16.66°القدس
15.46°رام الله
15.53°الخليل
19.75°غزة
16.66° القدس
رام الله15.46°
الخليل15.53°
غزة19.75°
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

خبر: جانب خفي من حياة الرنتيسي يكشفه نجله

كتب "أحمد" نجل القائد الشهيد عبد العزيز الرنتسي، عشر همسات تحدث فيها عن جانب خفي من حياة والده الأسرية والاجتماعية، تعيد وكالة [color=red]فلسطين الآن[/color] نشرها في الذكرى العاشرة لاستشهاد "أسد فلسطين" تزامنا مع مهرجان "الوفاء والثبات على درب الشهداء" الذي تقيمه حماس في ساحة السرايا وسط غزة. بدأ نجل الشهيد "الرنتسيي" همساته، بأبيات شعر من قصيدة كان يحبها كثيراً بعنوان "حديث مع النفس"، خطها بقلمه من داخل زنازين الاحتلال...قال فيها: إن تصبري يا نفس حقاً تُرفَعي***في جنة الرحمن خير المرتعي إن الحياة وإن تَطُل يأتي النعي***فإلى الزوال مآلُها لا تطمعي إلا بنَيل شهادة فتُشَفَعي هي خطوات خطها لنفسه..مبتغياً رضى الله...رامياً وراءه كل متاع الدنيا...مطبقاً لقول الله تعالى: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين". طامعاً أن يكرمه الله بالفردوس الأعلى. [color=red]الهمسة الثانية...بره لوالديه [/color]يقول أحمد: لا تعجبوا من قائد باع نفسه لله وعاهد ربه على أن يطبق الإسلام بشموليته أن يخفض جناحه ذلاً وتواضعاً ورحمة لوالديه حين يقرأ قول الله تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا" وهو الحافظ لكتاب ربه عن ظهر قلب... كان يناديه والده مذ كان طفلا "يا دكتور عبد العزيز" وتوفي والده وهو في الخامسة عشر من عمره.. وبراً بوالده اجتهد ودرس الطب بعد وفاته... أما والدته فكان يتودد لها بكل حب, فلا يرفع صوتاً أمامها ولا يتردد في أن يُلَبي لها جميع حاجاتها... حتى داخل سجون الاحتلال لم ينس أن يتودد لها بترانيم قلبه متجاهلاً آلام الأسر.. فهذه أبيات من قصيدة خطها لها..قال فيها: لا تعجبوا إن كنت لا أنساها*** فهي التي حضنت صباي يداها وحنَت عليَّ إذا مرِضت ولم تذق*** طعم النعاس ليالياً جفناها وتعود إن حل الشفاء قريرةً*** بعد الوجوم تبسمت شفتاها وتطير من فرحٍ إذا ناديتها*** وكذاك إن سبقت خطاي خطاها وتجود إيثاراً عليَّ بزادها*** وإذا ظمئت تغيثني سقياها يا خير أم للورى شقَّت لنا*** من دمعها خير الدروب ثراها يا أم فواز استعيني بالذي*** برأ الخلائق والسماء بناها وتصبري أماه ثم تفاءلي*** فالنصر بين عشية وضحاها [color=red]الهمسة الثالثة.... مودته لزوجته [/color]يقول أحمد: رجل عنيد عزيز في مواطن العزة..لكن في بيته فهو إنسان حنون مرهف الإحساس متخذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في كل أمور حياته, قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً " فعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" فأكرم أمي أشد إكرام.. كانت معاملته لها وأشهد الله من أروع معاملات الأزواج لزوجاتهن فلم يهنها يوماً بل كان حريصاً كل الحرص على إسعادها.. وهذا ليس غريباً على رجلٍ خلوق كريم.. وكان وفياً