قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ،الثلاثاء،: "إن حكومته ستدرس إقامة مشروع يحمل اسم المفتي عبد الكريم الكحلوت؛ تخليداً وتقديراً له ولمكانته العلمية وما خلفه من أثر طيب خدم شعبه وقضيته وثوابتها الأصيلة". وأوضح هينة خلال مراسم تشييع جثمان الشيخ الكحلوت من المسجد العمري وسط مدينة غزة: "إن وجودنا في تشييع جثمان هذا العالم وما نقوم به عبر وزارة الأوقاف هو واجب علينا تجاه العلماء، وإن لم نفعل ذلك نعد مقصرين بحقهم". ونوه إلى أن ذلك الوفاء نابع من أعماق الحكومة بكافة مكوناتها تجاه العلماء الذين يسترحم ويستنصر ويسترزق بهم، أمثال الشيخ عبد الكريم، الذي امضوا حياتهم من أجل دينهم ووطنهم وشعبهم. وأضاف "يوم يكون العلماء في مقامهم الكريم يحفظ الله الأمة ومقدراتها ومقدساتها، ويوم يُؤخر العلماء ويتقدم الرويبضة من الناس تنتكس الأمة وتنهك مقدساتها ويعبث بها العابثون". وحمد الله أن منّ على الشعب الفلسطيني بعلماءً يُحفظ مقامهم أحياء وأموات لكي يستحق النصر، لأنه لا نصر إذا أهين العلماء وإذا افترقوا عن الأمراء كما أثبت التاريخ انتكاسة الأمة حين يتقدم أمرائها علمائها. ونوه إلى أنه صاحب الشيخ المفتي خلال دراسته في معهد الأزهر، فكان نعم العالم صاحب المكانة والهيبة أمام الطلاب وفي الفصل، وكان نعم العالم بعلمه الكبير والمتنوع، مضيفاً "كان رحمه الله عالماً شمولياً يدرس الفقه والبلاغة والأحكام وكافة العلوم". وأشار هنية أن الشيخ الكحلوت اكتسب مكانته الكبيرة تلك رغم أنه كفيف، فالعالم لا يكتسب المهابة والمكانة إلى إذا كان متواضعاً ويخشى الله ويتمسك بالثوابت، فهو لم يفارق فلسطين وكان وفياً لها وهم ممن حفظ الله بهم الدين والقيم والوطن. وتابع "كان دائماً يذكرنا بالاهتمام بالقيم وبالظواهر التي كان يصله خبر انتشارها في المجتمع، وكان يوصينا بتقوى الله والعمل لله والخشية منه، ويحذرنا من الظلم وعواقبه الوخيمة في الآخرة". ولفت إلى أن المفتي كان شيخ العامة ولم يكن محسوباً على أي طرف، فقد كان يخدم كل من خدم العلم و الدعوة والله ورسوله، الأمر الذي جمع الناس بكل أطيافهم حوله في حياته ومماته من خلال المشاركة الحاشدة في تشيعه. وختم هنية كلمته أمام حشد كبير من المواطنين والمسئولين وقادة الفصائل وشخصيات اعتباريه بتقديم التعازي لعائلة الفقيد وللشعب الفلسطيني والأزهر الشريف والأمة العربية والإسلامية بوفاته.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.