قالت صحيفة الفاينانشال تايمز في مقال تحليلي "لرولا خلف" إن "صعود الإسلام السياسي في المنطقة، أزعج آل سعود، ودفعهم إلى إتخاذ نهجاً متزايداً ضد المعارضة في الداخل، كما أنها أضحت أكثر عدوانية في تعاملها مع الخارج". وأضافت خلف أنه فور "إعلان السلطات السعودية قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في البلاد، اختفت في اليوم نفسه إشارة رابعة من على حسابات تويتر في البلاد، إذ أنه ما من أحد في المملكة مستعد لأخذ أي مجازفة ومواجهة تهماً تتعلق بدعم الحزب الاسلامي، كما أنهم امتنعوا عن وضع الاشارات الصفراء المتضامنة مع ضحايا الجماعة الذين سقطوا على أيدي الجيش". وبموجب هذا الحظر، فترى السعودية أن أي شكل من أشكال الدعم للجماعة يشكل جريمة يعاقب عليها القانون. ورأت خلف أن حدة التوتر ازدادت بصورة واضحة بسبب بعض الشكوك التي تراود المسؤولين السعوديين بأن الولايات المتحدة تسعى لتوطيد علاقتها مع الإيرانيين، والتي تعتبرها السعودية منافستها الإقليمية، موضحة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيسعى إلى تطمين السعودية حول هذا الموضوع خلال الزيارة المرتقبة للرياض هذا الأسبوع. وبحسب محلل سعودي رفض الكشف عن اسمه فإن "السعودية تغيرت اليوم، فلم تعد كالسابق أكثر حرصاً وأكثر دبلوماسية في تعاملاتها ، إنما أضحت اليوم أكثر حزماً وأكثر شعوراً بجنون العظمة". وأوضحت كاتبة المقال أنه مع ازدياد الضغط على جماعة الأخوان المسلمين، فإن العلاقات السعودية مع قطر أضحت أكثر جموداً، إذ أن الأخيرة لطالما عرفت بدعمها للإسلاميين كما أنها ساندت حكومة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ، فضلاً عن أنها رفضت الإنضمام للحملة الاقليمية المناهضة لهم. وأشارت خلف إلى أن "سياسة السعودية قد تكون منبثقة من أجل إحلال الاستقرار إلا أنها قد تجني شيئاً آخراً مناقضاً تماماً".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.