لها من داخل أسره مقدراً صبرها وتحملها مسؤولية تربيتنا وحدها في سنوات الاعتقال الطويلة فخاطبها بقصيدةٍ رائعة قال فيها: ماذا عساي أيا رُشيَّ ترى أقول حيث الفراق أراه في المنفى يطول إن الحياة بغير من أسر النهي تبدو هباءً بل وتنذر بالأفول والقلب في صمت يُقاوم عَلَّهُ قتل الشجون لِبَترِ أسباب الذبول لا تقلقي روحي وقري واهدأي إن الذي تبكينَ قد فاق الفحول والسجن للأحرار مجدٌ خالدٌ والقيد مفخرة لمن رفض السّفول والظلم لو يبني سراب حضارة تغدو دماراً أو بقايا من طلول هذا الذي أرويه سنّةَ قادِر فاستقرئي التاريخ إن تبغي الدليل وتدبري آي الكتاب رُشَيَّتيْ فالدهر من حين إلى حين يدول ولذا فألقي اليـأس دون تلكؤٍ ثم استعيني اليوم بالصبر الجميل هذا وإني صابر متوكل أرجو الخلاص بفضل من بعث الرسول [color=red]الهمسة الرابعة..من مواقفه الطريفة [/color]في يوم من الأيام ضربت أمي إحدى أخواتي حين كنا أطفالاً "بشوبك العجين" ضربة خفيفة, حين عاد والدي وجد أختي حزينة, فأخبرته أمي بما حدث, مجرد أن غير ثيابه خرج من غرفته مبتسماً ناظراً لأختي قائلا: لا تعجبوا يا إخوتي من قصتي*** فأنا التي وأنا التي بالشوبك الملفوف كانت علقتي ليملأ بعد ذلك البيت سعادة ومرحاً كعادته [color=red]الهمسة الخامسة.... تربيته لنا "1" [/color] يقول نجل الشهيد: ما أروعه من مربي... قضينا طفولتنا ووالدي خلف قضبان الحديد..وقامت أمي بدور الأب والأم في البيت... ورغم أسره لم يقصر في مشاركة أمي تربيتنا...فكان بكلماته الرائعة التي يكتبها بأنفاسه.. بدقات قلبه الحنونة...ليغرس فينا حب الوطن والقضية.. حب التضحية في سبيل الله... كان يكتب لكلٍ منا حسب عمره... فعامل أخي محمد على أنه الأكبر.. فكان يوصيه على البيت..ويحلق بوصيته في سماء الوطن..في قصيدة رائعة لمحمد بعنوان وصية..قال فيها: هذي وصية والدٍ خلف السدود لم تثنه الآلام عن كسر القيود أنا يا محمدُ يا بُنيّ مجاهدٌ أرجو الشهادة أو إلى" يبنا " نعود واعلم بأن بلادنا وقفٌ فلا تخدعك أحلام السلام مع اليهود فبدون تطهير البلاد من العدا فالسلم وهم ٌ أو سرابٌ من وعود فبدين طه يا محمد فاعتصم فهو السبيل لقهر أخوان القرود وإذا زحفت عليهمُ يوماً فكن عند اللقاء على مقدمة الجنود وإذا سقطت أيا بني مجندلاً فمآلك الفردوس تنعم بالخلود بين الجنان مع النبيِّ المصطفى وبصُحْبةِ الصديق والصحب الوفود هذي المنازل يا محمد فانطلق لتصيبَ منها المرتقى الصعبَ الكئود واعلم بأن منالَها فوزٌ فلا يُقِْعدك عنها كلُّ كفارٍ كنود وعليك بالخلق الكرم وبالتُّقى والصوم والإكثار من طولِ السجود وانصر كتاب الله ينصرك الذي نصر الرَّسولَ على قوى الكفر الحقودْ واصبر بنيّ إذا ابتليت ولا تكنْ جزعاً فإنَّ الصبرَ مدعاةُ الصمود بطلاً أريدُكَ يا محمدُ فلتكنْ أسداً مَهيِْباً بل وتخشاكَ الأسود لتقرَّ عيني في التُّرابِ وعندها فاغرِسْ على قَبرِي ريَاحيْنَ الوُروْد الهمسة السادسة...