28.9°القدس
28.66°رام الله
27.75°الخليل
31.13°غزة
28.9° القدس
رام الله28.66°
الخليل27.75°
غزة31.13°
السبت 12 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

خبر: ارتاح "حمزة" بعد مطاردة وأراح مطارديه

أبى "حمزة" إلا أن يختم حياة المطاردة التي عاشها في آخر سنواته، بشهادة مشرفة كما وعد والده القائد الأسير "جمال" الذي سجد في سجنه، شاكرًا لله بأن مات ابنه مقبلًا غير مدبر كما وعده من قبل، أراح برحيله هذا الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه في الضفة من جهد الملاحقة وحملات التضييق. لم يذعن هو ورفاق طريق الجهاد؛ لطلب القوات الإسرائيلية المحاصرة لهم بالاستسلام، قاوموا بما لديهم من قوة متواضعة حتى كانت خاتمة الشهادة المشرفة. وفي مشهد لا يقل بسالة عن مشهد إصرار حمزة على الشهادة كان موقف تقبل والدته أم العبد لخبر استشهاده بعد وصول جثمانه مسجى لمستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان في مخيم جنين. وتدهورت حالة والدة الشهيد الصحية ونقلت إلى المستشفى قبل ثلاثة أيام، إذ تعاني من أمراض مزمنة، وأورام في الرأس، جاءها خبر استشهاد ابنها وهي على سرير الشفاء لم يزدها ذلك إلى فخرًا وعزًا. وفي إطار حملات الملاحقة للشهيد "حمزة"، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي "عماد" شقيق الشيخ جمال منذ شهرين في محاولة للوصول إليه. تقول أخته بنان إن: "استشهاد حمزة لن يفت من عضد العائلة التي اختارت طريق الجهاد، نحن صابرون، ونعرف تمامًا الثمن الذي ستدفعه العائلة لسلوك هذا الطريق". ووصفت أخاها بأنه "كان صلبًا وعنيدًا، وطالما حلم بالشهادة، وقد طلبها بصدق فرزقه الله إياها"، مشيرة إلى أنَّ الاحتلال يحاول أن ينتقم من العائلة بكل الوسائل لكنه لن يفلح. ارتبط اسم عائلة "أبو الهيجا" بالتضحية والجهاد، مسيرة بدأها الوالد "جمال" الذي قاد معركة جنين عام 2002، بترت يده اليمنى واعتقل حينها وحكم عليه بالسجن المؤبد تسع مرات، لم تخمد جذوة الجهاد باعتقاله، سار على ذات الشوكة أبناؤه، فكان أن اعتقل نجله البكر عبد السلام وبقي حمزة مطاردًا حتى ارتقى شهيدًا مع رفاق دربه فجر اليوم. حاولت المخابرات الإسرائيلية مساومة القائد الأسير "جمال أبو الهيجا" بترك ابنه على أن يكشف معلومات عن بعض القضايا العالقة لكنه أبى، زادت حدة الملاحقات الأمنية والتضييق على العائلة المجاهدة. قبل أربعة أشهر تقريبًا اغتالت الشهيد نافع السعدي رفيق الشهيد حمزة عقب اقتحام منزل الشيخ جمال، تمكن حينها حمزة من النجاة حينها من كمين محقق. لم يتوقف الأمر عند الملاحقة الإسرائيلية، إذ شاركت أجهزة السلطة بقوة في الملاحقة والتضييق، وكانت أن اقتحمت منزل العائلة أكثر من 20 مرة خلال الشهرين الماضيين كما قالت حركة حماس. وتعرض في بداية مشواره الجهادي عدة مرات للاعتقال السياسي ولمع نجمه بمشاركته في فعاليات تضامنية مع الأسرى خاصة في فترة إضراب والده الشيخ جمال، وقت مرض الأسير ميسرة أبو حمدية في شباط الماضي، وكذلك المشاركة في فعاليات غاضبة عقب استشهاد أبو حمدية في الثاني من نيسان 2013. مسيرة جهادية قصيرة مقارنة بعمر الشهيد الذي يبلغ 22 عامًا، لكنها حافلة بالأحداث المشرفة، رفض الخضوع والخنوع، تحدى التضييق والملاحقة من المعتقل إلى المطاردة حتى الشهادة التي تمناها، لتكتب له حياة أبدية وتحيي روح الجهاد في نفوس الشباب المحب للمقاومة والجهاد، فكانت المسيرات والهتافات "يا نبض الضفة قاوم..اصنع ثورة".