23.34°القدس
23.06°رام الله
22.19°الخليل
27.38°غزة
23.34° القدس
رام الله23.06°
الخليل22.19°
غزة27.38°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: تمارضت بالسرطان لتجمع المال فأصيبت به

لم تكن تدري "س. رقية" صاحبة الأربع والخمسين عاما أن أزيد من سبع سنوات من الابتزاز لخلق الله ستنتهي بفقر ومرض وفضيحة ما بعدها فضيحة لكن هي حكمة الله البالغة "يمهل ولا يهمل" جعلت من هذه السيدة عبرة لمن يعتبر. تعود وقائع هذه القصة الدرامية المثيرة إلى سنة 2004 حيث كانت السيدة "رقية" حسب شهادة أختها تعاني من ألم طفيف على مستوى الرحم، وقد استطاعت بقليل من التمثيل أن تلفت النظر إليها وتجلب اهتمام الآخرين بها بفتحها موضوع المرض بمناسبة وبدونها لأن الوساوس كانت تسكنها بأن السرطان يعشش في رحمها . وأيدها البعض وأصرّوا عليها كي تفحص نفسها وتراجع حالتها عند طبيب مختص مبدين استعدادهم الكامل للوقوف إلى جانبها ومساعدتها بكل ما يلزم في حالة ما إذا تأكد مرضها فزارت طبيبة مختصة في أمراض النساء وعلمت أنها تعاني من مجرد التهاب علاجه سهل وبسيط لكن الطمع في جني المال جعلها تكذب وتدّعي الإصابة بالسرطان ومن هنا بدأت رحلة الابتزاز. زرنا السيدة "رقية" بصعوبة في بيتها القصديري الواقع بإحدى بلديات الجزائر العاصمة وذلك لأنها ترفض مقابلة الناس منذ الفضيحة التي لحقت بها ولكن بمساعدة شقيقتها تمكنا من الوصول إليها وقد وجدناها في حالة كارثية لا تستدعي غير الشفقة وعن ما حصل لها قالت: "أعماني حب المال فمثلت دور المريضة كي أحسن من وضعي لكن تهاطل المساعدات علي من كل حدب وصوب جعلني أتمادى في التمارض كي أجمع ثروة. وبالفعل –تضيف- خلال سنوات قلائل تمكنت من شراء شقة فاخرة وسيارة وأصبح لابنتي الوحيدة رصيد بنكي يكفيها كي تعيش كالأميرة لفترة لا بأس بها من الزمن" ، صمتت قليلا وانفجرت باكية. وبعد حوالي ربع ساعة تركناها خلالها على راحتها أضافت: "لم أكن أدري بأني سأصاب فعلا بالسرطان...كذبت على الجميع بالقول أن لدي سرطان عنق الرحم فأصابني أخطر أنواع السرطانات وهو الآن ينهش عظمي ببطئ وكل ما جمعته في سنوات أنفقته في لحظات أما ابنتي فتنكرت لي وتزوجت برجل جشع بذر كل مالها ثم طلقها وهي الآن متزوجة من رجل في عمر والدها أو أكثر." تنهدت بعمق ثم واصلت كلامها: "كنت سعيدة بجمع المال ولم أكن أدري أن أمري سيفضح لكن كما يقال حبل الكذب قصير ومن ساعدوني هم أنفسهم من كشفوا أمري وتسببوا لي بفضيحة لن أنساها ما حييت فابتعدت عنهم وحبست نفسي في شقتي حتى تبين أني فعلا مصابة بالداء الخبيث وبدأ عداد الأموال في النزول والتناقص حتى بعت كل ممتلكاتي وفقدت من وزني الكثير وانتهى بي المطاف كما ترون في هذا المكان القذر أنتظر الموت في كل لحظة." لم يكن استرجاع هذه الأحداث الأليمة سهلا على السيدة "رقية" التي ارتفعت وارتفعت ثم سقطت لتستفيق وكأنها كانت تعيش تفاصيل حلم جميل تحول إلى كابوس مرعب بين عشية وضحاها لكن رغبتها في تقديم النصيحة لكل من غرته الدنيا وانبهر بزخرفها وراح يتبع الشيطان خطوة بخطوة منحتها القوة كي تبوح بأسرارها وتبث أشجانها لعلها تلقى الله طاهرة مطمئنة.