في الأفراح وفي الأحزان يجتمع جميع الأقرباء والأحباب والجيران، تحت مظلة واحدة على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية والثقافية، واختلاف الأشكال والألوان..، والغريب أيضاً في "الطُّوَشْ" العائلية تنتهي كل "النَّعْراتْ" الحزبية، وتجتمع العائلة تحت مظلة واحدة للبحث في كيفية التعاطي مع المشكلة وحلها في أسرع وقت وبكل الطُّرق والإمكانات المتاحة... في العزاء الكل يعزِّي أقرباء الميت.... "عظَّم الله أجركم"، "البقية في حَيَاتِكم"، وكذلك في الفرح الجميع يصطف خلف شعارِ واحد "دامت ديارُكُمْ عَامِرة بالأفراح والمسرات"، وكذلك يبحث عن الجميع عن ردِّ الاعتبار للعائلة في "طوشَة" ما.. أنا حزين جداً... عزاء صغير، وفرح لشخص واحد، و"طُوشَةَ" تسبب بها شاب "طَايِش" أو حادث مؤسف يجمعنا جميعاً تحت مظلة واحدة... يجعلنا ننسى أحزابنا وفصائلنا، ونفكِّر في أداء الواجب، أو ردِّ الاعتبار، وفلسطين كلها بعظمتها وقدسيتها وجمالها لا تجمعنا تحت سقف واحد؟! نحن في "طُوشَة" كبيرة مع الاحتلال تلزمنا الوقوف معاً لإعادة حقِّنا... عزاؤنا واحد ففي كل شارع وزِقاقْ صور لعشرات الشُّهداء تتطلب منا تقديم واجب العزاء لهم كل يوم وتجديد العهد معهم... فَرَحُنَا واحد، خروج أسير أو عودة غائب أو عودة راتب، هو فرحٌ لنا جميعاً..... فلسطين أكبر القضايا التي تُوِّحُدُنا فلنكن كِباراً على قدر حجمها..... أو نشوف لنا مصيبة تْلِمْنا أحسن. لقد كانت صورة شهداء جنين بالأمس من أجمل ما رأيت، شهيد من السرايا وآخر من القسام وثالث من شهداء الأقصى، كأنهم يقولون أن فلسطين القضية الكبيرة توحِّدُنَا... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.