أدى سحب دول خليجية -السعودية والإمارات والبحرين، اليوم الأربعاء، لسفرائها في دول قطر، في هذا الوقت بالتحديد، العديد من علامات الاستفهام لدى الكتاب والمحللين والساسة، قبل المواطنين العاديين. ورغم أن تلك الدول أبدت أسبابها في سحب السفراء، وكانت متمثلة في أن دولة قطر تدعم نشطات معادية لتلك الدول داخل أراضيهم، وتأوي من تدعي تلك الدول قيامهم بالنشاطات المعادية لهم في أرضها. دولة قطر أعلنت موقفها من سحب الدول الخليجية للسفراء لديها، وقالت في موقف رسمي: "لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة والبحرين بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل باختلاف في المواقف حول قضايا واقعه خارج دول مجلس التعاون." وأضافت قطر:"دولة قطر كانت وستظل دائماً ملتزمة بقيم الأخوة التي تعني الأشقاء في المجلس، ومن ثم فإنها تحرص كل الحرص على روابط الأخوة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية الشقيقة كافة.. وهذا هو الذي يمنع دولة قطر من اتخاذ اجراء مماثل بسحب سفرائها." تلميح دولة قطر أن الأسباب الحقيقية للخلاف بينها وبين دول الخليج، هو موقفها من قضايا خارجة عن نطاق دول مجلس التعاون الخليجي، أكد توقعات المحللين بأن مصر وموقف قطر منها، ودعمها لحركة "حماس" التي تنبذها مصر وأصدرت أمر قضائي بحظر نشاطاتها هم السبب الحقيقي لسحب السفراء. [title]السبب مصر والإخوان[/title] المحلل والكاتب السياسي وضاح خنفر، قال: "السبب الرئيس وربما الوحيد لسحب سفراء الدول الخليجية في قطر هو مصر". وأضاف خنفر: "طلب سعود الفيصل من قطر إلتزاما مباشرًا بدعم السلطة الإنقلابية في مصر والكف عن دعم ‏الإخوان‬ المسلمين، أما بقية النقاط التي أثارتها السعودية (الحواريون، دعم المعارضة السعودية) فلا أساس لها من الصحة، وردت عليها قطر تفصيلا". وأوضح خنفر أن سحب السفراء جاء نتيجة فشل الفيصل في إقناع بقية دول الخليج (عمان والكويت) بطرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، اذ قام الفيصل بجولة خليجية منذ ثلاثة أسابيع من أجل قرار موحد بذلك الصدد، وعندما لم يتحقق ذلك جاءت خطوة سحب السفراء. وأكد خنفر أن سحب السفراء دليل على أن الدول الداعمة للانقلاب في مصر في حالة غضب عارم وفقدان توازن، اذ لم تستقر الأمور للانقلاب، مما يدفع هذه الدول لخطوات غير مسبوقة ومستعجلة، ظنا منها أن قطر تقف خلف القوى المعارضة للانقلاب، وأنها إن استطاعت ثني قطر عن هذا الموقف فسوف تستقر الأوضاع في مصر. واعتقد الكاتب والمحلل الفلسطيني أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى نهاية مجلس التعاون عمليا، ذلك أن الشرخ نصفي وعميق، ووصل حدا غير مسبوق، وربما يجر إجراءات إضافية.