تربيته لنا "2" في أواخر الثمانينات, وبعيد انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس, ومشاركته في تأسيسها أُعتقل والدي في سجون الاحتلال حُكم عليه بالسجن الإداري لمدة ستة أشهر ... وجددت حتى السنتين متواصلة.. ويوم الإفراج.. ذهبنا فرحين لاستقباله.. وصلت حافلة المُفرج عنهم.. تأملنا في الوجوه بحثاً عن أبي فلم نجده... كانت المفاجأة بتجديد السجن له لستة أشهر جديدة.. عدنا للبيت نحمل آلاماً بعد الآمال .. وعاد والدي إلى المعتقل من جديد بابتسامة الصابر المحتسب.. وفي تلك الليلة تخيلنا والدي ونحن ننتظر فرحين..وعدنا للبيت بدونه ليذهب فرحنا بعيداً.. كنت أنا "أخر العنقود" كنت الأصغر والمدلل كان عمري يومها خمس سنوات.. فكتب قصيدة لي مربياً وموجها... قال فيها: لم يا بني أراك تبحث في الزحام لم يـا بـنـي تـأرق في الـمنـام نـم يا أُحَيْمـِدْ لا تمزق مهجـتـي نـم يا أُحَيْمِدْ حيث قد نام الحمــام أنـا يا أُحَيْمِدْ لا يفـارقـني الأسـى أنـا يـا أُحَيْمِدْ قد هجرت الابتسـام هـذي السـلاسل يا صغيري فـتنة اللـه قدرهــا ليخـتبر الأنـام ولذا فلا تبـكي كفاك فإنـني رغم القيود سأمتطي صهو الغمــام إن فـرقـوا بيني وبـين أحبتـي أو مزقـوا قلـبي بأنـصال السـهـام أو أرقـوا نـومي ونـوم أحيمدي أن لن أطأطـأ لا ولن ألقي الحسام هذا السبيل سبيل من طلب العلا هـــذا السبيل سبيل مرشدنا الإمـام هذا سبيل العارفيـن بـربهــم هــذا سبيل الخالديـن من العظــام فإذا عرفـت اليوم سـنة أحـمد وزهدت في دنيا الثعـالب واللئــام وعلمت أن الصابرين مقامهـــم يوم الحساب يضاهي العجب الكرام فارسم على الثغر ابتسامة شاكر واصـبر بنّي غـداً سينقشع الظـلام [color=red]الهمسة السابعة.... تربيته لنا "3" [/color]كان يسعد لسعادتهن ويحزن لحزنهن.. هن أخواتي..أكرمهن إكرام المحب الحنون حرص على إسعادهن دائماً وبث من قلبه الحب لهن ودللهن دلال المربي.. وكتب بهن القصائد والأشعار وهو في زنزانته في سجون الاحتلال... كان شديد الغيرة عليهن فأوصاهن بالحجاب الشرعي الذي يُرضي الله...خاطبهن: أنتن خيرات حسان أنتن ترياق الجنان أسماء تسكن مهجتي وايناس مني المقلتان سمر بخفة ظلها ملأت فؤادي بالحنان وكأن آسيا وجهها بدر بليلة أضحيان كم كنت أكره أنني فارقتهن ولو ثوان رباه إني ضارع وفراقهن هو الهوان فاحفظ بناتي ربنا من كل إنسي وجان مولاي واجمع شملنا ثم اطوِ لي بعد الزمان [color=red]الهمسة الثامنة... عزة المسلم [/color]في إحدى سنوات الاعتقال لدى الاحتلال.. كان مسئول السجون وقتها ضابط صهيوني يدعى "شالتئيل" وكان متكبراً يهابه الجميع لسطوته.. يقفون له احتراماً .. ومن لا يقف يعاقب .. في يوم من الأيام طلب "شالتئيل" أن يجلس مع ممثلي الفصائل وكان والدي ممثل "حماس" ذهبوا للاجتماع فجلسوا في خيمة ينتظرون قدومه.. حين وصل وقف الجميع.. جنوداً وأسرى.. إلا والدي واثنين معه من وفد حماس.. فغضب ووقف أمام والدي وقال له قف.. فأجابه والدي: أنا لا أقف إلا لله.. فاستشاط غضباً حاول من حول والدي بإقناعه أن يقف خوفا من العقوبة فأبى وانسحب من المكان.. والدي يعلم تماماً أنه لا كرامة بدون ثمن.. وهو جاهز