بعد 8 أشهرٍ من الاعتقال الإداري، تنفس المحاضر الجامعي والقيادي مصطفى الشنار (51 عاماً) نسائم الحرية من جديد، ليعود إلى عائلته وأبنائه وطلبته. يعمل "أبو المنتصر" محاضراً في علم الاجتماع السياسي بجامعة النجاح الوطنية، وهو قياديٌ في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومعروفٌ في محافظته نابلس بدوره النشط في القضايا الاجتماعية والسياسية، وبمواقفه الوحدوية، وتقديمه لهموم القضية على تفاصيل الخلاف الفصائلي وجزئياته. ولد القيادي مصطفى علي أحمد الشنار بتاريخ 21/6/1962، وهو ينحدر من قرية كفر الديك قضاء سلفيت شمال الضفة الغربية، وحصل على درجة الماجستير في علم الاجتماع من الجامعة الأردنية. لمع نجم الأكاديمي الفلسطيني في مرحلة ما بعد الانقسام الفلسطيني، فعرف بمواقفه الصلبة وكتاباته المناهضة للاعتقال السياسي، ودعواته لإطلاق الحريات ووقف الضغط الأمني على سبل الحياة المدنية للفلسطينيين. كما يعد الشنار قدوةً مرجعيةً لطلبته في قسم علم الاجتماع الذين يأخذون عنه صفات الإنصاف والعدل والحزم، كما يأخذون منه العلم الأكاديمي. [title]اعتقال متكرر[/title] في الـ30 من نيسان 2013 اقتحمت قوات الاحتلال منزله في حي المعاجين بنابلس بطريقة وحشية، وصادرت العديد من الأوراق والأجهزة النقالة والحواسيب الشخصية قبل أن تقوم باعتقاله. تم تحويل الشنار للاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، ثم جدد اعتقاله لأربعةٍ أخرى حتى الإفراج عنه من سجن "مجدو". اعتقل الشنار عدة مرات في سجون الإحتلال جلها في الإعتقال الإداري، وقد عزلته المخابرات خلال اعتقاله الأخير في الحبس الانفرادي بسبب مشاركته في الخطوات الاحتجاجية التي شرع بها الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال. فقد اعتقل الشنار خلال السنوات القليلة الماضية 3 مرات حيث جرى اعتقاله عام 2006 لمدة 10 شهور، وفي 2007 لمدة 24 شهراً، وفي 2011 لمدة شهرين. وتعرض القيادي الشنار للاعتقال السياسي والاستدعاء من أجهزة أمن السلطة سابقاً، حيث اعتقل ثلاث مرات في سجن الجنيد، تعرض خلالها للشبح والتعذيب دون مراعاة لمكانته العلمية أو وضعه الصحي. كما اعتقل نجلاه البكر منتصر الذي قضى فتراتٍ طويلةً من الاعتقال في سجون السلطة، والصغير عاصم الذي اعتقل في سجون الاحتلال دون أن يتجاوز عمره الأعوام الـــ 16، وتعرض للتعذيب. [title]صبر وثبات[/title] ويعاني الأستاذ الشنار من مرض القلب، وكان قد تعرض لنوبتين قلبيتين خلال فترة اعتقاله ونقل على إثرهما لمستشفى العفولة، وأجريت له عملية قسطرة وزراعة شبكية في القلب. كما يعاني من الأزمة الصدرية، ومن غضروف في الظهر والرقبة وتصلب في الشرايين ومرض الكلى. ولم تمنع المعاناة المرضية الأستاذ الشنار من مشاركة رفاقه الأسرى موجة الغضب والاحتجاجات والإضرابات المنظمة التي تجتاح السجون احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري، فشارك خلال فترة اعتقاله في الإضراب مع مجموعة الأسرى الإداريين، رغم سوء وضعه الصحي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.