كان صديقي دائماً عندما يراني يبتسم ويقول لي : "إن شاء الله آخر الأحزان” عالطَّلعة والنَّزلة، رأيته بالأمس فسألته عن حاله فقال لي: إن شاء الله آخر القمم، -يقصد القمة العربية الجارية في الكويت- بدَّل القمم بالأحزان، "إي والله" لمَّا عدلي منصور يطالب برفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح، أنت تطالب من وأنت المحاصِرْ؟! قمة غاية في الغرابة لا ينقصها سوى بعض مقاطع الأكشن من معمر القذافي ومرافقيه الأفريقيين بزيهم الأصفر والأورنج وعصاهم السحرية.... نفس السيناريو منذ انعقاد أول قمة حتى انْقِشَاعْ آخر قمة، تقول يا أخي البيانات مَعَاهُمْ والكلمات بتكون جاهزة على طاولاتهم، نفس النصوص برغم تغير الذيول والرؤوس... حتى نفس الواقي الذي يستخدمونه... فلسطين علبة ديتول كامل الدَّسَم ينظف به قادة العرب أوساخهم، وهم يعلمون من يريد أن يركب الموجة فليتحدث عن فلسطين، حتى رئيس مصر الذي يغلق معبر رفح ويحرق الأنفاق، ويحاصر غزة في النهاية يطالب برفع الحصار، والوقوف مع فلسطين... أي والله أحوني مُخْملَة الأطراف، منشطرة النواحي. تحدث زعماء العرب في قمة الكويت عن الكون والمناخ وتحديات العالم الثالث والرابع والخامس وما قبل مرحلة القرود، تحدَّثوا عن النهضة والعولمة، وتركوا هموم أوطانهم، فكثير منهم يجلس على كرسيه رغماً عن أنف شعبه... أما عن كلمة فلسطين فقد ألقاها سمو أمير قطر، حين أكَّد على ضرورة رفع الحصار، وخروج الاحتلال من كافة الأراضي الفلسطينية... أما رئيسنا المبجل، رئيس فلسطين فقد ألقى كلمة واشنطن في القمة العربية.. رئيس الجامعة العربية قال: أن الجامعة العربية قامت بدور فعَّال في الأزمة السورية ...واضح معاليك، فعَّال وقوي في 15 دقيقة وفي الأزمة الفلسطينية وفي المصالحة وفي رفع الحصار ووقف الاستيطان... فعال وبارز كمان معاليِكْ.... يا عم خدوا كل شيئ وأبقوا لنا الوطن ملعون ظلاع اللِّي حَطْكُم، وما بين القمة والقِمَّة الأخرى ألف خازوق وخازوق. [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]