في الوقت الذي كانت فيه الصحفية المقدسية إسراء سلهب تستعد لتسجيل حلقة جديدة من برنامج "أحرار" لصالح قناة القدس الفضائية، تتحدث فيها عن معاناة من بقي من الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني، باتت واحدة منهن بعد اعتقالها مساء اليوم الأربعاء. وتشير المعلومات إلى ان سلطات الاحتلال استدعت سلهب -26 عاما- للتحقيق في مركز التوقيف والتحقيق "المسكوبية" غربي مدينة القدس المحتلة، وتوجهت إليه قرابة الثانية من بعد الظهر، ولم تعد حتى ساعة متأخرة، إلى حين أن اتصلت شرطة الاحتلال بعائلتها لتبلغهم بقرار توقيفها دون إيضاح السبب. وتخرجت سلهب من جامعة بيرزيت عام 2007، وهي تقدم برنامج أحرار المختص في شئون الأسرى على قناة القدس الفضائية، وهي متزوجة وأم لطفلين إيمان وإسراء، وتعرض زوجها شادي زاهدة للاعتقال من قبل قوات الاحتلال قبل ثلاثة أسابيع بعد مداهمة منزلهم في حي الجوز بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، ما يزيد من معاناة طفليها. [title]إدانة واسعة[/title] من جهته أدان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بشدة عملية الاعتقال التي تمثل تصعيداً خطيراً في مسلسل استهداف الصحفيين الذي تصاعد في الآونة الأخيرة بالاعتقال والتحويل للاعتقال الإداري كما حدث مع الزميل رائد الشريف الذي يعمل في إذاعة مرح بالخليل باعتقاله الأحد الماضي، والزميل وليد خالد الذي جرى تمديد اعتقاله الإداري ستة أشهر للمرة الثانية على التوالي، الذين انضموا لمجموعة أخرى من الصحفيين الذين يرزحون خلف قضبان الأسر. وأكد المنتدى في بيان وصل شبكة "فلسطين الآن" نسخة عنه أن اعتقال الزميلة سلهب ما هو إلا إجراء عقابي صهيوني مخالف للقانون الدولي ولكل القيم الإنسانية، على خلفية التقارير والبرامج التي أعدتها بشكل مهني عن الأسرى المحررين في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي عكست خلاها مشاعر الفلسطينيين والأسرى المحررين بنيل الحرية. ورأى المنتدى أن استمرار الاحتلال في اعتقال الصحافيين الفلسطينيين وقمع الحريات نتاج الحصانة التي يشعر بها قادة الاحتلال في ظل صمت المجتمع الدولي بما في ذلك المؤسسات الدولية ذات الصلة التي يبدو انها تتعامل مع الكيان الصهيوني سرائيل كدولة فوق القانون. واستغرب منتدى الإعلاميين، صمت المنظمات الدولية ذات العلاقة، مثل الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود على جرائم الاحتلال، ويطالبها بضرورة رفع صوتها والقيام بتحركات وإجراءات عملية لوقف جرائم الاحتلال بحق الإعلاميين الفلسطينيين والتدخل الفاعل من أجل الإفراج عن المعتقلين منهم. [title]قرصنة تستهدف االانسان[/title] بدوره استنكر الناطق الإعلامي لجمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل قيام قوات الاحتلال الصهيوني باعتقال الصحفية إسراء سلهب مقدمة برنامج أحرار على قناة القدس الفضائية. واعتبر قنديل في بيان وصل شبكة "فلسطين الآن" نسخة عنه أن عملية اختطاف سلهب جاءت في سياق القرصنة الصهيونية التي تستهدف الإنسان الفلسطيني الذي يسعى لنيل حريته وكرامته، مشددا في الوقت ذاته أن عملية الاعتقال تأتي في وقت تعاني فيه المؤسسة السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية من فشل مركب بعد إنجاز المقاومة لصفقة تبادل الأسرى، موضحا أن هدف العملية واضح ومكشوف وهو تنغيص الفرحة على أبناء شعبنا ومنع وصول بقية الصورة الحقيقية لإنجاز المقاومة، حيث كانت فضائية القدس وبرنامج أحرار من أبرز الذين واكبوا تغطية الفرحة الفلسطينية بإنجاز صفقة التبادل، الأمر الذي أغاظ الاحتلال ووضعه في حالة تخبط جديدة. وطالب قنديل سلطات الاحتلال بالإفراج الفوري عن الصحفية سلهب معتبرا أن ذلك يتعارض مع اتفاقيات القانون الدولي الإنساني الذي جرم عمليات اختطاف واعتقال وملاحقة الصحفيين.