23.89°القدس
24.28°رام الله
22.75°الخليل
26.97°غزة
23.89° القدس
رام الله24.28°
الخليل22.75°
غزة26.97°
السبت 28 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: "يحيى عياش" نقلة نوعية في عالم المقاومة

برز اسم الشهيد يحيى عياش مطلوبا لقوات الاحتلال في عام 1992 عقب اكتشاف أول سيارة مفخخة قام بإنتاجها في منطقة رامات أفعال في مدينة تل الربيع ليعقبها سلسلة طويلة من العمليات البطولية التي أدت لمقتل 82 إسرائيلياً وجرح نحو 1000 آخرين في خمس سنوات من العطاء بحسب الاعترافات الإسرائيلية الرسمية انتهت في 6-1-1996 شكل خلالها المهندس إلهاما للشعب الفلسطيني ومقاومته. ويقول أحد الذين آووا المهندس في تلك الفترة لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": إن عظمة المهندس أنه أدخل المقاومة الفلسطينية في طور نوعي جديد؛ وهو العمليات الاستشهادية التفجيرية، وهو ما لم يكن معروفا قبل ذلك داخل الأرض المحتلة، حيث كانت تقتصر العمليات على الكمائن المسلحة والأسلحة البيضاء والمقاومة الشعبية. وأشار إلى أن المهندس تمكن ولأول مرة من تصنيع مواد متفجرة عالية الانفجار بمواد أولية طبية وزراعية متوفرة في الأسواق وأطلق عليها اسم "أم العبد" وأصبح اسم مادة "أم العبد" كابوسا وكلمة سر ترعب الاحتلال بعشرات الاستشهاديين الذين حملوها على أجسادهم. وأضاف: إن المهندس كان بارعا في التخفي بأدوات بسيطة وهو ما جعل مخابرات الاحتلال تعيش هستيريا ملاحقة المهندس، مستذكرا أنهم كانوا يقومون بالسير بسيارة تحمل لوحة تسجيل "إسرائيلية" ويلبسون قبعات المستوطنين ويضعون شعاراتهم على المركبة التي يستقلها المهندس ويمرون على الحواجز العسكرية. وأضاف: "إن رعاية الله كانت الأساس، مستذكرا ذات مرة في بلدة جماعين قضاء نابلس كان المهندس ينام في منزل، وفي مصادفة قررنا أن نغادر المنزل لنغيره بشكل روتيني وما هي إلا دقائق واقتحمت قوات الاحتلال المنزل بعد خروجنا منه لاعتقال صاحبه حيث شاهدنا الدوريات تحاصر المنزل ولو تأخرنا دقائق لتفاجأ الاحتلال بالمهندس داخل المنزل". [title]مقولات خالدة [/title] وتشير المقولات المأثورة للشهيد يحيى عياش إلى مشروعه الطموح في تحقيق النقلة النوعية في مقاومة الداخل وهو ما نجح به بالفعل. يقول المهندس "بإمكانِ اليهود اقتلاع جسدي من فلسطين، غير أنني أُريد أن أزرعَ في الشعبِ شيئًا لا يستطيعون اقتلاعه" وهو ما تم بالفعل، فعدا عما أحدثه في الاحتلال؛ فإن ما أحدثه تلامذة المهندس من بعده كان أشد وأنكى إلى ما وصلت إليه المقاومة الفلسطينية اليوم من تطور؛ وليس أدل على ذلك من فعل تلاميذ المهندس من عمليات الثأر التي جاءت ردا على استشهاده والتي ضربت أربعة مواقع إسرائيلية في يومين وقتلت ثمانين إسرائيلياً دفعة واحدة وحملت اسم "تلاميذ المهندس". وقد كان الشغل الشاغل لحياته في كل يوم بقي فيه على قيد الحياة خلال مطاردته هو نقل التجربة لآخرين، حتى وصل إلى مرحلة الرضى عن ذلك قبل وقت قصير من استشهاده؛ حيث قال لرفاقه عقب اشتداد حملة استهدافه واستشهاد عدد من المقربين منه "لا تنزعجوا.. فلستُ وحدي مهندس التفجيرات، فهناك عددٌ كبيرٌ قد أصبحَ كذلك، وسيقضّون مضاجع اليهود وأعوانهم بعون الله". وكان يقول لرفاقه عقب كل عملية استشهادية ناجحة "لسه الحبل على الجرار، والله.. إن شاء الله ما أخليهم يناموا الليل ولا يعرفوا الأرض من السماء" وقد أوفى بوعده فكانت كل عملية تحمل نكهة مختلفة عن التي قبلها حتى أصبحت التفجيرات حالة اعتيادية من كثرتها في تلك الفترة. [title]زهدٌ قل نظيره [/title] ومما يعرف عن الشهيد عياش أنه كان يرفض أن يتقاضى مساعدات أو هبات مالية له ولأسرته في حياته حتى إنه يقال أن جزءاً من تكاليف أول سيارة مفخخة كان من جيبه الخاص رغم أنه ليس من عائلة ميسورة الحال مادياً. ويروى أن حركة "حماس" أرسلت ذات مرة مبلغاً مالياً لعائلته خلال فترة مطاردته لمساعدة أسرته على تدبر أحوالها فأرسل رسالة لقيادة الحركة يقول فيها "بالنسبة للمبلغِ الذي أرسلتموه فهل هو أجرٌ لما أقوم به؟! إن أجري إلا على الله، وأسأله أن يتقبل منَّا، وأهلي ليسوا بحاجةٍ، وأسألُ الله وحده أن يكفيَهم وألا يجعلَهم يحتاجون أحدًا من خلقه، ولتعلموا أنَّ هدفي ليس ماديًّا، ولو كان كذلك لما اخترت هذا الطريق، فلا تهتموا بي كثيرًا واهتموا بأُسَر الشهداء والمعتقلين، فهم أولى مني ومن أهلي".