يأتي العيد في هذه الأيام التي انتقلت عن طبيعتها, ليُرَوِّح عن همٍّ وغمِّ راكَمَتْهُ مشاغل الحياة على الإنسان, ففرضته الأديان علينا فرضاً, وما اخترناه بخاطرنا, ولكنَّا أشعلنا الحب والإخاء والتسامح فيه. ثياب جديدة, تعترى نفسيات جديدة, يقابلك الجميع بـ "وأنت بخير" بعد إلقائك تحية العيد " كل عام وأنتم بخير", فترى العالم جميلاً, والأهل موحدين, والأصدقاء أحباب, والأغراب قريبين, تمتزج فيه المعايير والطبقات والمسميات والألقاب, وتكاد تقترب الوظائف ما بين دكتور أو معلم أو بائع خضرة أو سائق, وتمتزج الفصائل فيما بينها, فحماس وفتح والجبهتين مع الجهاد, يتقابلون في البيوت وعلى الأضاحي ، فالكل يهنئ, والكل يبتسم . عيدنا في غزة له طعم آخر, فكم من البيوت التي سندخلها قد تحرر أسراها؟, كنا كل عام نخاطب عمي قائلين " إن شاء الله العيد الجاي, يكون علي ابنك معانا في البيت", علي الأسير المحرر في صفقة الأحرار, والذي مكث 18 عام في سجون الاحتلال, في هذا العيد تكتمل الفرحة مع تحرير الأسرى. للأضحى طعم آخر, فالكل يدور في فَلَكْ "العزايم" الأصحاب والأحباب, والأقرباء, والفقراء مع الأغنياء, كل يعزم الآخر على المشاوي من لحم الأضاحي "كباب, وشقف", وكذلك تشعر أن الناس لم تأكل اللحم من أعوام, فتكثر في الأكل, وترى المستشفيات فيها ما فيها من المرضى, والذين يعانون من عسر في الهضم, أو "إسهال" جراء الإكثار من أكل اللحم مع الدهن. لتكن أيامنا كلها من خلال ما يعنيه العيد للأطفال, ثياب جديدة, وابتسامة عريضة, مع خيال واسع, دون أي أحقاد أو ضغائن راكمتها علاقات الزمن, تنساب الفرحة لمشاعرنا قبل العيد بأيام, وتستمر طيلة أيامه المباركة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.