21.04°القدس
20.55°رام الله
19.42°الخليل
23.25°غزة
21.04° القدس
رام الله20.55°
الخليل19.42°
غزة23.25°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: بالصور: تفاصيل جديدة لآخر خلية قسامية بنابلس

لم يكونوا كثيري الكلام.. ولم يتقنوا فن اللقاء الخطابات.. آثروا العمل بصمت وتركوا أفعالهم تتحدث عنهم.. لم يسارعوا لتبني العمليات، فلم يكن همهم الظهور الإعلامي بقدر ما كان هدفهم العمل وإيقاع الخسائر في صفوف الاحتلال.. اختاروا أهدافا صعبة ونفذوا عملياتهم بنجاح ضد الجنود والمستوطنين. إنهم ثلاثة أسرى من مدينة نابلس يقضون أحكاما بالمؤبدة: الأسير علاء الدين غنيم -المؤبد مرتين و30 عاما-، ورياض عرفات -مؤبدين و30 عاما-، وعامر الطنبور 26 عاما. [title]غنيم.. الميكانيكي اليتيم[/title] في صبيحة أحد الأيام جلس الأسير غنيم (31 عامًا) مع والدته وأخبرها أنه اختار المطاردة ولن يسلم نفسه لقوات الاحتلال، فردت عليه: "يا ابني كلها 6 شهور وبتروح". ذلك الطفل اليتيم الذي لم يحالفه الحظ بانتزاع شهادة الثانوية العامة من بين أنياب الفقر، ليخرج للعمل في كراج لميكانيكا السيارات لمساعدة أسرته المكونة من 7 أشقاء -هو أوسطهم-، حيث فارق والده الحياة حين كان في الثالثة عشرة من عمره. تقول والدته :"بعد اعتقال قوات الاحتلال أصدقائه: سهيل وعبد الله القوقا وعامر الطنبور، أخبرني علاء بأنه ينوي الهرب من الاحتلال خشية اعتقاله، فقلت له أن القضية لن تتجاوز اعتقال 6 شهور، وكنت أتوقع في حال تم اعتقاله ستكون على خلفية نشاطات عادية". وتضيف: "منذ تلك اللحظة صار الشك يراودني إلى أن اقتحم جنود الاحتلال منزلنا بتاريخ 6/11/2007 واعتقلوا علاء بعد أن أحدثوا خرابًا ودمارًا في المنزل، وبعد ذلك اقتيد مباشرة إلى مركز تحقيق الجلمة وبقيت على أعصابي منذ لحظة اعتقاله، وبعد عدة أسابيع رن جرس الهاتف من مركز التحقيق وتحدث معي علاء وأخبرني أنه بصحة جيدة غير أنه سيُحكم عليه بالسجن المؤبد، وعلى الفور انهارت أعصابي وأُغمي علي". منذ تلك المكالمة ظلت والدة علاء على أعصابها لثلاث سنوات، إلى أن أصدرت النيابة الإسرائيلية لائحة الاتهام بحقه، وبهذا الخصوص تحدثت: "حضرت عشرات الجلسات في محكمة "سالم" العسكرية رغم منع أولادي لي من حضور عدد منها، خشية من أن يصدر قرار الحكم خلال وجودي في قاعة المحكمة وأصاب بانهيار أمام ابني والقضاة". وتتابع: "في إحدى جلسات المحكمة أخبرني المحامي بأنه سيتم إصدار الحكم في هذه الجلسة التي ستكون نهائية، وعند نطق القاضي بحكم المؤبدين و30 عامًا شعرت أن صاعقة من السماء نزلت على رأسي، ولكن سرعان ما تمالكت نفسي من السقوط على الأرض، وبدأت أذكر الله وادعوه أن يثبتني". [title]عرفات .. الحلونجي الأب[/title] لم يهدأ روع المخابرات الإسرائيلية حتى أكملت عناصر القصة بشخوصها الخمسة الذي كان من بينهم رياض عبد القادر عرفات (38 عاما). عرفات أكبر أعضاء المجموعة سنًا، متزوج وله من الأبناء: أحمد وابنتين، ويعمل برفقة والده في محل لصناعة الحلاوة النابلسية، ويحدث شقيقه منار عرفات فيقول: "أنهى رياض دراسته الثانوية العامة وامتهن عمل والدي في صناعة الحلاوة والطحينية، ولم يكن يتغيب عن عمله للحظة". وعن علمية الاعتقال يقول: "بتاريخ 26/10/2007 حضرت قوة عسكرية إلى منطقة المساكن الشعبية واقتحموا منازلنا وكعادتهم شرعوا بأعمال التخريب وطلبوا بطاقاتنا، وعندما تأكدوا من هوية رياض اقتادوه إلى الجيب العسكري ومنها إلى معسكر حوارة لينقل مباشرة إلى أحد مراكز التحقيق". ويضيف: "بعد أسابيع من اعتقال رياض صدرت لائحة اتهامه التي حوت عددًا من البنود من بينها القيام بعمليات عسكرية ومهاجمة مواقع للجيش الإسرائيلي وقتل جنديين إسرائيليين، ومن ثم أصدرت محكمة سالم العسكرية بحقه حكما بالمؤبدين و30 عامًا. ويتابع في كل يوم يستوقفنا أطفال رياض الثلاثة ويسألوننا: متى سيحضر والدنا؟ ومتى سنذهب معه إلى السوق؟ ولماذا لم يعد يحضر لنا الحلاوة من محل جدي؟ وفي هذا الموقف يحتار جميع أفراد العائلة في الرد على تساؤلاتهم. [title]الطنبور... خياط بالليل ومقاوم بالنهار[/title] ولم تكن عناصر المشهد لتكتمل في أروقة التحقيق الإسرائيلية وإسدال الستار على أبرز مجموعة عسكرية تابعة لحركة حماس عملت في مدينة نابلس خلال الفترة ما بين (2003 -2007) إلا باعتقال عامر علي الطنبور (30 عامًا) الذي كان يعمل خياطًا. وعن ذلك يحدث شقيقه علام فيقول: "بعد اندلاع انتفاضة الأقصى ترك عامر الدراسة والتحق بمهنة الخياطة في مشغل يمتلكه والدي ليصبح من أمهر الخياطين". في إحدى ليالي أكتوبر 2010 حاصرت قوات كبيرة من جنود الاحتلال عمارة سكنية في منطقة رفيديا بنابلس، وجرى تفجير بابها. يصف علام تلك اللحظات قائلاً :"بعد ذلك جمعونا في شقة سكنية من بين (5 شقق) لأبي وإخوتي المتزوجين وقلبوا منازلنا رأسًا على عقب بحثًا عن أسلحة كما زعموا، وعند انتهاء عملية البحث التي خربوا فيها المنزل، طلبوا منا البطاقات الشخصية، واختاروا من بيننا عامر وأخرجوه إلى ساحة المبنى أسفل العمارة". ويضيف عاد أحد الضباط برفقة مجموعة من الجنود وأخبرنا أن "عامر عمل شيئًا كبيرًا" وانصرفوا على الفور واقتادوه إلى مركز بتاح تكفا ومكث في التحقيق (90 يومًا)، ومن ثم علمنا من خلال المحامي الذي كان يزروه بأنهم مارسوا بحقه أساليب تحقيق مختلفة من العنف الجسدي والنفسي. ويكمل: "بعد الانتهاء من التحقيق بدأت جلسات المحاكمة التي امتدت لعامين، حيث أصدرت محكمة سالم العسكرية بحقه حكمًا لمدة (26 عامًا) فكان صاحب أدنى حكم بين أفراد مجموعته". [title]عمليات مختلفة[/title] وتشير لوائح الاتهام التي صدرت بحق أفراد المجموعة المكونة من: علاء غانم ورياض عرفات وعامر الطنبور والأخوين سهيل وعبد الله القوقا، إلى أنهم قاموا بسلسة عمليات إطلاق نار استهدفت المواقع العسكرية والحواجز المحيطة بمدينة نابلس بتدقيق محكم ومدروس وغاية في السرية والكتمان. وبينت اللوائح التي صدرت عن النيابة الإسرائيلية أن المجموعة استهدف موقعًا عسكريًا في قرية تل جنوب مدينة نابلس، حيث كانت أولى العمليات التي نفذوها في عام 2003، واستأنفت المجموعة عملياتها بإطلاق النار على الدوريات الإسرائيلية في محيط مقبرة نابلس الشرقية، وكذلك الاشتباك مع قوة عسكرية قرب الإطفائية وسط المدينة. وتدرجت العمليات تباعًا فكانت عمليتي إطلاق النار على حاجز عورتا شرق المدينة ومن ثم حاجز بيت ايبا في المنطقة الغربية عام 2005، تلتها استهداف قوة عسكرية راجلة في منطقة سهل عسكر في الناحية الشرقية. ورغم حجم التعقيدات الأمنية والتشديدات المحيطة بمدينة نابلس في تلك الفترة، إلا أنهم استطاعوا الوصول بسلاحهم إلى مفرق مستوطنة "تفوح" قرب حاجز زعترة، ونصبوا كمينًا محكمًا على هيئة حاجز عسكري مرتدين لباس الجيش الإسرائيلي، ومع قدوم أول مركبة للمستوطنين أمطروها بالرصاص من نقطة الصفر أدت لمقتل (2) من المستوطنين وجرى انسحابهم من منطقة العملية. [img=012014/view_1390054447.jpg]علاء الدين غنيم[/img] [img=012014/view_1390054445.jpg]عامر طنبور[/img] بالصور: تفاصيل جديدة لآخر خلية قسامية بنابلس بالصور: تفاصيل جديدة لآخر خلية قسامية بنابلس بالصور: تفاصيل جديدة لآخر خلية قسامية بنابلس