يلتزم بعض المسؤولين وأصحاب المكانة والنفوذ, بالشفافية والنزاهة كالقابضين على الجمر, إلى أن تلسعهم طلبات واحتياجات أبنائهم فتحترق أصابعهم, وتفلت الجمرات من بين أيديهم, كرمال عيون "الولد" و لخاطر" البنت", حينها يبحثون عن المبررات والذرائع لتجاوز القوانين واللوائح, ويشاركون نظراءهم المسؤولين سياسة: "شيليني وأشيلك", فتصبح للواسطة معان أخرى, المعنى في قاموس لسان الفتوى: "الأقربون أولى بالمعروف" .. والمعنى في قاموس السوق: "يا بخت من نفع واستنفع". في المقابل تحترق قلوب أقرانهم من "أولاد الناس", جراء خسارتهم مقعدا في جامعة أو حقا في وظيفة, لأن ابن المسؤول أولى بالمعروف, والتوصية, والتذكية. بعضهم يضحي بمسيرة طويلة وسيرة حسنة من العدالة والإنصاف في التعاطي مع الشأن العام, وفي لحظة تنكسر عين الراعي, بعدما يميز ابنه على أبناء رعيته في حق لا يستحقه, عندها يستدعي فتاوى ونصائح بطانة السوء: "يحق لابنك أن يرث, مكافأة على جهدك وعطائك في عملك". مهما بحثوا عن أعذار أو زينوا القرارات المشوهة, أو مرروا تخريجات للقوانين فإن "الأعوج يظل أعوجا", وراعي "الشللية" في نظر الآخرين كذاب. في المقابل ومع مرور الوقت يتحول الغيظ في قلوب "أولاد الناس" إلى عنصر قريب من غاز الهيليوم, ينفخهم, وينفخهم, حتى ينفجروا, أو يطيروا بعيدا عن الوطن بعدما ضاق بهم, وهم يرون المذيعة بنت مدير الراديو "هتمة", بتبث بث- والمعيد في الجامعة ابن العميد, يغش في الامتحانات- والملحق الثقافي ابن السفير, ساقط توجيهي- ومضبطة المختار, عند ابنه الهبيله- وابن القاضي, وكيل النيابة, صاحب سوابق- وعريفة الفصل بنت الناظرة, أكبر مشاغبة- والقناص ابن الضابط, أحول. وهكذا, العديد من أبناء الواسطة والنفوذ ينطبق عليهم المثل الشعبي: "باب النجار مخلع", ولطالما تربى أبناء أصحاب المعالي والسيادة على فيتامين واو يتعاطونه لتخطي القوانين والدور من خلال وصفة عائلية متداولة عنوانها: "بابا بيسلم عليك وبيقلك.. زبطني".