تكمن أهمية الاهتمام بالمهرجان الذي أقامته حماس بساحة السرايا وسط غزة، الأحد بذكرى استشهاد مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، أنه جاء في ظرف حساس ودقيق تمر به القضية الفلسطينية بشكل عام والحركة التي تحكم قطاع غزة وترفع شعار المقاومة "المطلوب رأسها" على وجه الخصوص. وتسارعت حملات التشويه للقضية الفلسطينية وشيطنة المقاومة في الإعلام المصري المؤيد لانقلاب 3 يوليو على الرئيس محمد مرسي، وصلت إلى حد تحريض الجيش على "قصف" مواقع حماس التي تم حظر أنشطتها في مصر. وتسبب تدمير الجيش المصري للأنفاق الحدودية في "تأزيم" الوضع الإنساني والاقتصادي في القطاع في ظل اغلاق معبر رفح المنفذ الوحيد "للغزيين" وتحكم الاحتلال الإسرائيلي في حركة المعابر التجارية الأخرى. ومن هنا، فإن رهانات الكثير على ضعف جماهيرية حماس ظلت حاضرة حتى جاء الحشد الكبير صادماً " لكافة المتآمرين عليها" كما قال المؤرخ المصري المعروف محمد الجوادي، وأكد أن "غزة عصية على الانكسار وأن الاستسلام ليس في قاموسها". ورأى الكاتب عماد زقوت في حديث لوكالة [color=red]فلسطين الآن [/color]أن تنظيم المهرجان بحد ذاته رسالة للجميع خاصة أنه يأتي في توقيت شديد الحساسية والخطورة التي تمر بها المنطقة ككل. وقال إن الحشد أظهر "الالتفاف الجماهيري حول حماس رغم الحصار والتضييق والعقوبات".مضيفا " حماس أرادت أن تؤكد أنها حركة فتية وقوية ولن تهزها مؤامرات البعض العربي والفلسطيني". وفي رسالة واضحة ،أكدت الحركة -وفق الكاتب-"أنها ستبقى وفية لجماعتها حتى لو صنفت كمنظمة إرهابية من القريب والبعيد وأنها لن تترك فكرها المستمد من جماعة الإخوان المسلمين". [title]خطاب متوزان..لا خضوع [/title]بدورها أشادت الكاتبة المصرية هبة زكريا بخطاب حركة حماس والحكومة الذي ألقاه رئيس الوزراء اسماعيل هنية وقالت في حديثها لوكالة [color=red]فلسطين الآن[/color] :الحقيقة أن خطاب حركة حماس اعتدنا منه التوازن في غير تفريط والتلويح بالشدة في غير تهور أو حماقة". وأشارت زكريا وهي عضو مؤسس بحزب الحرية والعدالة المصري، إلى أن الحركة التي لم تنحني أو تنكسر أمام الضربات العسكرية للعدو الصهيوني، بل زادتها قوة،كذلك لن تخضع للابتزاز الإعلامي والسياسي الرخيص الذي يمارسه الانقلاب في مصر عليها". وقالت "رغم تكالب الشقيق والعدو عليها-حماس- إلا أنها لن تحيد ولم ولن تحمل الشعب المصري تبعات وجرائم سلطات الانقلاب وإنما عدوها واضح وهدفها محدد وهو الاحتلال الإسرائيلي".مضيفة أن الحشد الجماهيري رسالة "ردع واضحة للعدو الصهيوني الذي جرأه ما يحدث في مصر". وتزامنت ذكرى استشهاد الشيخ المؤسس أحمد ياسين مع "أسطورة جنين التي رسمها الدم المقاوم فجر السبت على اختلاف فصائله" وفي ذلك "رسالة قوة لمن يتمسكون بنهج المقاومة ورسالة فاضحة لأرباب التنسيق الأمني" ما شكل دافعا لمزيد من التفاف القواعد الفلسطينية حول خيار المقاومة". كما تقول الكاتبة المصرية. داخليا، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية نهاد الشيخ خليل، إن حشد غزة يرسل رسالة لقادة المقاومة أن هذا الشعب يستحق المزيد من الاحترام والتقدير والسهر على خدمته، بسبب صبره واحتماله، مضيفا "هذا الحشد المبدئي يقول إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد يحدد الأهداف والأدوات والمباحات والمحرمات في العمل الوطني والسياسي".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.