26.67°القدس
25.79°رام الله
25.53°الخليل
28.32°غزة
26.67° القدس
رام الله25.79°
الخليل25.53°
غزة28.32°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: "المبحوح".. أربع سنوات على جريمة العقد

أربع سنوات مرّت على اغتيال القيادي البارز في حركة حماس محمود المبحوح على أيدي فريق كبير من عناصر جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" فوق أرض إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتّحدة، في يوم الثلاثاء الموافق 19/01/2010. القيادي المبحوح كان يخضع لرقابة مشدّدة من عناصر الموساد الإسرائيلي وأجهزة استخبارية عالمية أخرى؛ لاتهامه بالوقوف المباشر وراء توفير وتوريد السلاح لكتائب القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس، الأمر الذي تطلّب جهداً استخباراتيا عالميّاً مشتركاً لتصفية "الصيد الثمين". كاميرات الأمن في إمارة دبي التقطت صوراً لجميع الأشخاص الذين شاركوا في تنفيذ عملية الاغتيال، وخرج قائد شرطة دبي في مؤتمرات صحفية عديدة "متفاخراً" بكشف تفاصيل جريمة فشلت أجهزته الأمنية في منع وقوعها، وعجزت عن القبض على مرتكبيها. [title]تعاون استخباراتي[/title] عملية الاغتيال نفّذت –وفق رأي الخبراء- بطريقة احترافية تدّل على خبرة مرتكبيها، واستعدادهم التام لتنفيذ الجريمة في وقت محدّد بناء على معلومات وفيرة بكافة التفاصيل اللازمة. وبحسب ما أعلنت مصادر أمنيّة متعدّدة، فإن القيادي المبحوح خضع لرقابة مشدّدة منذ إقلاعه على متن طائرة تابعة لخطوط الإمارات من العاصمة السورية دمشق، حيث كان في استقباله رجلان يحملان جوزات سفر أوروبية وظّلا يراقبانه منذ وطأت قدمه أرض الإمارات حتى لحظة تنفيذ جريمة الاغتيال. وبعد أيام من ارتكاب الجريمة، سرّبت مصادر أمنية استخباراتيّة وثائق مفادها أن المخابرات الإماراتية كانت على علم بنشاط القيادي المبحوح وسبق لها أن أوقفته على أراضيها، وتولّى ضاحي خلفان ملف المبحوح وبدأ بالتواصل مع رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق محمد دحلان الذي مدّه بالمعلومات اللازمة، التي تمّ تسريبها عبر عملاء في شرطة دبي إلى جهاز المخابرات الأمريكية، الذي أوصلها لجهاز الموساد الإسرائيلي، إلا أن السلطات في دبي نفت صحّة هذه الوثائق. [title]تفاصيل الجريمة[/title] في صبيحة يوم الأربعاء الموافق 20/01/2010 أعلنت حركة حماس وكتائب الشهيد عزّ الدين القسام في بيان صحفي نبأ استشهاد القيادي البارز محمود المبحوح في فندق بإمارة دبي جراء "عارض صحّي مفاجئ أصابه"، وأعلنت أنها تجري تحقيقاً في الأمر. بيان حماس صدر بناء على المعلومات التي أوردها تقرير الطبّ الشرعي والذي أوضح أن القيادي المبحوح مات نتيجة "جلطة دماغية" وأن الوفاة "طبييعة"، إلا أن تحقيقات أخرى أجريت بعد أن تمّ التعرّف على القيادي المبحوح ومسؤولياته في حركة حماس استدعت أن تكون هناك احتمالات لوجود "جريمة اغتيال". وبحسب ما أورد التقرير الشرعي فإن القيادي المبحوح قتل خنقاً بعد تعرّضه لعدد من الصعقات من عصيّ كهربائية، أدّت إلى خروج الدماء من أنفه وفمه، وأضعفت قوّته الجسديّة وشلّت حركته ومنعته من صدّ مهاجميه، ثمّ خنقوه بوسادة وأعادوه إلى فراشه ورتّبوا غرفته دون أن يتركوا أثراً وراءهم، ليظهر الأمر وكأن المبحوح فارق الحياة نتيجة جلطة دماغية. [title]اتهام رسمي لـ"إسرائيل"[/title] وفي مؤتمر صحفي خاص، اتهم مسؤول المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" رسميّاً جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بالوقوف وراء اغتيال القيادي المبحوح، في وقت أعلنت فيه شرطة دبي التعرف على المشتبه بتنفيذهم عملية الاغتيال وذكرت أن معظمهم يحملون جوازات سفر أوروبية. واستعرضت شرطة إمارة دبي قدراتها الأمنية في مؤتمرات صحفية متلاحقة لقائد شرطتها الفريق ضاحي خلفان، الذي قال إن 11 شخصاً يحملون جوازات سفر أوروبية وأسترالية، قد نفّذوا عملية الاغتيال، واستعرض صوراً للمتهمين التقطتها كاميرات عالية التقنية والجودة. وأعلنت دبي رفضها استقبال أي مسؤول إسرائيلي على أراضيها، متّهمة "إسرائيل" بانتهاك سيادتها. [title]وانتهى الخصام[/title] واليوم، وبعد مرور أربع سنوات بالضبط على تنفيذ جريمة الاغتيال بحقّ أحد أبرز المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات العالمية، تفرد إمارة دبي ذراعيها وبساطها الأحمر لاستقبال وزير الطاقة الإسرائيلي سلفان شالوم، في وقت كشفت فيه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلت عن وثيقة اقتصادية لوزارة الاقتصاد الإسرائيلية فتح بعثة دبلوماسية إسرائيلية في بلد خليجي دون أن تكشف عن اسمه. جدير بالذكر أن السلطات الإماراتية فشلت في اعتقال أيٍّ من منفذي جريمة الاغتيال بحقّ القيادي المبحوح، الذي استطاعت "إسرائيل" اغتياله على "أرض عربية ذات سيادة" بعد مطاردة استمرت أكثر من ثلاثين عاماً.