24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الأوبئة والطواعين في فلسطين (القرن 1-10هـ/ 7-16م ) (2-2)

تاسعاً: في شهر (ربيع الأول 826هـ/إبريل1433م) تفشى الوباء في دمشق، وفي (جمادى الثاني 826هـ / مايو-أيار1423م) "عَظُم الوباء بدمشق، وفشا في البلاد إلى غزة، ولم يتناقص هذا الوباء إلا في أواخر شهر (رجب/ يونيو)، "وكان يموت من غزة في كل يوم مائة إنسان وأزيد، وكان معظم من مات الصغار والخدم والنساء، فخلت الدور منهم إلا قليلاً "، وفي الوقت الذي تناقص فيه الوباء في دمشق وغزة، تفشى في القدس والخليل والرملة، ويذكر العيني أن عدد من كان يموت في القدس يومياً ثلاثون شخصاً، وبلغ عدد من يموت يومياً في الرملة مائة شخص، ولم يقدم لنا تفاصيل أكثر عن مدى تأثير هذا الوباء في مدينة الخليل، وقد ارتفع الوباء بالكلية عن فلسطين في مستهل شهر (رمضان826هـ = أغسطس-1423م). عاشراً: في شهر ربيع الأول من سنة (830هـ= 1426م) انتشر الوباء في صفد، ولم تحدد المصادر مدى فتكه بالأرواح. أحد عشر: في شهر (شعبان832هـ = مايو1429م) " كثر الوباء بغزة والرملة من أرض فلسطين"، وكذلك وقع في " القدس وصفد ودمشق وحمص وحماة وحلب "، واستمر هذا الوباء إلى شهر (ربيع الأول 833هـ= نوفمبر-تشرين ثاني1429م)، ولم تكشف لنا المصادر عن عدد ضحايا هذا الوباء، لكن المقريزي ذكر أنه "هلك فيه خلائق لا يحصي عددها إلا الله تعالى". اثنا عشر: في سنة (841هـ/ 1437م) تفشى طاعون عظيم في بلاد الشام ومصر والعراق، وغيرها من البلاد، وكانت غزة أكثر المدن الفلسطينية تعرضاً لفتكه بالأرواح، فقد اشتد فيها الطاعون خصوصاً في شهر رمضان841هـ/مارس-آذار1438م)، إذ أحصي من مات فيها خلال هذا الشهر فبلغوا 12 ألف نسمة، وقد استمر هذا الوباء منتشراً إلى أواخر هذه السنة تقريباً. ثلاثة عشر: في سنة (864هـ/1459م) تفشى الطاعون في مصر والشام، وكان أشده في فلسطين ما حدث في مدينتي غزة والقدس، قال ابن تغري بردي:" عظم الطاعون بمدينة غزة، وأباد الموت أهلها، حتى تجاوز عدد الموتى بها في اليوم سبعمائة، وقيل أكثر وأقل", وقال ابن العماد: " فيها كان الطاعون العظيم بغزة، ثم الشام والقدس، ومات فيه من لا يحصى"، ولم تذكر المصادر متى توقف هذا الطاعون. أربعة عشر: في سنة (873هـ/1468م)، تفشى الطاعون في مصر والشام، واستمر في بلاد الشام إلى بداية سنة (874هـ/1469م)، وكان أشده في فلسطين ما حدث في القدس، فقد حدث الطاعون فيها في شهر (ذي القعدة 873 /مايو 1469م )، واستمر إلى شهر (ذي الحجة/يونيو1469م )، ولا تذكر المصادر مدى فتكه بالأرواح. خمسة عشر: في سنة (881هـ/1476م) تفشى الطاعون في بلاد الشام ومصر واستمر هذا الطاعون إلى سنة (882هـ /1477م)، وكان أشده فتكاً في فلسطين ما حدث في بيت المقدس وغزة والرملة، وقد بدأ الطاعون بالانتشار بدايةً في مدينة القدس في أوائل شهر (رجب =أكتوبر 1476م)، وتفشى في غزة والرملة في شهر (رمضان=ديسمبر1476م). أما عن مدى فتكه بالأرواح في هذه المدن الفلسطينية، فقد ذكر العليمي أنه" أفنى خلقاً من الشباب والنساء وأهل الذمة". ستة