لأن يدفع الثمن من أجل الكرامة.. وُضع والدي والاثنين الذين معه في الزنازين الانفرادية حتى يعتذروا... مر الشهر الأول دون اعتذار.. فجاء الجنود لوالدي قائلين أكتب ورقة اعتذار واخرج الآن من الزنزانة فرفض.. مر الشهر الثاني ... فجاء الجنود قائلين كلمة اعتذار شفهياً تكفي... فرفض وبعد الشهر الثالث خرج والدي من الزنزانة دون اعتذار.. وقد أتم حفظ كتاب الله في هذه الأشهر الثلاثة.. يوم الإفراج عن والدي.. كان والدي ينتظر الحافلة... فجاء "شالتئيل" ليسلم على والدي...فأدار والدي ظهره وسار..بعزة المسلم [color=red]الهمسة التاسعة.. كرامة المسلم [/color] يقول أحمد: كنا أطفالاً يومها...استيقظنا في منتصف الليل على صوت جنود الاحتلال وسط البيت.. اقتحموه من فوق الجدران.. نادوا على والدي وأخبروه بأنهم جاءوا لاعتقاله.. فدخل غرفته ليجهز نفسه. .إذا بضابط المخابرات يضرب باب الغرفة بقوة فيكسره.. فما كان من والدي إلا أن خرج مسرعاً وكله غضب وراء الضابط.. فهرب الضابط وأرسل الجنود... وقف والدي في ناحية من البيت مؤمناً ظهره...وبدأ بملاكمة بالأيدي مع الجنود.. ليضرب ثلاثة منهم... فصرخ الضابط آمراً الجنود بالانسحاب فوراً خارج البيت... وبعدها أعدَّ والدي نفسه... وخرج لهم بكرامة وعزة [color=red]الهمسة العاشرة.. [/color] عبادته .. صلته لرحمه... طبيبا مخلصاً... حبه للشيخ أحمد ياسين كان قواماً لليل مهما كان متعباً... لا أذكر أن ليلة مرت دون أن يصلي قيام الليل ولو بركعتين... كان يصلي ما شاء الله له أن يصلي.. بجزءٍ أو اثنين بل وأحياناً بخمسة أجزاء في الليلة... ويبتهل إلى الله بالدعاء طامعاً أن يكرمه الله بالشهادة في سبيله... هو الطبيب.. الذي عشق مهنته وأخلص في خدمة شعبه... يعمل في المستشفى كما في عيادته الخاصة....لم يهتم لجمع المال.. بل اهتم بصحة المريض وخدمته... فتح باب عيادته للفقراء مجاناً ... حتى عُرِف بطبيب الفقراء... وهو من أول وأمهر الأطباء في تخصصه... واصل لرحمه... علمنا صلة الرحم مذ طفولتنا... بل علمنا متعة صلة الرحم... كان يصل ولا يقطع...بل يصل كبار السن من أطراف العائلة..في أحلك الظروف الأمنية وهو مطارد..كان يستغل خروجه للإعلام للاتصال بالأرحام والاطمئنان على أحوالهم.. بل كان يدفعني وأخي للذهاب بدلاً عنه...حتى لا يفتقدوه.... يتفانى في إسعاد من حوله... ولو على حساب سعادته كان والدي يرى أن الشيخ أحمد ياسين معجزة بحد ذاته.. وكان دائماً يقول: لم يذكر التاريخ أن رجلاً مشلولاً قاد حركة مجاهدة...كان يُحب الشيخ ويسعد بقربه..وكتب قصيدة للشيخ وهو في المعتقل قال فيها... يا طود يا بركان يا علم ماذا يخطُّ لوصفك القلمُ يا من على الآلام قد طُويت منك الضلوعُ وأنت مبتسمُ هذي السواعدُ لا حَراك لها والصدر والساقان والقدمُ لكن همّك لم يكن شللاً كلا ولا أن عضّك الألمُ بل كان همك أن أمتنـا من ذلة تلهو بها الأممُ باتت دُويلاتٍ ممزقــة حكّامها الأحلاسُ والخدمُ لا دين لا أخلاق تحكمها ولشرعة الإفساد تحتكمُ فترى الولاةَ تغطُّ في ترفٍ أما الشعوبُ فحالها عدمُ