجة إلى كل شيقل ، لأختلف الأمر". تساءل أبو رياض بحسرة" متى ينظر المسئولون إلى فئة المستأجرين, مضيفاً "نعمل ونتعب من أجل الايجار ، كبرنا وكبر الأبناء والحال من سيء إلى أسوأ خاصة مع ارتفاع أسعار العقارات". وأوضح أنه لا يستطيع شراء أرض والبناء عليها أو أن يشتري بيتا بسبب ضيق ذات اليد، مطالباً القائمين على المشاريع الاسكانية بالنظر إلى هذه الفئة التي يضيع عمرها ومالها في "سكن الايجار". في السياق ذاته، تحدثنا إلى أبو أسامة الذي تمكن من شراء قطعة أرض وبناء بيت عليها، بعد 20 عاماً قضاها مستأجراً "شقة" في نفس "البرج" الذي ما زال يعيش فيه أبو رياض. يقول أبو أسامة إنه يشعر كأنه ولد من جديد، الانسان لا يرتاح إلا في بيت يملكه لا يشاركه فيه أحد إلا عائلته ، مضيفاً "كنت كمن يلقي ماله في البحر". أبو أسامة هو في عمر أبو رياض لكن "راتبه" الذي كان يتلقاه قبل أن يحال على "التقاعد" ساعده بعد هذا العمر الطويل في أن يستقر في بيت بناه من حر ماله، وأن يضمن لأبنائه من بعده حياة مستقرة بلا ايجار مرهق مالا وفكراً . "فمتى يصير حالي إلى مثل حال أبو أسامة" يقول أبو رياض.