عشر: في سنة (897هـ /1492م) تفشى الطاعون في فلسطين وغيرها من البلاد، وقد وصفه ابن العماد بقوله: " الطاعون العام العجيب الذي لم يسمع بمثله حتى قيل إن ربع أهل الأرض ماتوا به". وقد تركز تفشي هذا الطاعون في فلسطين بالقدس والخليل وغزة والرملة. ويذكر السيوطي أن هذا الطاعون لم يدخل القدس والرملة وغزة، وهذا مخالف لإجماع المؤرخين، الذين أوردوا تفاصيل دقيقة عن مدى فتكه بالأرواح في هذه المدن الثلاث، ولذلك نرجح صحة رواياتهم على رواية السيوطي. ابتدأ تفشي هذا الطاعون في مدينة القدس والخليل في شهر (جمادى الثاني= إبريل)، واشتد أمره في شهر (رجب/ مايو) حيث بلغ عدد الموتى في القدس يومياً حوالي خمسين شخصاً، ثم ازدادت حدته في شهر )شعبان=يونيو) حيث بلغ عدد الموتى يومياً ما يزيد عن 100 شخص، وقد استمر هذا الطاعون في القدس إلى أواخر شهر (شوال/ أغسطس-آب). وقد وصف العليمي مدى فتك الوباء في مدينة القدس بقوله:" وأفنى خلقاً من الأطفال والشباب وأفنى طائفة الهنود عن آخرهم، وكذلك الحبش، ومات جماعة من الأخيار الصالحين ". أما في مدينة الخليل فأكثر عدد سُجل للموتى يومياً فيها حوالي خمسين نفساً، وبلغ عدد الموتى فيها طوال مدة بقاء الوباء حوالي 1400 نسمة. وفي مدينة الرملة مات ما لا يقل عن 9 آلاف نسمة وذلك استناداً للإحصائيات التي أوردها المؤرخون، أما في مدينة غزة فلم تذكر المصادر معلومات كافية حول حجم الخسائر بالأرواح فيها. ولم تذكر المصادر متى توقف هذا الطاعون في هذه المدن، ونرجح أن يكون قد توقف في شهر (شوال/ أغسطس-آب )، مثلما حدث في مدينة دمشق. والمتأمل في الطواعين التي أصابت أهل فلسطين في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي يلاحظ أن هذا القرن هو قرن الطواعين في فلسطين بلا منازع، فقد فتك بالفلسطينيين خلاله أحد عشر طاعوناً، كما يلاحظ أن الطواعين قد تركزت في المدن الفلسطينية الجنوبية، وخصوصاً مدينة غزة التي نالها من الطواعين النصيب الأعلى. ويبدو أن ذلك يرجع إلى موقعها الجغرافي والتجاري، فهي البوابة التي تربط آسيا بأفريقيا، ويمر بها التجار والمسافرون بين القارتين، وبالتالي فهي معرضة لوصول الطواعين المعدية مع المسافرين الذين يقدمون إليها من مختلف البقاع والأصقاع، وهذا ينطبق إلى حد كبير على القدس التي فتكت الطواعين كثيراً بسكانها، إذ يفد لزيارة أماكنها المقدسة المسلمون والنصارى من مختلف بقاع العالم، ويمكن أن يحملوا معهم الأمراض المعدية، فتنتقل إليها، وتنتشر بين أهلها. سبعة عشر: في سنة (902هـ/1496م ) تفشى الطاعون في مدينة غزة، وبعدها امتد إلى مصر، ولم تحدد المصادر مدى تأثيره في مدينة غزة. ثمانية عشر: في سنة (919هـ/1513م ) تفشى طاعون في بلاد الشام ومصر، واستمر هذا الطاعون في بلاد الشام إلى شهر (ذي الحجة/يناير1514م). وقد بدأ تفشيه في فلسطين في شهر ( جمادى الأولى/يوليو) وانتشر في غزة والرملة وبيت المقدس، ولا تقدم المصادر أية معلومات حول مدى فتكه بالأرواح في هذه المدن الفلسطينية. حفظ الله فلسطين وأهلها من الأمراض والأوبئة والطواعين إلى يوم الدين.