14.67°القدس
15.11°رام الله
14.37°الخليل
18.62°غزة
14.67° القدس
رام الله15.11°
الخليل14.37°
غزة18.62°
الأربعاء 15 يناير 2025
4.42جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.73يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.42
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.73
دولار أمريكي3.62

خبر: قرار إسرائيلي بالاستيلاء على أراض بنابلس

أصدرت سلطات الاحتلال قبل نحو أسبوع قراراً عسكريا يقضي بوضع اليد على (4 دونمات) من أراضي قريتي "مادما" و"تل" جنوب محافظة نابلس، بغرض استخدامها لأغراض عسكرية. وفي وثائق صدرت عن ما يسمى "قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي"، فإن القرار جاء حسب ادعاء الاحتلال "لظروف أمنية خاصة، ولمنع وقوع عمليات إرهابية". وتحوي قرى جنوب محافظة نابلس التي تضم بورين ومادما وتل وعصيرة القبلية وعراق بورين، أراض خصبة تبلغ مساحتها آلاف الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات والأراضي الرعوية. ويقول رئيس مجلس قروي تل حسن غنام: "المستوطنات الموجودة في محيط مدينة نابلس كانت بالأساس مواقع عسكرية وجرى إحاطتها ببؤر استيطانية، ثم تلا ذلك شق للشوارع وسرقة أراضي محيطه، حتى أصبحت مستوطنات أكبر من قرانا". ويكمل: "في حال استولى الاحتلال على هذه القطعة التي تقدر مساحتها بـ (4 دونمات)، فهذا يعني سيطرته على جميع القطع والأحواض التي تتوسط القرى الخمسة، ولاحقا سنشهد شق طرق استيطانية ووضع (كرفانات)، إلى أن تصبح مستوطنات كبيرة". ويؤكد بأن الجيش الإسرائيلي يمنع المزارعين من العمل في حقولهم واستغلال أراضيهم وقطف الزيتون، في خطوة مبيته لمنع دخول الأهالي إلى المنطقة. [title]تحجيم القرى[/title] وقبل صدور هذا القرار الأخير، دأبت بعض القرى في تلك المنطقة على تنفيذ مشاريع بنية تحتية، كتمديد خطوط للمياه والكهرباء وإقامة جسر للمرور وتعبيد طريق بين قريتي مادما وتل بطول (3 كم). ويوضح عضو مجلس قروي مادما شادي زيادة أن "المجلس القروي شرع بالتعاون مع مؤسسات دولية بتأهيل للشارع المؤدي لقرية تل، وخصص تسهيلات لكل من يسعى لإقامة منزل أو منشأة في الواجهة الشمالية من القرية لتعزيز التواجد فيها، ومع أن البناء فيها مسموح، إلا أن الاحتلال أوقف إقامة منزل لأحد المواطنين". ويلفت إلى أن الجيش وعقب البدء في مشاريع البنية التحتية أقدم على تصوير البيوت والأراضي المحاذية لخط رقم (60)، وهو طريق استيطاني يربط بين مفترق بلدة حوارة الشمالي بمستوطنة "يتسهار" والمستوطنات المقامة على أراضي مدينة قلقيلية ، كما أصدر أمرا بقطع الأشجار المحيطة بالشارع على بعد (50 مترا) لجعل المنطقة مكشوفة أمنيا. ويؤكد زيادة بأن الناحيتين الجنوبية والشرقية من القرية يحاصرها الطريق الاستيطاني، ولذلك بقي التمدد العمراني محصورا في المنطقة الشمالية، وعلى ما يبدو فإن قرار المصادرة الأخير سيمنع التمدد في هذا الاتجاه، رغم تبعية المنطقة للتصنيف "ب". [title]التفاف وسيطرة[/title] ويسعى الاحتلال بكافة الوسائل لسلب الأراضي من أصحابها وحرمانهم من دخولها ودفع القوة العسكرية في وجه المواطنين العزل. وخلال جولة لأصحاب الأراضي المصادرة برفقة مسئول في الارتباط الإسرائيلي، قال مسؤول أملاك الغائبين في ارتباط عسكري حوارة لأصحاب الأراضي والمزارعين إن "هذا القرار ينص على وضع يد الجيش الإسرائيلي على المنطقة المعنية لغرض أمني وليس بقصد المصادرة، ومن حق صاحب الأرض تقاضي تعويضات سنوية لقاء استخدام الجيش لأرضه، من خلال أوراق ثبوتيه يتم تسجيلها في الإدارة المدنية". وبعد جدال دار بين الأهالي والمسئول الإسرائيلي، انتفض أحد المواطنين في وجهه ورد عليه بأن "الاحتلال سيستولي على مئات الدونمات، وليس على أربعة فقط كما جاء في القرار". وذكر مزارعون أن الجيش كان يطردهم قبل صدور القرار، فكيف سيكون الأمر بعده؟، مشيرين إلى أن الجنود المتواجدين في الموقع العسكري على التلة التي تتوسط الأراضي، يعتدون على الرعاة والمزارعين، ويهددونهم ويوجهون لهم الشتائم. [title]إصرار على استرجاع الحقوق[/title] وبعد هرج ومرج وتعالي الأصوات في الأرض المصادرة، انفض عشرات المزارعين والناشطين من حول المدعو "مسئول أملاك الغائبين"، وتعاهدوا على استرجاع حقهم بأيديهم. ويقول المزارع جمال رمضان من قرية تل: "الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، وقرارات المصادرة ووضع اليد تعني السيطرة على مناطق بأكملها وليس على بقعة صغيرة، وهو لا يتكلم إلا بالبارود والسلاح، وواجبنا تجاه أراضينا هو البقاء فيها وعمارتها وعدم تركها لقمة سائغة لهم. بينما يشير المزارع بسام نصار من مادما إلى أنه قبل فترة وجيزة حضر مزارع لهذا المكان لحراثة أرضه، وخلال إصلاحه للمحراث، باغته الجنود وانقضوا عليه، واقتادوه إلى إحدى المستوطنات، ووجهوا له تهمة وضع جسم متفجر، ولا زال يقبع داخل السجن. في حين دعا الناشط في مواجهة الاستيطان زيد عمران الفعاليات الشعبية والرسمية إلى البدء بالمرابطة على الأرض، من خلال زراعة آلاف اشتال الزيتون، وإحضار الجرارات الزراعية، وإقامة القرى والخيام على غرار قريتي عين حجلة والأغوار. بدورها دعت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ تدابير وإجراءات مرنه في المناطق المصنفة "بي" و"سي"، كإصدار تراخيص البناء، وشق الطرق، وتأهيل البنية التحتية، ودعم المزارعين، واستنهاض الفعاليات المحلية والدولية للدفاع عن الأراضي المصادرة، ورفع قضايا في المحاكم الدولية ضد الاحتلال وسياساته.