18.9°القدس
18.73°رام الله
17.75°الخليل
23.4°غزة
18.9° القدس
رام الله18.73°
الخليل17.75°
غزة23.4°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: نماذج عربية في الهدم

كانت حرب العراق مع إيران لسنوات طويلة دون نصر أو هزيمة نموذجاً استعمارياً فذاً لتفكيك الدولتين وهدمهما من أجل إعادة رسم خريطة المنطقة، وبنائها من جديد بما يتفق مع المشروع الأميركي الإسرائيلي للشرق الأوسط الجديد. انتهت حرب الخليج بهدم العراق بعد احتلاله للكويت، ومن ثمة إعادة بنائه على أسس جديدة قابلة للقسمة بين مكوناته الطائفية والإثنية على نحو يمنع عودته كبلد واحد متماسك يمتلك عناصر قوة تهدد مصالح (إسرائيل). انتهت العراق إلى الحالة التي انتهت إليها، وخرجت من معادلة ما كان يعرف بالجبهة الشرقية، والدول الراديكالية، ودخلت سوريا ساحة التفكيك والهدم، بعد أن تحولت الثورة على النظام لأسباب داخلية، إلى حرب بالوكالة بين الدول الكبرى، والدول الإقليمية، لتقدم نموذجا استعماريا أوضح في خدمة مصالح (إسرائيل)، وإعادة تشكيل المنطقة العربية، بحسب مفهوم (إسرائيل) وأميركا للشرق الأوسط الجديد. إن قوة أميركا و(إسرائيل) لا تكمن في قدرتهما على حبك خيوط المؤامرة، وإنما تكمن في قدرتهما على استثمار ما يحدث في البلاد الاستبدادية الهشة، والمحتقنة، وتوجيه التطورات نحو الهدم والتركيع قبل إعادة التركيب. سوريا هي اليوم نموذج للهدم والتركيع، بحكم الاستبداد، وضعف الوعي، واحتراق البلد والشعب والمستقبل من أجل بقاء الفرد أو العائلة، أو النظام. وهنا أقتبس بعض المعلومات الإحصائية عن الهدم الذي لحق بسوريا، من تقارير إسرائيلية، لندرك حجم البلاء الذي تعيش فيه سوريا ، وحجم العجز العربي، ونوع المستقبل الذي يرسمه لنا الاستبداد والاستعمار معا. لقد قدرت التقارير حجم الضرر الاقتصادي للدولة والذي يحكي انهيار الصناعة، والقدرة على الإنتاج،وإغلاق المكاتب التجارية، واختفاء رؤوس الأموال، والسلب والنهب،والخراب المادي،ب( ١٠٣ ) مليار دولار ، وهو ما يعادل الناتج القومي في عامين. وارتفعت ديون سوريا الخارجية إلى(٧٠٪( من ناتجها القومي، وهبط سعر الليرة السورية لتصير ( ١٥٩) ليرة لكل دولار. وتحول نصف سكان سوريا إلى فقراء، واختفت (2.3) مليون وظيفة، وتقدر البطالة ب (٥٠٪) ، وتساقط من التعليم (٤٩٪) من التلاميذ، وهدمت ( ٣٠٠٠( مدرسة، وتحولت (٤٨٣) مدرسة إلى أماكن إيواء، وصار لكل (٤٠٤١) شخصا طبيب واحد، بعد أن كان لكل (٦٦١) شخصاً طبيب. وبحسب تقرير للأمم المتحدة ستكون سوريا في حاجة إلى (٣٠) سنة لإعادة بناء اقتصادها بعد انتهاء الحرب ؟!! هذا غيض من فيض من حديث الأرقام، وأطراف الصراع تواصل الهدم، والدول الكبرى و(إسرائيل) تتفرج، بعد نزع الكيماوي، حتى يهلك الطرفان، ويستنزف الوضع السوري الأطراف الأخرى المتورطة، وبعدها ندخل إلى إعادة التركيب بحسب مشروع الشرق الأوسط الجديد. ( ما ذكر هنا عن الهدم ليس كل شيء) عملية الهدم، وإعادة التركيب، لا تقفان عند العراق ، وسوريا، بل هما فعالتان الآن في مصر، وفي ليبيا، وفي اليمن، ومن لم نذكر من الدول لا تلبس ثياب العافية، بل هي على الطريق إن لم تبادر بالعلاج الداخلي، وتقطع الطريق على التدخلات الخارجية.