19.63°القدس
19.23°رام الله
17.75°الخليل
22.11°غزة
19.63° القدس
رام الله19.23°
الخليل17.75°
غزة22.11°
الإثنين 11 نوفمبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.75

خبر: إبداعات تُلخص حكاية طوباس وأغوارها

لاقى معرض ومهرجان طوباس والأغوار الشمالية الثاني (هنا باقون) نجاحا كبيرا، حيث سلط الضوء على إبداعات نسوية وتراثية ومبادرات وتجارب غنية لسكان تلك المناطق المهمشة. وقالت الناشطة في المركز النسوي الاجتماعي في بلدة "طمون" ربيحة بني عودة، وهي تعرض منتجات تراثية ومصنوعات غذائية لعشرات المتطوعات: "إن الأشغال اليدوية في طوباس والأغوار تعاني كثيراً في التسويق، ولا تشفع لها المعارض في الحصول على زبائن جدد، فيما تواجه النساء أوضاعاً اقتصادية صعبة". وتضيف: لولا جهودنا الذاتية في تسويق ما تصنعه أيدينا من مأكولات تراثية، وفواكه مجففة، وخضروات مخللة، وأجبان وألبان، والعمل على تلبية طلب الزبائن لصنع مأكولات للأفراح والمناسبات المختلفة، لتوقفنا عن العمل، ولم نستطع الصمود، أو أصبنا بالإحباط. وتحصي بني عودة على ورقة بيضاء بخط أزرق ما باعته من منتجات، وتقول إنها غير كافية في معرض أمّه آلاف المواطنين من مناطق مختلفة، لكنه فرصة للتعريف بنا وبجهودنا الذاتية، وعدم انتظارنا للتمويل، الذي قد لا يأتي. [title]حكاية وعد [/title] فيما تتفاخر وعد عبد الله فقهاء (14 عاماً) بما ارتدته من زي شعبي لمنطقة طوباس والأغوار، فتقول وهي مبتسمة: أعجب هذا الزي الطوباسي الكثير من الزائرين، ووجدت في هذا المعرض فرصة جيدة لتذكير الناس بتراثنا ولباس جداتنا. وحصلت وعد على هذا الزي الذي يسبق عمر دولة الاحتلال من إحدى قريباتها في قرية عين البيضاء، وهو ثوب مؤلف من ست قطع، هي اليانس (الذي يشبه المنديل)، والعصبة الخضراء، والمخمل (الثوب الأساسي) والمردن (أعلى الثوب)، والزنار، والسروال. تقول: "المُخمل هو ما يتغير، وكل امرأة تختار اللون الذي يناسبها، وأذهب بهذا الثوب إلى المدرسة والأفراح، وأنا اليوم في معرض بردلة، وقد صورني الكثير من الزوار، وطلبت بعض النساء أن أقف بجانبهن لالتقاط صورة". [title]كفاح الحاج سامي [/title] فيما يقول رئيس مجلس قروي العقبة الحاج سامي صادق من فوق كرسي الإعاقة، الذي يلازمه: "نحاول فعل شيء، ونعرض اليوم في بردلة الكثير من الأعشاب الطبية المجففة والمعلبة، والألبان، والأجبان، ونأمل أن نتمكن من تصدير بضائعنا إلى الولايات المتحدة ودول الخليج". ويدمج بين النضال ضد الاحتلال الذي لم يكتف بتوزيع إخطارات هدم 95% من منازل التجمع الذي يسكنه 300 مواطن، بعد أن هجّرت إجراءات الاحتلال 700 آخرين، وبين ضرورة خلق فرص عمل في الأغوار؛ لثبيت السكان فيها. ويؤكد الحاج صادق، الذي إصابته يوم 28 حزيران 1971 ثلاث طلقات من العيار الثقيل من مسافة بعيدة، صادرت حركته، وحكمت عليه بالعيش مع رصاصة تستوطن المنطقة القريبة من قلبه، ورغم ذلك يقول، إنه سعيد بإصابته، ليتذكر الاحتلال الذي لا يريد السلام من جهه، وليواصل النضال من أجل تعرية الاحتلال في العالم. يقول صادق: "بدأت معركتنا مع الاحتلال حين هجر أهلنا، وأعلن العقبة منطقة عسكرية، وأحاطها بمعسكرات: كوبرا (1)، وكوبرا( 2)، وتسيدفيع، (تعني بالعربية المُتلون)، لكننا رفعنا قضية في "المحكمة العليا الإسرائيلية"، وبدأنا نعمل لإعادة بناء بيوتنا، ولم نرفع الراية البيضاء". ويتوزع قرابة300 مواطن على 45 بيتاً حصلت كلها على إنذارات بالهدم، بدعوى البناء دون ترخيص، فيما يعيش من هجّرهم الاحتلال وعددهم قرابة 700، في بلدة تياسير ونابلس والأردن. وأصبح الحاج صادق، الذي أبصر النور في 21 تموز 1955، رمزاً لصمود العقبة، مثلما نقل معاركها القضائية ونضال أهلها إلى الكونغرس الأمريكي، ووزارة الخارجية في واشنطن، و11 ولاية أمريكية، ومقاطعات في إيطاليا، حين زارها، وشرح لأعضائها ولشبان وطلبة جامعات معنى السلام على طريقة الاحتلال. [title]إبداعات "خير" [/title] وفي ركن ثانٍ تعرض شروق دراغمة وهاني بني عودة ونور مساعيد ونائلة دراغمة، الأعضاء في مجموعة "خير" الشبابية، التي تحرص على تنفيذ مبادرات مجتمعية في طوباس، أشغالاً يدوية للأعراس، ورسومات وحفر على الخشب، وأعمالاً من الصوف والخرز. وتقول شروق: "وجدنا في مهرجان بردلة مناسبة للتعريف بأشغالنا، ونقدم رسالة للزوار، إننا لم نكتف بالبحث عن وظائف بعد تخرجنا، ولكننا أيضاً نُشغل أنفسنا بأنفسنا، ودون تمويل أجنبي، وأستطعنا أن نحصد اقبالاً معقولاً على أشغالنا، وأظهرنا قدرة على ابتكار شيء جديد". والمفارقة التي تقدمها شروق ورفاقها إنهم تخرجوا في تخصصات بعيدة عن الرسم والنحت والتصميم والصوف، فهي درست الأدب الإنجليزي، أما بني عودة الذي يتحلق حوله العشرات للرسم على الخشب، فيحمل شهادة رياضيات! تلخص شروق الحكاية: الحاجة أم الاختراع، والصمود يمكن أن يكون بأدوات بسيطة، شرط توفر الإرادة والأمل بالقضية التي نحملها.