على بوابة جامعة الأزهر يقف شاب تبدو عليه ملامح كل شيء يتعلق بالإحباط والضيق، في يديه كتاب صغير يقرأ منه, وعلى سِحْنَتهِ مكتوب "عليْ امتحان بعد نص ساعة من الآن" .. رآني أنيقاً أسير على عُجالة، بجانبي صديق يحادثني قائلاً: المفروض أن يتم تعيين وزير للشباب يكون شاباً؟!!... سمع الطالب المحبط هذا الكلام ونادى عليّ "أبو الشَّباب أبو الشَّباب.." وقفت – يحسبني كبير القوم- قال لي: قال حيصير وزير للشباب؟! قلت له: أنهما شباب يَخُو؟ قال لي: الشباب الشباب: بِدْهُم وزير؟! قلت له شوف أقولَّك يا نوارة: الشباب أحلى شباب، فهم منقسمون لثلثين وثلث، ثلثي الشباب "زهقانين"، وثلثي "الزهقانين" يفكرون بالهجرة، وثلثي من هاجروا يفكرون بالعودة، وثلثي من عادوا نَدِموا على العودة.!!! لا تسألني من يمثِّل الشباب، فالموجودون لم يفوضهم أحد، وللأسف إن حصلت انتخابات سيفوزون نحن دائماً هكذا، نصدِّر من في الواجهة دائماً حتى ولو كان "طرطوراً" وننتخبه حتى ولو كان خابوراً؟! شوف يا "أبو الشباب" نصيحتي إلك "ركِّز في امتحانك" أحسن لك من الشباب الآن، فالشباب يحتاجون لشبابهم أولاً المحطَّم والمنزوع الدَّسَم، أنا لست ضد انشاء هيئات شبابية، وأن يكون الشباب عملياً وفعلياً في كافة الميادين. مش بتلاقيه عمره 60 سنة، وقيادي في تنظيمه، ونائب في التشريعي أو مسؤول حكومي، وأمين سر لجنة "أبْصَرْ شو" وأيضاً عضو مجلس ادراة شركة، ورئيس مجلس إدارة نادي، ولجنة تأسيسية في مشروع كذا، ومستشار في عدة مؤسسات، وكاتب مهم.... وهو مصاب بالضغط والسكري والتبول اللا ارادي... ثم يخرج لك بمؤتمر اعلامي يتحدث في ثلثيه عن الشباب ودورهم في النهضة والريادة والقيادة.... وهو أبو" الختيارية" .. يجب أن تكون معايير دقيقة لاختيار ممثلي الشباب ودمج حقيقي لهم في مؤسسات العمل والمناصب العليا لأنهم الأقل تعصباً ويمكن الله يفتحها بوجههم ويحققوا مصالحة - يمكن أنا بأقول كلام مش أكيد- ، وأن تشمل هذه المعايير الجميع لمن يريد أن يعمل ويخدم، وليس نفس الوجوه التي نراها دائماً ليل نهار، صباح مساء... الشباب ليس فقاعة يطلقها كل من يريد الظهور، أو يريد كسب التأييد. [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]