تناولت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ما أعلنته مصادر استخباراتية أمريكية عن مخاوفها من قطع الإمدادات النفطية الخليجية بسبب نية إيران إيقاف تشغيل النقل البحري في الخليج كردة فعل لأي هجوم عسكري صهيوني على منشأتها النووية. وبحسب ما أوردته الصحيفة فإن هذا القرار الإيراني الذي من الممكن أن يتسبب بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 40 في المائة من النفط العالمي، سيدفع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشن حرب "محدودة" وضرب السفن الحربية الإيرانية المتواجدة على هذه الشواطئ. فقد أشار المحلل والخبير الأمريكي في الشؤون المتعلقة بمكافحة الإرهاب، لاري جونسون، إلى أن "هناك عدة سيناريوهات للموقف حيث من الممكن لإيران أن تغلق المضيق لفترة تتراوح ما بين أسبوع و أربعة أشهر بالإضافة إلى احتمال استهدافها أهداف في المملكة العربية السعودية أو دول خليجية أخرى." فيما أعلن الأدميرال البحري الأمريكي المتقاعد، مايك مولن، عن وجود خطة هجوم مطورة بالفعل، حذر وزير الحرب الأمريكي ليون بانتا، من أثار هذه الخطوة التي قد تهدد القوات الأمريكية في المنطقة. وأضاف مدير خدمة جلوبل سيكيوريتي، جون بايك، بأن "أي هجوم سيؤدي إلى زيادة في أسعار النفط وهذا سيأتي في مصلحة إيران." من جهته ، قال وزير الحرب الأمريكي بانيتا انه سيثير مخاوف الولايات المتحدة من العواقب غير المقصودة لتوجيه أي ضربة عسكرية لإيران خلال محادثات مع نظيره الإسرائيلي يوم الجمعة بما في ذلك أثرها المحتمل على الاقتصاد العالمي. وكان بانيتا يتحدث للصحفيين المسافرين معه إلى كندا الخميس، وقال إن الولايات المتحدة تعتقد أن أكثر السبل فعالية لمواجهة إيران ما زال هو استخدام الضغط الدبلوماسي والعقوبات لمحاولة كبح جماح البرنامج النووي لطهران. وقال بانيتا "من الواضح أن الذهاب ابعد من ذلك يثير قلقنا بشأن العواقب غير المقصودة التي قد تنجم عنه". وأشار إلى تحليل أمريكي يفيد أن توجيه ضربة إلى إيران سيؤخر البرنامج النووي لإيران عاما أو عامين على الأكثر. وأضاف انه سيكون له أيضا انعكاسات على القوات الأمريكية في المنطقة. وقال بانيتا: "يجب أن أقول لكم ثالثا انه ستكون لذلك عواقب اقتصادية قد تؤثر لا على اقتصادنا فحسب ولكن على الاقتصاد العالمي". وأضاف وزير الحرب الأمريكي: "ولذلك فان هذه الأمور يتعين دراستها جميعا". ومن المقرر أن يحضر بانيتا منتدى أمنيا في هاليفاكس بكندا ويعقد أيضا محادثات ثنائية مع وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك الجمعة. وقال بانيتا حينما سئل عن الرسالة التي سيوصلها إلى باراك: "لقد أثرت تلك النقاط من قبل وسوف أناقشها ثانية". وأضاف: "الولايات المتحدة تشعر بقوة أن السبيل إلى معالجة ذلك هو من خلال العمل مع حلفائنا والعمل مع المجتمع الدولي لتطوير العقوبات والجهود الدبلوماسية التي تفرض مزيدا من العزلة على إيران". وأكد بانيا أن "ذلك هو أكثر السبل فعالية لمواجهتهم في هذه المرحلة"