31.68°القدس
31.44°رام الله
30.53°الخليل
32.74°غزة
31.68° القدس
رام الله31.44°
الخليل30.53°
غزة32.74°
السبت 12 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

خبر: الخليل تستقبل الشوامرة محرراً مريضاً

لم تنم الخليل ليلتها على غير العادة، فانتظارها الطويل للأسير المحرر نعيم الشوامرة طال منذ سنوات زادت فيها الحاجة للقاء في الأشهر الستة الأخيرة بعدما تدهورت حالته الصحية بشكل خطير وكبير. ومع بزوغ فجر اليوم وشروق الشمس أطل الأسير الشوامرة هزيل الجسم مبتسما إلى مسقط رأسه بعدما غاب عنه قسرا عشرين عاما في سجون الاحتلال بتهمة المشاركة في قتل جنود. ورغم أن الحالة الصحية للأسير سيئة لأقصى درجاتها لكن الشوامرة فضل أن يصطف رغم تعبه لاستقبال مهنئيه، ومن على سريره الذي بقي عليه ساعات لإجراء فحوصات طبية أولية استقبل أفراد عائلته الذين لم يتمكنوا من استقباله في رام الله، ولم تجف دمعته التي عبرت عن شوقه بعدما عجر لسانه بسبب مرضه بـ"ضمور العضلات" خلال اعتقاله. ونقل الشوامرة لاحقا إلى مسقط رأسه في بلدة دورا، حيث جابت عشرات السيارات شوارعها للاحتفال بعودته رغم مرضه الشديد، واحتفالا بانتصار إرادته أمام محاولات سلطات الاحتلال اغتياله بعد حقنه بإبرة مازالت مجهولة المكونات. [title]فرحة وألم[/title] ويقول شقيقه نبيل الشوامرة أن الفرحة والألم زادا على العائلة بعدما التقت بنجلها الذي أخذ المرض من عمره وصحته بشكل أكبر مما توقعوه، وفرحا بعودته إلى منزله وعائلته محررا بعدما فقد بعضهم الأمل بسبب حكمه الجائر. ولم يكف نبيل عن تقبيل شقيقه الذي أثقل لسانه الكلام فبادله ابتسامات الشوق والحزن على حاله الذي وصل إليه. أما نجله منجد الذي فارقه والده عندما كان عمره أربع أشهر، عاد إليه اليوم وهو في سن العشرين شابا يافعا، فبادر بالقول: "الحمد لله أن والدي عاد إلينا، وندعو الله أن يتم عليه بالشفاء، هذا أجمل ما عشته في حياتي". [title]جريمة خطيرة[/title] لكن الصمت بقي ملازما لوالدته التي تعبت من الاحتفال قبيل الإفراج عنه ضمن دفعة الأسرى الثالثة التي ضمنت 26 أسيرا ممن اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو، وتفاجئت بحالة نجلها الصحية التي بدت واضحة عليه في مشيه وكلامه وسلامه. وكتب مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار وصفاً على صفحته الخاصة:" لم أتخيل أن وضعه الصحي وصل إلى هذا الوضع الخطير جدا، رأيته غاضبا لأنه لا يستطيع أن يعبر عن مكنونات قلبه بسبب وضعه الصحي وعدم قدرته على الكلام، وحزينا لأنه لا يستطيع أن يصافح الناس بيديه التي أكلها هذا المرض المسمى ضمور العضلات، وشاحبا ضعيفا وقد انغرست عيناه في رأسه مقارنة مع صوره التي كانت تخرج لنا عندما كان بصحة جيدة". وأشار النجار إلى أن الجريمة التي ارتكبتها إدارة السجون الاحتلالية بحق الشوامرة أكبر مما توقع الكثيرون، ووصلت لمرحلة الإعدام من خلال الإهمال الطبي المتعمد. [title]انتقاد المسئولين[/title] وانتقد مدير نادي الأسير بالخليل الحضور الجماهيري في استقبال الشوامرة للمسؤولين في السلطة وأهالي المحافظة، بينما غابوا خلال فترة إضرابه عن الطعام، وعن الوقفات التضامنية. وكتب: "يجلس الآن في بيته في استقبال المهنئين وأعدادهم كثيرة جدا جدا؛ ولكن كثيرين منهم في أوقات الشدة والحاجة وعندما كان نعيم بحاجتهم لم يكونوا موجودين". وأضاف "صحيح أننا انتظرنا ساعات طويلة في المقاطعة تحت البرد والمطر ولم أشاهد بين الجماهير وبين أمهات وعائلات الأسرى سوى قلة قليلة من القادة والذين بعضهم هم أسرى محررين وعدد من الأسرى المحررين، وعندما وصل الأسرى تم إحضارهم إلى المنصة وألقى الرئيس كلمته مؤكدا أن الدفعة الرابعة ستشمل ما تبقى من الأسرى وبعدها سيكون المرضى". وزاد بالقول: "كان بجانب الرئيس عدد كبير من القيادات ومن قيادات الفصائل الذين كانوا مستدفئين في الداخل وكان لهم النصيب الأول في احتضان الأسرى ولم يزاحموا مثلنا". وذكرت مصادر رسمية أن سلطات الاحتلال فرضت شروطا على المحرر بينها منعه من السفر إلى الخارج، ومنعه من الخروج لمدة عام من مدينته، والتوقيع الدوري على الحضور لدى مخابرات الاحتلال. يذكر أن الشوامرة اعتقل عام 1995، وحكمت سلطات الاحتلال عليه بالسجن المؤبد و30 عاما، وتعرض للإهمال الطبي مؤخرا بعد حقته بإبرة تسببت له بمرض ضمور العضلات.